أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي د. وليد القططي على أن المدخل الطبيعي لتطبيق المصالحة الفلسطينية على أرض الواقع، هو إنهاء العقوبات المفروضة على قطاع غزة من قبل السلطة الفلسطينية، موضحاً أن هذه العقوبات غير مسموح بها على المستوى الوطني والأخلاقي والإنساني، وأن العقوبات لا يمكن أن تكون طريقاً لإنهاء الخلافات الفلسطينية.
وشدد القيادي القططي في حديث خاص لـ "فلسطين اليوم"، "على انه لا يمكن إنهاء أي ملف من ملفات المصالحة دون إنهاء العقوبات، التي تؤثر على معنويات الشعب الفلسطيني في صموده في مواجهة الاحتلال، الامر الذي لا يقبله أي طرف فلسطيني ضد أي طرف آخر".
وأوضح، أن الظروف الحالية مواتية للمصالحة، التي تأخرت كثيراً، خاصة بعد الإنجاز الذي حققته المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وبعد المعاناة لأهل غزة في ظل الانقسام، والعقوبات والتوابع السلبية للانقسام.
وأشار إلى الانقسام ليس منطقياً أن يكون أصلاً، وبالتالي ليس من المنطق أن يستمر طوال هذه السنوات، وآن الأوان له أن ينتهي، رغم المعوقات الداخلية والخارجية، وبالتحديد البعد الإسرائيلي الذي له في تعطيل المصالحة، مؤكداً على أن العدو الصهيوني حاضر في كل تفاصيل المصالحة.
الجهاد عنصر قوة ودفع للمصالحة
في ذات السياق، أكد الدكتور القططي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي على أن حركة الجهاد الإسلامي على الدوام كانت عنصر قوة ودفع لإتمام المصالحة، وهي كبقية الفصائل متضررة من وجود الانقسام، وتعتقد أن هذا الانقسام يشكل ضرراً على المشروع الوطني الفلسطيني والتحرير بشكل عام.
وأوضح، أن حركة الجهاد الإسلامي لها رؤية متميزة في موضوع المصالحة، باعتبار أن المصالحة يجب أن لا تتم في ملف السلطة فقط، بل تشمل الملف الوطني كله بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة بناء بنائها لكي تكون بيتا للكل الفلسطيني، وقائدا للمشروع الوطني الحقيقي، بحيث يتم بنائها على أسس وطنية، وضمن الثوابت الوطنية الفلسطينية.
الدور المصري في التهدئة
وحول الدور المصري في التوصل لوقف اطلاق النار خلال جولة التصعيد الأخيرة، أكد القيادي القططي أن الدور المصري حاضر في ملف التهدئة والمصالحة، وفي الملف الفلسطيني بشكل عام، وكان له دوراً في إيقاف التصعيد العسكري الأخير، خاصة أن العدو الصهيوني أدرك بأن المقاومة الفلسطينية تمتلك القدرة على رد العدوان وإيذاء العدو في جبهته الداخلية وفي قلب الكيان الصهيوني، وأن قوة الردع التي تمتلكها المقاومة والانضباط الذي تصرفت به المقاومة في إدارة المعركة، وفي الغرفة المشتركة، هذا كله كان له دور أساسي في سرعة استجابة العدو لوقف إطلاق النار الذي تدخلت فيه مصر.
مسيرات العودة مستمرة
وبشأن مسيرات العودة الذي حاول الاحتلال الإسرائيلي إيقافها بكل السبل وفشل، أكد الدكتور القططي أن مسيرات العودة مستمرة، وتم ضبطها بطريقة تحفظ الدم الفلسطيني، وستبقى مستمرة حتى تحقيق أهدافها، موضحاً أن المسيرات هي أداة من أدوات المقاومة الشعبية السلمية الفلسطينية.
وأوضح أن الشعب الفلسطيني بقيادته الفصائلية والمدنية، ارتأت ان أسلوب المسيرات الشعبية على السلك الزائل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948، هو أسلوب ملائم ومناسب لتحقيق بعض الأهداف الوطنية كقضية العودة واللاجئين والتأكيد على حقنا في كل فلسطين، وحقنا في إنهاء الحصار الظالم وليس فقط تخفيفه بل إنهاؤه بشكل كامل، وعند تحقيق الأهداف يمكن الحديث عن توقفها، لكن قبل ذلك لا يمكن إيقافها.
المقاومة أسقطت أسطورة جيش الاحتلال
وحول ما كشفته المقاومة الفلسطينية حول الخلية التي تسللت لقطاع غزة وتم كشفها شرق خانيونس، أوضح القيادي القططي أن الصور التي كشفتها المقاومة لعناصر الخلية، تشير إلى أن العدو لم يعد السوبر الأمني الذي يفعل كل شيء، وأن أسطورة اليد العليا للاحتلال بدأت تتكسر، كما تكسرت من قبل. لافتاً إلى أن المقاومة الفلسطينية الآن، والمقاومة اللبنانية سابقاً لديها إنجازات أمنية كما الإنجازات العسكرية في مواجهة العدو الصهيوني، كما أن صورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر سقطت من خلال حروب الجيش مع المقاومة، إضافة إلى أن اليد الأمنية القوية لأجهزة الامن الإسرائيلية أيضاً ستسقط هذه الأسطورة من خلال إنجازات المقاومة، التي بدأت تعمل في المجال الأمني بطريقة محترفة، وبطريقة حروب أدمغة تستطيع أن تبطل الكثير من العمليات الأمنية للعدو.
التطبيع العربي وهرولة الأنظمة
وبشأن ارتفاع وتيرة التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني، أكد القيادي القططي أن الأنظمة العربية التي تهرول تجاه التطبيع والتحالف مع الكيان الصهيوني، هي أنظمة مرعوبة من شعوبها ومعزولة عن شعوبها، ومرعوبة بفعل التخويف الأمريكي-الإسرائيلي، باختراعهم عدو وهمي اسمه "إيران" ومحور المقاومة بشكل أوسع، مؤكداً على أن هذه الهرولة من قبل الأنظمة العربية تسير خارج سياق التاريخ، الذي يؤكد أن العلو الإسرائيلي بدأ في طور الهبوط، وان هذه الدولة التي هي أوهن من بيت العنكبوت ولم تستطع حماية نفسها، فكيف توهم هذه الأنظمة الضعيفة أنها تستطيع حمايتها من شعوبها ومن إيران على فرض أن ايران عدو لهذه الأنظمة كما صور لهم.
وشدد على أن الكيان الصهيوني عاجز عن تحقيق أي نصر، ولو صغيراً على المقاومة الفلسطينية كما المقاومة اللبنانية، وبالتالي الهرولة العربية تجاه الكيان الصهيوني تسير عكس مسار التاريخ.
وأوضح أن هذا التطبيع سيظل بين أنظمة عربية تابعة ضعيفة وبين كيان صهيوني فقد مقومات القوة التي طالما تغطرس بها.
العقوبات على إيران
وحول تأثر إيران بالعقوبات الأمريكية المفروضة عليها، أشار الدكتور القططي أن تاريخ إيران بعد الثورة الإسلامية منذ عام 1979 يشير إلى أنها تعرضت وواجهت تحديات أصعب مما تواجه الآن بكثير، حيث تعرضت لحرب استمرت ثمانية سنوات من جيش قوي كالجيش العراقي، دمرت فيها الكثير من المدن الإيرانية والاقتصاد، يفوق مما تتعرض له إيران الآن من حصار أمريكي واستطاعت بناء نفسها كدولة قوية، وتؤثر على الإقليم ضد محور "إسرائيل" وأمريكيا في المنطقة.
وأكد أن إيران تدفع ثمن تأييدها للقضية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية، لافتاً انه لا مشكلة بين إيران وأمريكا سوى "إسرائيل"، مشيراً إلى أن إيران تعاقب لموقفها المعادي لإسرائيل.
وأوضح أن إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعلن على الملأ أن الكيان الصهيوني هو غدة سرطانية يجب اجتثاثها من الوجود، كما أنها الدولة الوحيدة التي تعلن مساعدتها للمقاومة بشكل عام.
ورأى أن إيران ستتجاوز الأزمة وتتخطاها، على الرغم من آثارها على الاقتصاد الإيراني، نظراً لأن الإيرانيين لديهم خبرة في موجهة مثل هذه التحديات.