بعد زيارة الرئيس السوداني عمر البشير قبل نحو أسبوعين دمشق والكشف عن خطوة مماثلة مرتقبة للرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز في يناير/كانون الثاني الحالي، وإعلان الإمارات عن إعادة فتح سفارتها، أكدت مصادر مقرّبة من دوائر صناعة القرار المصري أن القاهرة تدير اتصالات واسعة لتنظيم مجموعة من الزيارات لمسؤولين وزعماء عرب، خلال الأيام المقبلة، إلى العاصمة السورية دمشق ولقاء الأسد، في إطار عملية إعادة نظام الأسد إلى جامعة الدول العربية قبل القمة المقبلة التي تستضيفها تونس.
وتوضح المصادر أن النظام المصري يتحرك بناء على تنسيق سعودي وإماراتي، مشيرة إلى أن مباحثات عودة مقعد سورية بجامعة الدول العربية لنظام الأسد، تجري بشكل متسارع، مؤكدة أن تلك الخطوة باتت قريبة للغاية. كذلك بات مسؤولون أردنيون يجاهرون بوجود تحرك لإنهاء تعليق عضوية سورية في جامعة الدول العربية، بما في ذلك تأكيد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأردني، نضال الطعاني، لوكالة سبوتنيك أول من أمس الأحد، وجود مساعٍ أردنية ضمنية برلمانية ومساع ضمنية حكومية باتجاه عودة سورية إلى جامعة الدول العربية.
وتدرس القاهرة، بحسب المصادر نفسها، قيام مسؤولين بارزين بزيارة رسمية معلنة إلى سورية، مشيرة إلى أن هناك اتجاهاً قوياً لتلبية دعوة تلقاها رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، من جانب رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك. وقالت المصادر، التي تحدثت مع "العربي الجديد"، إن دوائر عليا تبحث تداعيات تلك الزيارة حال إتمامها، لافتة إلى أنه من المقرر أن يصاحب كامل في تلك الزيارة، المهندس شريف إسماعيل مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية، ووزير الخارجية سامح شكري لإضفاء طابع سياسي عليها.
وبحسب المصادر، فإن مملكة البحرين أبدت هي الأخرى استعداداً لتنظيم زيارة رفيعة المستوى للنظام السوري خلال الفترة المقبلة، فيما ربطت المصادر بين زيارة الرئيس الموريتاني المرتقبة إلى دمشق وتجاوبه مع الاتصالات العربية التي تقودها القاهرة لإعادة الأسد إلى الصورة مجدداً.
مع العلم أن موريتانيا احتفظت بعلاقتها الدبلوماسية مع نظام الأسد منذ اندلاع الاحداث في سورية، وكان لديها سفير مقيم في دمشق، قبل أن ينتقل منها للإقامة في لبنان، ثم الأردن بفعل تفاقم الظروف الأمنية بسبب الحرب السورية.