فشلت الولايات المتحدة و"إسرائيل" في إصدار قرار في مجلس الأمن الدولي، الليلة الماضية، يندد بالأنفاق التي تزعم "إسرائيل" إن حزب الله حفرها عند الحدود اللبنانية – الإسرائيلية.
وكانت الولايات المتحدة قدمت مشروع قرار بهذا الخصوص، تتمة لعملية "درع شمالي" العسكرية الإسرائيلية عند الحدود، التي تتطلع إلى كشف هذه الأنفاق.
يأتي الفشل الأمريكي - الإسرائيلي، بعد سقوط مشروعهما لإدانة حركة حماس الأسبوع قبل الماضي.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الخميس، إن "إسرائيل" والولايات المتحدة امتنعتا عن طرح مشروع القرار للتصويت في مجلس الأمن "بسبب التخوف من فيتو روسي".
واعتبرت الولايات المتحدة أن على المجتمع الدولي "إدانة الأنفاق العابرة للحدود. وندعو اليونيفيل إلى ضمان خلو مناطق عملياتها جنوب لبنان من أي تهديدات وانتهاكات ".
وادعى سفير الاحتلال "الإسرائيلي" في الأمم المتحدة، داني دانون، أن "جهات في الجيش اللبناني تعمل في خدمة حزب الله في الوقت الذي لا يعمل فيه يونيفيل على تنفيذ تفويضه في المنطقة بالشكل المطلوب".
وتابع أن حزب الله أقام في المنطقة الحدودية بين "إسرائيل" ولبنان، وأنه "ليس فقط أن حزب الله يخرق القرار 1701 بشكل واضح وإنما يواصل استخدام مواطني لبنان كدروع بشرية. وإذا تجرأ حزب الله على مهاجمة "إسرائيل"، فسوف ندفنه في الخراب الذي سيجلبه على لبنان".
من جانبه، أكد مندوب الكويت لدى الأمم المتحدة، منصور العتيبي، على أن لدى لبنان "حقا مشروعا في استعادة أراضيها وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي"، مضيفا أن لبنان "يعيش على مدار عقود من الزمن، الاستفزازات الإسرائيلية المستمرة". وقال حول هذه الأنفاق إن "إسرائيل" تسعى إلى "تضخيمها أمنيا وسياسيا وحتى عسكريا".
وحذرت سفيرة لبنان في الأمم المتحدة، أمل مدللي، من أن تكون الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي حول أنفاق قالت إسرائيل إنها اكتشفتها "مقدمة لعدوان إسرائيلي آخر على البلاد".
وأكدت على أن "إسرائيل" هي المعتدية على لبنان، مشيرة إلى أنه "شهد لبنان أربع غزوات "إسرائيلية" مدمرة في السنوات الأربعين الماضية، أسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين، وإصابة آخرين بجروح بالغة، وتدمير البنية التحتية للبلاد، وسنوات من المشقة للشعب. والآن، بينما كان اللبنانيون منشغلين في التحضير للاحتفال بأعياد الميلاد، أصبحوا اليوم قلقين ومهتمين وخائفين من المستقبل. عندما يرون هذا المجلس الموقر يجتمع لمناقشة موضوع خاص بلبنان".
وأكدت السفيرة اللبنانية التزام بلادها بالقرار 1701، مشيرة إلى أن "هذا الالتزام يصب في مصلحة بلدي وشعبي. ولهذا السبب أيضا عبر الرئيس (اللبناني ميشال) عون عن اهتمام بلاده بالحفاظ على الأمن والاستقرار في جنوب لبنان". وتابعت أن "إسرائيل مسؤولة عن إثارة الصراع من خلال انتهاكاتها اليومية للسيادة اللبنانية، وهذه هي القضية الحقيقية: نحن نواجه انتهاكات مستمرة لسيادتنا عن طريق البر والجو والبحر، في انتهاك كامل لأحكام القرار 1701".