قال المحلل العسكري لموقع صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، رون بن يشاي، إن دخول قوة للجيش "الإسرائيلي"، حتى وإن كانت مدربة جيدًا ومتدربة، لمنطقة في قطاع غزة؛ أمر يشكل خطرًا على المقاتلين، وقد يؤدي لسقوطهم في الأسر.
وبين بن يشاي في مقالٍ له صباح اليوم الاثنين، تعقيباً على فشل عملية أمنية لجيش الاحتلال في القطاع،" أن مثل هذه العملية بالطبع قد يؤدي لتصعيد كبير؛ لذلك، فإن نشاطًا مثل الذي تم تنفيذه أمس هو مسألة غير عادية خلال السنوات الماضية".
واعتبر المحلل العسكري للصحيفة العبرية أن ما جرى في غزة عملية بهذا الحجم يتم تنفيذها فقط في ظروف خاصة، حين لا يكون هناك أدوات استخباراتية أو تشغيلية أو طريقة عمل بدون وجود مقاتلين في المنطقة، بحيث تحقق النتيجة المطلوبة للجيش الإسرائيلي أو لجهاز "الشاباك". وفق تحليله
ويشير بن يشاي، "في بعض الأحيان، يتم تنفيذ نشاط كهذا بعد أن تتاح فرصة نوعية لا تتكرر، في أعقاب الحصول على معلومات استخباراتية نوعية، باغتيال عدة مطلوبين أو مركز للإرهاب أو عرقلة مكسب نوعي قتالي أو لتحقيق ورقة مساومة (مثلما فعلت إسرائيل حين خطفت مصطفى ديراني في 1994 بهدف الحصول على معلومات حول رون أراد، وإما إطلاق سراحه مقابل الطيار الذي تم أسره في لبنان ولم يعد). لكن يبدو أن هذا لم يكن هو الهدف.
يتساءل المحلل العسكري خلال مقاله في صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية، ما الذي حدث هناك بالضبط؟ كيف تم الكشف عن القوة في عمل سري؟ ولماذا تورطت بعدها بالقتال؟.
ويضيف بن يشاي سؤال آخر: كيف وصل قائد رفيع المستوى في حماس في ساحة العمل، واستشهد خلال العملية؟ هل جاءت القوة لمتابعة نشاطاته، على سبيل المثال بحفر الأنفاق؟
وبحسب المحلل الإسرائيلي الذي يقول "حماس تترنح بين خياريْن بحيرة": الرد بإطلاق نار مكثف من الصواريخ نحو إسرائيل انتقامًا لاستشهاد رجالها أو ضبط النفس كي لا تخسر الفوائد التي ستجنيها مقابل التهدئة.
ويضيف، التقدير في الجيش "الإسرائيلي" هو أن حركة الجهاد الإسلامي هي من يدفع للرد، وحماس في هذه الأثناء واقعة تحت ضغط؛ لذلك فإن الجيش الإسرائيلي يكبح جماح نفسه على الصواريخ التي أطلقت الليلة.
من ناحيته قال المحلل العسكري "الإسرائيلي" روني دانيال إن العملية المعقدة التي جرت في خانيونس جنوب قطاع غزة ليلة أمس ستكون سرية لسنوات طويلة.
وأشار دانيال في تحليل له على قناة "ريشت 13" العبرية، إلى أن ما حدث قي خانيونس أمس يذكر بالعمليات التي وقعت في أماكن أخرى خاصة اللفتنانت كولونيل إيمانويل مورينو الذي قتل في لبنان في عملية مشابهة في الماضي.
ونوه دانيال إلى أن العملية التي نفذتها القوة الخاصة أمس يكتنفها ضباب كثيف ولن يتلاشى في المستقبل القريب، مبيناً أن العملية ذات أصول استخباراتية معقدة بعد أن أكد مكتب الناطق بلسان الجيش أنها لم تكن لغرض الاختطاف أو القتل.
وأوضح أن مثل هذه العمليات الاستخباراتية تتم على مر السنين رغم إمكانية تعرضها للخطر، لكنها تحدث بعد استعدادات طويلة وعادة يكون الهدف منها هو جلب مخابئ يمكن من خلالها الدخول لأراضي العدو بهدوء والخروج بأمان.
وأشار دانيال إلى" أن هكذا عمليات معقدة تأتي في إطارها تحضيرات تراعي الحاجة إلى قوة أخرى لاستخراج الوحدة من أراضي العدو إذا حدث خطأ ما وهذا ما حدث الليلة الماضية، فدخلت الوحدة ونفذت العملية ومنذ اللحظة الأولى للاشتباك عملت وحدة أخرى على تخليصها من الوضع الصعب والمعقد التي تعرضت له".
ولفت إلى أنه "عادة ما يتم تحديد توقيت ومدة تلك العملية إن كان هناك حدث عاجل، وربما قد تمكث الوحدة في أراضي العدو لأيام لتنفيذ عمليتها على افتراض أنها ستبقى سرية".
واعتبر دانيال أن" ما قامت به الوحدة الخاصة أمس من الانفلات من أيدي مقاتلي حماس هو بطولة استثنائية، وستبقى العديد من تفاصيلها سرية لفترة طويلة لأنه أساساً استخدمت تلك الوحدة للعمل في مناطق أُخرى".