Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

"شعفاط القدس" نكبة جديدة على طريق التهجير والتطهير العرقي

شفاط.jpg
فضائية فلسطين اليوم - القدس المحلتة

يسارع الاحتلال الإسرائيلي من خططه ومشاريعه التهويدية والتي يسعى للتحكم والسيطرة الكاملة على مدينة القدس المحتلة، وعزلها بشكل نهائي عن محيطها الفلسطيني، في إطار عملية التهويد والأسرلة للمدينة المقدسة، والتي لا يكتفي فيه الاحتلال بتهويد المكان فوق الأرض بل وتحت الأرض وحتى تغير المشهد المقدسي بشكل كامل سواء بالاستيطان وتكثيفه أو الاستيلاء على الأرض وتهجير أصحابها، وصولاً للتطهير العرقي ، فكل ذلك يرقى لجرائم حرب بإمتياز.

فــ "مخيم شعفاط للاجئين" والواقع شمال القدس المحتلة هو أحد أبرز المخيمات التي وضعت "إسرائيل" كل الخطط لتصفيته وشطب صفة اللجوء عن سكانه.

قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، بدأت منذ صباح أمس الأربعاء، باقتحام مخيم شعفاط، معززة بجرافاتها والمئات من عناصرها،  وشرعت بهدم محال تجارية في المخيم، بحجة البناء غير المرخص، وذلك بهدف السيطرة على المخيم ونزع صلاحيات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"أونروا".

عمليات الهدم في المخيم، من قبل قوات الاحتلال طالت 12 محلاً تجارياً ومحطة للوقود، تنفيذًا لأوامر سلمت في وقت سابق أمهلت أصحابها  المحال مدة 12 ساعة لإخلاء المحال، في الوقت الذي حذرت بلدية الاحتلال من أن عدم الالتزام بالقرار سيدفع عمالاً من البلدية للقيام بعمليات التفريغ، على أن يجبر أصحاب المحلات بعد ذلك بدفع تكاليف الهدم.

وفسّر مواطنون هذه الخطوة بأنها تنفيذ فعلي لتصريحات وقرارات رئيس بلدية الاحتلال المتطرف "نير بركات" بالعمل على إلغاء عمل "الأونروا" في القدس وفي كافة المجالات واستبدالها بخدمات من بلديته العبرية.

شفاط.jpg
 

وتأتي عمليات الهدم متزامنة مع تسلم رئيس بلدية الاحتلال الجديد موشيه ليئون، المعروف بتطرفه الديني والقومي، مهماته من رئيس البلدية السابق نير بركات الذي كان أعلن قبل فترة وجيزة عن خطة تفصيلية تتعلق بالمخيم مفادها نزع صلاحيات الأوقاف عن اللاجئين فيه وإسقاط صفة اللاجئ عنهم وإلحاقهم ببلدة شعفاط المجاورة عنواناً للإقامة.

يواصل أهالي مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة اعتصامهم أمام مكتب "الأونروا" رفضاً لاقتحام بلدية الاحتلال للمخيم وقيامها بأعمال التنظيف بدلًا عن طواقم وكالة "الأونروا".لأن ذلك برأيهم محاولة إسرائيلية جديدة لتكريس رؤية ومخطط بلدية الاحتلال بإنهاء عمل "الأونروا" في القدس وسلب صلاحياتها.

بدوره أكد المتحدث الرسمي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ومدير الإعلام والاتصال – دولة فلسطين، سامي مشعشع، في حديث مع "العربي الجديد"، موقف أونروا الرافض إجراءات الاحتلال في المخيم. وأشار مشعشع إلى أن إدارة أونروا تتابع عن كثب ما يجري من تطورات، بعد إقدام بلدية الاحتلال على هدم محال تجارية في المخيم مملوكة لبعض سكانه.

وكانت لجنة برلمانية "إسرائيلية" بحثت، مؤخراً، خطة أعدها رئيس بلدية الاحتلال السابق في القدس نير بركات، بهدف طرد "الأونروا" من المدينة المقدسة، ويعتبر بركات أن "قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب خفض الدعم المالي للأونروا فرصة استراتيجية لتنفيذ خطته وإنهاء دور المنظمة الدولية الشاهدة على حقوق اللاجئين الفلسطينيين ونكبتهم.

وزعم بركات أن "إزالة أونروا سيقلص التحريض والإرهاب، وستحّسن الخدمات للسكان، وستزيد من أسرلة شرق المدينة، وستساهم في السيادة ووحدة القدس". وأضاف، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عبرية، أن "أونروا" هي كيان أجنبي وغير ضروري، فشل فشلاً ذريعاً، وأنا أعتزم إبعاده من القدس. كل جانب من أونروا يعاني من خلل وظيفي وفشل". وبحسب مزاعم بركات.

ويعد مخيم شعفاط، الوحيد في الضفة الغربية الذي يقع ضمن الحدود البلدية للقدس. ولذلك، فإن اللاجئين فيه يحق لهم الحصول على هويات مدنية تابعة للقدس، الأمر الذي يضمن لهم حقوق الإقامة في القدس ويجعلهم مؤهلين للحصول على بعض الخدمات الاجتماعية الإسرائيلية، بما في ذلك الرعاية الصحية.580.jpg

كما أحاط الاحتلال مخيم شعفاط بجدار عازل وجعل حاجزا عسكريا بينه وبين القدس، ثم أحاطت به العمارات السكنية العالية نظرا لحرص السكان على الإقامة داخل حدود بلدية القدس حفاظا على بعض حقوقهم التي يحاول الاحتلال انتزاعها.

ومنذ إقامة المخيم وحتى اليوم ارتفع عدد سكانه من قرابة 3500 نسمة إلى نحو 23 ألف نسمة في مساحة لا تتجاوز مئتي دونم (الدونم =ألف متر مربع) تتلاصق فيها البيوت وتكتظ بالسكان. كما لم تحدث أي عملية ترميم للبنية التحتية المتآكلة فيه إلا من خلال مبادرات بسيطة من السكان.

580 (1).jpg
 

ويعيش المخيم معاناة انقطاع الماء في كل فصول السنة، ففي فصل الصيف تنقطع المياه عن السكان أياما طويلة، لذلك اعتاد السكان شراء مضخات خاصة بهم لرفع الماء إلى الخزانات على سطوح المنازل. حيث أوقفت الشرطة "الإسرائيلية" وفي بداية شهر أغسطس/آب 2016 الماضي عمال شركة المياه عن استكمال أعمال تمديد أربعة خطوط مياه جديدة للمخيم، وتتذرع الشرطة بالجانب الأمني كشرط لاستكمال أعمال التمديد.

وفي العام 1988 صدر قرار بوقف عملية الدفع وقطعت المياه عن الأهالي، فربط شبان الانتفاضة الأولى البيوت بشبكة المياه وإن كان الانقطاع متكررا، وتمثلت ردة فعل الاحتلال في ظل رفض الأهالي دفع بدل المياه في تقليص كمياتها وتخفيف قوة الضخ، الأمر الذي استمر حتى يومنا هذا.

من جهتها، تزعم الشركة أن مشكلة شح المياه في المخيم مردها إلى النمو السكاني المتسارع ونقص التخطيط العمراني السليم وانتشار ما أسمتها "قرصنة المياه"، فهي ترى أنها ملزمة بتوفير المياه لنحو 15 ألفا من "سكان المخيم الأصليين"، وبينما يقطن بالمخيم ومحيطه نحو ثمانين ألفا اليوم، تتحكم الشركة في إيصال المياه لهم في ظل غياب شبه كامل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا).

وشيدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) مخيم شعفاط شرق مدينة القدس المحتلة عام 1964، ونقلت إليه سكانه من حارة الشرف بالبلدة القديمة من المدينة، وجميعهم ممن هجروا من بلداتهم وقراهم في الأراضي المحتلة عام 1948.

 

TwA6i.jpg