قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم بأنّ شعبنا الفلسطينيّ ينهض دومًا من بين ركام النكبات والنكسات والمؤامرات التي يتعرض لها، ليؤكّد دومًا بأنّه لا يضيع حق وراءه مطالب، وشعبنا يقف بالمرصاد في وجه الصفقات المشبوهة الهادفة إلى تصفية قضيتنا الفلسطينيّة، لا سيما ما يسمى بصفقة العصر التي هدفها انتزاع القدس من الوجدان العربيّ الفلسطينيّ وسرقتها بشكلٍ كليٍّ وتصفية القضية الفلسطينيّة بشكلٍ نهائيٍّ.
وأضاف سيادته بأنّ ما يسمى بصفقة القرن إنمّا هي في الواقع ليست موجودةً إلّا في عقول مَنْ يفكرون ويخططون لها، أمّا على الأرض فهنالك شعب فلسطيني آبي مناضل ومكافح من اجل الحرية، وهذا الشعب سيتصدى بكل ما أوتي من قوة وعزم لكافة المؤامرات المعادية الهادفة إلى تصفية اعدل قضية عرفها التاريخ الإنسانيّ الحديث، ألا وهي قضية شعبنا الفلسطينيّ.
وأوضح سيادته بأنّ الأخطار المحدقة بنا كبيرة والمؤامرات خطيرة والمشاريع المشبوهة تستهدفنا من كلّ حدبٍ وصوبٍ، ولذلك فإنّ ما هو مطلوب من الفلسطينيين اليوم هو أنْ يكونوا أكثر لحمةً وتضامنًا ووعيًا واستقامةً ووطنيّةٍ لكي يتمكّنوا من مواجهة هذه المؤامرات وإفشالها .
وشدّدّ سيادته على أنّ أولئك الذين يسعون لتمرير صفقاتهم ومؤامراتهم على حساب شعبنا الفلسطيني إنمّا سيلاحظون وسيكتشفون بعد حين أنّ كلّ هذه المؤامرات والمشاريع المشبوهة إنمّا ستتحطم عند عتبات القدس الشريف بوعي وصلابة ووعي شعبنا الفلسطينيّ.
ولفت إلى أنّ القضية الفلسطينيّة لا توجد هنالك قوة في هذا العالم قادرة على تصفيتها ومهما بلغت قوة الاحتلال وجبروته ومهما ازداد الانحياز الأمريكيّ والغربيّ لسياسات الاحتلال فسيبقى شعبنا متمسكًا بحقوقه وثوابته وانتماءه لهذه الأرض المقدسة.
وتناول سيادته المؤامرات التي تُحاك ضدّ مدينة القدس، وقال في هذا السياق إنّ المؤامرات التي تتعرّض لها مدينة القدس لا يمكن وصفها بالكلمات فهنالك استهداف للحجر والبشر وتزييف للتاريخ وتطاول على الهوية الحقيقية للمدينة المقدسة، فكلّ شيءٍ عربيٍّ فلسطينيٍّ إسلاميٍّ أوْ مسيحيٍّ مُستهدف ومُستباح في هذه المدينة المباركة التي نعتبرها كفلسطينيين عاصمتنا الروحية والوطنية وحاضنة أهّم مقدساتنا الإسلاميّة والمسيحيّة.
وتابع قائلاً إنّ النشاطات الاستيطانيّة مستمرّةً ومُتواصلةً في المدينة المقدسة وهنالك عمليات نهب وسرقة ممنهجة للعقارات والأوقاف في القدس، والتي يُراد لها أنْ تتحوّل بشكلٍ كليٍّ إلى مدينةٍ يهوديّةٍ في ظلّ الحالة العربيّة الراهنة، حيث أنّ بعض العرب فقدوا بوصلتهم وأصبحوا جزءًا من هذا المشروع الذي يستهدف مدينة القدس والشعب الفلسطينيّ بشكلٍ عامٍّ.
ولفت إلى أنّ المقدسيين خاصّةً والفلسطينيين عامّةً لن يستسلموا للمؤامرات التي تستهدف مدينة القدس وهويتها العربيّة الفلسطينيّة، ولن يكونوا متفرجين مكتوفي الأيدي أمام ما يُرتكب من تجاوزات بحقّ هذه المدينة المقدسة التي تُسرَق منّا في كلّ يومٍ وتستهدف هويتها العربيّة الفلسطينية في كلّ حينٍ.
وأردف: نأسف ونحزن لواقعنا العربيّ الحاليّ، حيث باتت ظاهرة التطبيع منتشرة هنا وهناك، وحيث الأموال العربيّة تُغدَق بغزارةٍ على المشاريع الاستعماريّة الهادفة إلى تصفية قضيتنا وتدمير الوطن العربيّ، والفلسطينيون لن يتخلّوا عن واجباتهم وحقّهم المشروع في الدفاع عن القدس وفي الدفاع عن وطنهم السليب حتى وإنْ تخلّى عنهم بعض العرب وتآمر عليهم البعض الآخر.
واختتم قائلاً: لن نتخلّى عن مدينتنا المقدسة وعن قضيتنا الوطنيّة العادلة، فهذا الوطن هو وطننا، وهذه الأرض هي أرضنا، وهذه المقدسات هي مقدساتنا، وهذه القدس هي قدسنا، كما أننّا لن نيأس ولن نتردّد في تذكير العرب بواجباتهم تجّاه القدس، أمّا الفلسطينيون فهم أصحاب هذه القضية ومعهم كافة الأحرار في عالمنا، ونحن على يقين بأنّه لا بُدّ للحقّ أنْ يعود إلى أصحابه، وفلسطين ستعود إلى أصحابها، لأننّا نعتقد بأنّ الاستعمار والاحتلال إنمّا لهما بداية كما أنّ لهما نهاية، على حدّ قول سيادة المطران حنا.