قال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا إن الشعب الفلسطيني لا يمكنه أن يقبل بحلول استسلامية غير منصفة، ولا يمكننا أن نتحدث عن السلام بدون أن نبرز أولًا وقبل كل شيء أهمية تحقيق العدالة في هذه الأرض المقدسة.
وأوضح حنا لدى استقباله وفدًا من منظمة العدالة والسلام الإيطالية السبت أن العدالة تُعني أن يزول الاحتلال، وأن تزول كافة المظاهر الاحتلالية العنصرية، وأن يتحقق حق العودة وتكون القدس عاصمة لفلسطين.
وأضاف "لا يمكن أن يتحقق السلام في عالمنا بدون أن تتحقق العدالة أولًا، فالسلام ثمرة من ثمار العدل وبغياب العدالة فعن أي سلام نتحدث"، مضيفًا "ما سُمي زورًا وبهتانًا بالعملية السلمية لم يكن إلا نكبة جديدة تستهدف شعبنا في كافة أماكن تواجده، وخاصة في القدس".
وتابع "الفلسطينيون لن يقبلوا بسلام هو في واقعه استسلام وقبول بالأمر الواقع الذي يرسمه الاحتلال لنا"، مطالبًا كافة المؤسسات التي تنادي بأن يتحقق السلام في هذه العالم بضرورة ان تشدد أولًا وقبل كل شيء على مفهوم العدالة ورفع الظلم عن المظلومين ونصرة المتألمين والمعذبين في هذا العالم.
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني عانى ولسنوات طويلة ولا زال من الاحتلال الجاثم على صدورنا، مضطهدًا الفلسطينيين ومستهدفًا إياهم في كافة مفاصل حياتهم.
وأكد أن مدينة القدس، والتي من المفترض أن تكون مدينة للسلام، فقد أضحت بعيدة كل البعد عن السلام بسبب سياسات الاحتلال القمعية العنصرية الإقصائية التي تستهدف الفلسطينيين وتعاملهم وكأنهم ضيوف في مدينتهم المقدسة.
وأردف قائلًا: "لقد شعبنا الفلسطيني بمرحلة سميت زورًا وبهتانًا بمرحلة المفاوضات السلمية وأوسلو فإذا بنا نكتشف بعد حين بأن هذه المفاوضات واتفاقية أوسلو تحديدًا لم تكن إلا محاولة هادفة لتصفية القضية الفلسطينية".
وأضاف "يتغنون بشعار السلام ويستعملون مصطلح السلام، لكن هدفهم الأساسي هو شطب وجود الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته وتمرير المشاريع الاستعمارية الاحتلالية".
ولفت إلى أن الفلسطينيين لم يعدوا يثقون بما يسمى اتفاقيات سلام أو مفاوضات سلام، واليوم هم يتحدثون عن صمودهم وبقائهم واستمرارية وجودهم وتصديهم للسياسات الاحتلالية الهادفة إلى اقتلاعهم من هذه الأرض المقدسة.
ونوه إلى أنه لا يوجد هنالك أي فلسطيني يتحدث اليوم عن اتفاقية سلام، بل" الفلسطينيون يتحدثون عن حقهم المشروع في هذه الأرض وكيفية التصدي للمشاريع العنصرية التي هدفها تهميش حضورنا والنيل من مكانتنا وإلغاء قضيتنا وشطب وجودنا".
وبين أن الفلسطينيين أصبحوا يعتقدون بأن كلمة السلام التي يرددها بعض السياسيين إنما هي أكذوبة كبرى للتغطية على سياسة الأبرتهايد والتطهير العرقي التي تستهدفهم.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي فيه كانوا يتحدثون عن مفاوضات سلمية كانت تبنى أسوار الفصل العنصري، وازدادت المستوطنات وتم الاستيلاء على كثير من الأوقاف والعقارات في مدينة القدس.
وطالب المطران حنا وفد منظمة العدالة والسلام الإيطالية بأن يكون موقفهم مؤازرًا للشعب الفلسطيني، وأن ينادوا بأن تتحقق العدالة في هذه الأرض، وأن يزول الاحتلال لكي ينعم شعبنا بالحرية التي يستحقها والتي قدم في سبيلها التضحيات الجسام.
كما طالبهم بالدفاع عن مدينة القدس التي تُسلب وتُسرق في كل يوم، وقال: "كونوا سندًا للشعب الفلسطيني، لأن الانحياز له ولقضيته العادلة هو انحياز لقيم العدالة والسلام، ولكافة القيم الإنسانية والأخلاقية والروحية والحضارية".