أكًّد كُتاب ومحللون سياسيون، أنًّ إجراءات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ضد قطاع غزة وخاصةً ضد موظفيه هي من أجلِ زيادة التأزم الاقتصادي للقطاع و الضغط على حركةِ حماس بتقديم بعضِ التنازلات لصالح السلطة من أجلِ إتمام المصالحة.
وقالَ الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو، إنَّ عباس يتجهُ نحوَ خطوةٍ جديدةٍ ضد قطاعِ غزة وهي إحالة كافة موظفيه للتقاعدِ الإجباري خاصةً موظفي الصحة والتعليم".
وأكَّد سويرجو خلالَ حديثهِ لـ "فضائية فلسطين اليوم" ضمن برنامج قلب الحدث الذي بُثَ مساءَ الاثنين، أنَّ الإجراءات التي يتخِذُها عباس ستزيد من الحالة المعقدة وتٌنهك اقتصاد القطاع نظراً لمحدودية الأموال التي تدخل إلى القطاع.
وأوضحَ سويرجو، أنَّ "عباس اتخذَ قرار صراع الشرعيات من خلال رفع الغطاء القانوني على أيِ مؤسسة فلسطينية ليست خاضعة له، كحلِ المجلس التشريعي، معتبراً أن طرح موضوع الانتخابات في هذا التوقيت وصفة تخريبية، بمعنى أنه يجب أنَّ تلتزم هذهِ الانتخابات بالخط السليم من أجل الخروج بصيغة انتخابات شاملة ونزيهة.
كما وأشار إلى أن حماس لن تقبل بتسليم غزة وكذلك السلطة لأنهُ سيكون هناك مناكفات بين الطرفين.
وتابع حديثه قائلاً: "لا أحد يريد مصالحة سواء فتح أو حماس لأنَّ الطرفين يريدان الحصة الأكبر في النظام السياسي الفلسطيني ولا يريدون الشراكة الفصائلية".
وللخروج من هذهِ الأزمة طالبَ سويرجو، "رئيس السلطة محمود عباس أنَّ يجتمع بالإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير كما عليهِ أنّ يجتمع مع كافة الفصائل على طاولة مستديرة لوضع استراتيجية ثابتة وقوية".
وأنهى الكاتب والمحلل الساسي حديثهُ بالقول: "علينا أنّ نعيدَ قراءة اتفاقات أوسلو حتى لا نُراهن كثيراً على هذهِ القيادة وأنه لا يوجد في الأفق السياسي الفلسطيني أي شكل من أشكال الحلول في ظل غرق القيادة في هذه الاتفاقيةِ، موضحا أنَّ هدف أوسلو هو تحويل القضية الفلسطينية من قضية سياسية إلى قضية اقتصادية وهذا ما نجح به الاحتلال".
وحول قرار رئيس السلطة الفلسطينية سحب عناصره من معبر رفح البري، أكد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أنه إذا كانت هذه الخطوة بالتوافق مع الجانب المصري فستكون لها تداعيات خطيرة أما إذا كانت فقط من جانب عباس فستكون تداعياتها أقل خطراً.
و خلال حديثهِ لـ "فضائية فلسطين اليوم" قال الصواف: "إذا اتخذ عباس قرار التقاعد الإجباري والقصري لموظفي الصحة والتعليم فإن ذلك سيؤثر سلباً على الوضع الاقتصادي لقطاع غزة، معتبراً أنَّ هذه الخطوات تأتي من أجل زيادة الضغط على حركة حماس وتقديم بعض التنازلات لصالح السلطة الفلسطينية من أجل إتمام المصالحة.
ولفت الصواف، إلى أنَّ موضوع الخلافات القائمة بين حركتي فتح وحماس قائمة منذ سنوات وليس وليدة اللحظة، وقال الصواف رئيس السلطة يريد إسقاط حماس في غزة وإخضاع الشعب الفلسطيني كله تحت سيطرته وهذا ما يدلل على ما يتخذه من إجراءات ضد القطاع.
وأشار إلى أنه إذ لم نواجه قرارات السلطة وسياسات الاحتلال الإسرائيلي والمشروع الأمريكي الإسرائيلي بما يعرف بـ "صفقة القرن" ستنهار القضية الفلسطينية.
واعتبرَ الصواف، أنَّ الإجراءات ضد قطاع غزة هي تمهيد لـ "صفقة القرن" وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية المحتلة، وهذهِ الخطوة لها خطورة كبيرة على الشارع الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
وأنهى الكاتب والمحلل الساسي مصطفى الصواف حديثهِ قائلاً: "إنَّ رفض السلطة الفلسطينية إدخال الأموال القطرية عن طريقها إلى قطاع غزة هي دفعت قطر للتوجه للأمم المتحدة و"إسرائيل" من أجل إدخالها، وأنَّ "إسرائيل" سمحت بإدخال الأموال لأنها تريد هدوء في القطاع في ظل الانتخابات القائمة داخلها.
وحول الاعتقالات التي نفذتها حركة حماس لبعص عناصر وقيادات حركة فتح في قطاع غزة، اعتبرَ الصواف أنها خطوة تأتي من أجل الحفاظ على الهدوء في حال جرى احتفال فتح وعدم الانزلاق والاحتقان بين أنصار دحلان وعباس، أما المحلل السياسي ذو الفقار سويرجو فقد اعتبر أنَّ هذه الاعتقالات غير مقبولة لأي سبب كان لأنه نوع من أنواع القمع.
بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي كمال علاونة، إنَّ "الشرعية الفلسطينية انتهت في 2009 والمجلس التشريعي انتهت صلاحياته في 2010، وبالتالي يجب أن يكون هناك مبادرة للدعوة للانتخابات رئاسية وبرلمانية والانتقال من مرحلة أوسلو إلى مرحلة دولة تحت الاحتلال.
وأكد علاونة خلال حديثهِ لـ "فضائية فلسطين اليوم"، إلى أنَّ المخرج الوحيد من الأزمة الحقيقية التي تعيشها القضية الفلسطينية هو التوافق الوطني الشامل بين حركتي فتح وحماس بالإضافة إلى كافة الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية ومن ثم الذهاب إلى انتخابات تشريعية وبرلمانية في الضفة الغربية وقطاع غزة بالتزامن.
ودعا علاونة في نهايةِ حديثةِ، إلى تفعيل كافة الخيارات العسكرية والأمنية والسياسية والإعلامية والاقتصادية وعدم الانزلاق للمفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي والتخلص من اتفاقية أوسلو من خلال توافق وطني فلسطيني.