أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين د. محمد الهندي أن الإنجاز الذي حققته المقاومة في قطاع غزة سيكون له ما بعده على جميع الصُعد في سياق الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح د. الهندي في تصريحات لـ"فلسطين اليوم" أنَّ المقاومة استطاعت تحقيق إنجازٍ كبيرٍ في مواجهة العدو الإسرائيلي، الذي أراد أنْ يسجل نقاطاً سياسية وعسكرية ضد الشعب الفلسطيني ومقامته في غزة، مشيراً إلى ان أنَ ما حدث هو العكس تماماً إذ استطاعت المقاومة أن تفشل المخططات الإسرائيلية، وأن ترد الصاع صاعين، وأنَّ تهزم إسرائيل في تلك الجولة المهمة من جولات الصراع.
وقال د. الهندي: "المقاومة حققتْ إنجازاً كبيراً يحسب لصالحها وسيكون له ما بعده وسينعكس على جميع الملفات المرتبطة في الصراع والتي من بينها جهود التهدئة الميدانية دون ثمنٍ سياسي التي ترعاها مصر والأمم المتحدة، لقد استطاعت المقاومة أن تردع العدوان الإسرائيلي وتعاملت بحكمة على الصعيد العملياتي والسياسي والعسكري، لذلك نقول باطمئنان وبثقة عالية أن إسرائيل فشلت في ردع غزة، واستطاعت غزة أن تردع إسرائيل على طريقتها الخاصة".
وأضاف الهندي: بينما انتفض الإسرائيليون في وجه حكومتهم، كان الشعب الفلسطيني يلتف حول مقاومته ويبارك نصرها، وما كان ذلك ليكون لولا احتضان شعبنا لمقاومته التي تدافع عنه، متابعاً "صحيحٌ أن إسرائيل تمتلك ترسانة أسلحة قوية إلا أنها فشلت أمام شعبنا ومقاومته التي تمتلك الأدوات البسيطة مقارنة بجيش الاحتلال، لكن الفارق في الامر أنَّ شعبنا يمتلك روح العزة والكرامة والعقيدة القتالية الراسخة المتمسكة بالثوابت والحقوق.
وأشار إلى أنَّ إسرائيل تعيش مأزقاً حقيقياً أمام غزة التي أربكت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ تأسيس الكيان الإسرائيلي الغاصب، لافتاً إلى أنَّ إسرائيل تنظر إلى تلك الجولة من الاشتباك مع المقاومة كما تنظر المنطقة والعالم كله لتلك الجولة من الصراع أنَّ الشعب الفلسطيني شعب متمسك بحقوقه وبفلسطين كل فلسطين حتى النهاية.
وأكد د. الهندي عدم وجود اتفاق تهدئة أو هدنة بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، وأنَّ ما تم هو وقفٌ متبادل لإطلاق النار، قائلاً "إسرائيل حاولت أنْ تردع غزة، لكن ما حدث هو العكس أن غزة ردتْ الصاع صاعين، المقاومة قالت كلمتها إبان الاشتباك بشكل واضح لا يقبل التأويل أنها لن توقف الاشتباك؛ إلا إذا أوقفت إسرائيل عدوانها على غزة وفي نهاية الأمر أُجبرت وأُرغمت إسرائيل على الاستجابة لشرط المقاومة وهو ما حدث (..) إسرائيل تعلمت درساً قاسياً أن غزة تقف على ارجلها في كل جولة وبعد كل جولة تكون أقوى من السابق، لقد أدركت إسرائيل أن غزة ليست منطقة سهلة او لقمة سائغة.
وعن جهود التهدئة التي تبذلها مصر والأمم المتحدة، قال: قبل العدوان على غزة كانت تبذل جهوداً إقليمية واممية لتهدئة ميدانية، وكانت الأجواء تسير في هذا الاتجاه دون أي ثمن سياسي، متوقعاً أن تزور وفوداً مصرية وأخرى أممية قطاع غزة لاستئناف تلك الجهود، مشدداً على أنَّ الجولة الأخيرة استطاعت أن تراكم نقاط القوة لصالح المقاومة؛ الامر الذي سيكون له تداعيات إيجابية في محادثة التهدئة الميدانية مقابل تلبية مطالب وحقوق غزة الإنسانية، قائلاً "على إسرائيل أن تعي رسائل الجولة الأخيرة، وان تستجيب لحقوق غزة ومطالبها".
وشدد على أنَ فصائل المقاومة تولي أهمية كبيرة لملف التخفيف عن أهلنا في قطاع غزة من الأوضاع الإنسانية المتفاقمة دون أي ثمنٍ سياسيٍ.
وعن الأصوات التي تنال من المقاومة، أوضح الهندي أن الأصوات النشار التي تطل برأسها بين الفينة والأخرى هي أصوات هامشية لا قيمة لها، مشيراً إلى أنَّ هدف الأصوات التي تنال من المقاومة بث روح الهزيمة والإحباط لدى الشعب الفلسطيني لصالح الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً "الأصوات النشاز التي كانت تقول باعوها وان المقاومة قرارها هنا وهناك لم نعد نسمع لها أي صوت، والجولة الأخيرة استطاعت ان تخرسهم، عندما حققت المقاومة هذا الإنجاز الكبير، واتثبت المقاومة للجميع أن قرارها بيدها وأنها هي من تختار الوقت والزمان والطريقة المناسبة للرد على العدو الإسرائيلي".
وذكر أنَّ استقالة وزير الحرب أفيغدور ليبرمان والاهتزازات السياسية في الحكومة دلإسرائيلية دليل على التخبط والفشل في مواجهة المقاومة الفلسطينية في غزة، مشيراً إلى أنَّ المقاومة لا تعلق آملاً كثيرة على ضوء الاهتزازات السياسية في الحكومة الإسرائيلية، كون أنَّ جميع الإسرائيليين يميلون إلى التطرف والنظرة الدونية والعدوانية تجاه الفلسطينيين، قائلاً "هدفنا الآن ليس استقالة وزير بحد عينه، بقدر ما أن هدفنا هو تحرير فلسطين، وأن نثبت للعالم أن فلسطين كل فلسطين لنا وان نفشل المخططات التصفوية التي تحدق بالقضية".
وفيما يتعلق بمسيرات العودة، شدد د. الهندي أن المسيرات مستمرة ولن تتوقف حتى تحقيق أهدافها، معتبراً المسيرات إحدى أدوات المقاومة الناجعة، داعيًا أصحاب "مشروع أوسلو" إلى نقل تجربة المسيرات الى الضفة المحتلة، لافتاً أن انتقال المسيرات الى الضفة المحتلة سيحقق إنجازات لا تقل عن الإنجازات التي حققتها غزة.
في سياق آخر، دعا الهندي الرئيس عباس للعمل الجاد والحقيقي لإعادة بناء مرجعية وطنية فلسطينية جامعة تتمسك بالثوابت وتؤمن بالمقاومة بجميع اشكالها، بدلاً من الاقتصار على لغة التفرد والتلويح بالعقوبات ضد غزة الصامدة.