استخدم أفراد القوّة الإسرائيليّة التي كشفتها المقاومة الفلسطينيّة في غزّة، الشهر الماضي، وقتلت قائدها، بطاقات هويّة مفصّلة لغزيّين حقيقيين لكنّها مزيّفة، بعدما ادّعوا أنهم أطباء لدخول القطاع، بحسب ما ذكرت صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانيّة، أمس، الأحد.
ووفقًا لما نقلته الصحيفة عن مسؤولين في حركة حماس، فإن أفراد القوّة استخدموا هويّات "مسروقة" لغزّيين يسكنون في كافّة أرجاء القطاع، باستثناء المنطقة التي جرت فيها العمليّة العسكريّة السريّة، خشيةً من انكشاف أمرهم من قبل الأهالي.
وقال الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، إن أمن القطاع احتجز جميع أصحاب البطاقات الأصليين وحقّق معهم، علمًا بأن البطاقات تم اكتشافها حول السيارة التي أقلّت القوة الإسرائيليّة، وهي من نوع فولكسفاغن.
وقال قاسم للصحيفة إن البطاقات كانت "دقيقة للغاية، وتضمّنت الأسماء الكاملة الصحيحة وأرقام الهويّة وتفاصيل السكّان"، وأضاف أنّه تم الإفراج عن أصحاب الهويات الأصليين، لأنهم لا يعرفون شيئًا عن ذلك أو كيف وصلت للاحتلال الإسرائيلي.
وحينما انكشف أمر القوّة الإسرائيليّة، ادّعى أفرادها أنهم عمال إغاثة في منظمات مجتمع مدني غير حكوميّة، وكانت معهم نساء في السيارة، واستخدموا ذلك لتبرير سبب تسللهم لقطاع غزّة. وفي حال تم استجوابهم، فإن رواية أفراد القوّة الإسرائيليّة كانت أن وظيفتهم هي نقل المرضى إلى بيوتهم بعد تلقي العلاج، وهي الذريعة التي استخدموها عند مرورهم من أحد المعابر الرسمية للقطاع، ألمح مسؤول في حماس إلى احتمال أن يكون معبر "إيرز".
وعند دخولهم من المعبر، أبلغ أفراد القوّة أنهم سينقلون المرضى إلى بيوتهم، وكان معهم كرسي متحرّك، لكن أمن المعبر اشتبه بهم كون لهجتم لا تتطابق مع المناطق التي قالوا إنهم ينتمون إليها.
ومع هذا الاشتباه، قرر أمن المعبر استدعاء ضباط أرفع منهم للتحقيق، منهم القيادي في حركة حماس، نور الدين بركات، الذي قرر أخذ الفريق الإسرائيلي المتخفّي لإجراء المزيد من التحقيقات في مقرّ عسكري تابع للمقاومة في منقطة قريبة من المعبر، وهو ما دفع أفراد القوّة الإسرائيليين إلى اغتيال بركات.
وقالت مصادر في "حماس" للصحيفة إنّ الشهيد بركات كان يعرف إحدى النساء التي تحمل القوّة الإسرائيليّة هويتها، ويعرف كذلك أنها توفّيت في الواقع.