أجمع محللون سياسيون فلسطينيون أن خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر الجاري،لن يحمل أي "مفاجآت"، رداً على السياسات "الإسرائيلية" و"الأميركية" تجاه القضية الفلسطينية، لاسيما وأنه لا زال يراهن على برنامج التسوية.
وقال الكاتب والمحلل السياسي، ذو الفقار سويرجو في حديث لــ "فضائية فلسطين اليوم"، أن الخطاب السنوي للرئيس عباس واضح المحددات ومعروف؛ ولن يحمل حلول سحرية ومفاجآت، ولا حتى منحنى (متطرف) لتغير المعادلة.
وبين، أن " ما يجرى بين السلطة والولايات المتحدة هي محاولات للضغط كلاً على الآخر، إلا أن الأخيرة لن تذهب نحو القطيعة الكاملة مع السلطة ومنظمة التحرير، لاسيما وأنها قامت مؤخراً بتحويل أموال خاصة بالأجهزة الأمنية من أجل ضمان عملها والاستمرار في التنسيق الامني مع الاحتلال".
وأوضح أن "واشنطن تحاول استخدام أسلوب الابتزاز السياسي والمالي ضد السلطة لتحقيق أهدافها؛ لكن الواضح انها لم تنجح حتى اللحظة، بسبب تصميم الرئيس عباس على الذهاب للأمم المتحدة ".
واستغرب المحلل السياسي "من ذهاب رئيس السلطة للأمم المتحدة بنفس العقلية والتفرد والاستحواذ؛ وعدم إطلاع الفصائل الفلسطينية والمجلس المركزي واللجنة التنفيذية، حول فحوى الخطاب الذي سيقدمه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة".
كما استبعد، "أن يقدم عباس على حلّ السلطة أو التحلل من الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال "الإسرائيلي"، لأنه لا زال يراهن على برنامج التسوية وإدارة الصراع للخروج بأقل الخسائر بعد أن فشل مشروع أوسلو والذي كان فخً كبيراً؛ وجاء الوقت ليحصد الفلسطينيون الثمن" .
ورغم فقد رئيس السلطة للشرعية الوطنية الكاملة، كما قال ذو الفقار سويرجو ؛ إلا أنه يرى ضرورة دعم خطواته من قبل الكل الفلسطيني، لأنه من المؤكد سيحمل لهجةً تصعيديةً توازي الابتزاز الأمريكي، ﻣُﻘﻠﱢﻼ في الوقت ذاته من أن يحمل الخطاب تغيرات دراماتيكية على الأرض".
وطالب الكاتب السياسي خلال حديثه " عباس بالذهاب نحو مصالحة وطنية فورية إذا أراد أن يتخذ قرارات صادمة للمجتمع الدولي، وذلك عبر انجاز ملف المصالحة؛ والتي يعرف محدداتها وطرق الوصول إليها، بحسب سويرجو ، عدا عن ضرورة التوجه إلى قطاع غزة من أجل العمل على بناء مشروع تحرر وطني وليس مشروع استجداء وطن".
تعريف علاقة السلطة بالاحتلال ..
وبشأن التلويح بحل السلطة الفلسطينية، أكد الكاتب والمحل السياسي محمد حجازي، "أن مثل هذه التهديدات تأتي في سياق الضغط لا أكثر؛ لأن قرار حل السلطة صعب وليس بالهين خاصة في هذه المرحلة، والتي تتطلب أولاً إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة وتوحيد القرار الفلسطيني، وبالتالي نضمن أقل الأضرار التي يمكن أن تنتج عن هذا القرار لما له من تداعيات خطيرة".
وبين، حجازي خلال حديثه لــ "فضائية فلسطين اليوم"، "أن هناك خيارات يمكن الذهاب إليها في ظل هذا الواقع وهي إعلان دولة تحت الاحتلال، لأن مسار التسوية وحل الدوليتين والدولة الواحدة وحتى الكونفدرالية كل تلك الحلول انتهت بعد أن أجهضها قانون القومية العنصري الإسرائيلي والذي اعتبر فلسطين التاريخية أرضاً لليهود ".
وفي معرض حديثه أشار إلى "أن الولايات المتحدة الأمريكية ووفقاً لسلسة القرارات التي اتخذتها مؤخراً ضد القضية الفلسطينية تكون قد حسمت أمرها، وأكدت أنها ليست طرفاً ولا حتى وسيطاً بل شريكاً للاحتلال".
وبشأن ما قد يحمله خطاب رئيس السلطة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يرى الكاتب السياسي "أن ما تتعرض له القضية الفلسطينية من حالة استثنائية وصعبة تستعدي خطاباً حاسماً على الأقل سياسياً وقد تكون النبرة هذه المرة أعلى من سابقاتها".
وتوقع حجازي، "أن يعلن الرئيس عباس قرارات جديدة تتعلق بوظيفة السلطة وتعريف علاقتها بالاحتلال،إلى جانب بعض القضايا التفصيلية، غير أنه لم يستبعد أيضا أن يذهب للإعلان عن تحويل السلطة إلى دولة تحت الاحتلال وتكون المنظمة مرجعية لها، وذلك بعد أن فشلت كل الخيارات أمامه".
ومن المقرر أن يلقي رئيس السلطة محمود عباس خطابًا، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، نهاية الشهر الجاري؛ يستعرض فيه ما تمر به القضية الفلسطينية في ظل إجراءات الاحتلال، والقرارات الأمريكية المنحازة للكيان "الإسرائيلي".