قال مدير عمليات «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) ماتياس شمالي إن الوكالة اتخذت إجراءات «مؤلمة» نتيجة الأزمة المالية التي تعانيها.
وتوقع شمالي، خلال لقاء عقده مع عدد من الصحافيين وممثلي وسائل الإعلام، من بينها «الحياة» في مكتبه في مدينة غزة أمس، أن تجدد الجمعية العامة للأمم المتحدة التفويض الممنوح لـ»أونروا» عندما تناقش القضية العام المقبل، لتستمر في تقديم خدماتها لملايين اللاجئين الفلسطينيين إلى أن يتم إيجاد حل عادل لقضيتهم.
ورداً على سؤال لـ»الحياة» عن كلامه عن إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وليس حقهم في العودة والتعويض وفقاً لقرار الأمم المتحدة الرقم 194، قال شمالي إن «أونروا مع حق العودة والتعويض». وأكد أن «أونروا وُجدت نتيجة فشل سياسي، ومع ذلك يجب التركيز، ليس على الوكالة، بل على إيجاد حل لقضية اللاجئين وفق قرارات الأمم المتحدة الواضحة، بما فيها القرار 194».
وشدد على أنه «يجب أن يجلس الفلسطينيون كطرف متساو مع الإسرائيليين من أجل مناقشة هذه القضية وإيجاد حل عادل لحق العودة».
واعتبر أن «قلق الوكالة الأكبر نابع من أن الدول الأعضاء تركز على أونروا أكثر من تركيزها على إيجاد حل عاجل لقضية اللاجئين»، لافتاً إلى ان «المشكلة هنا ليس في الوكالة، بل في إيجاد حل لقضية اللاجئين». وأوضح شمالي أن التقليصات تضمنت وقف دفع بدل الإيجار لـ 1612 عائلة هُدمت منازلها خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في العام 2014، إضافة إلى تخفيض بعض الخدمات التي تقدمها إلى اللاجئين الفلسطينيين.
وأشار الى أن الوكالة لا تزال تعاني «عجزاً مالياً بقيمة 64 مليون دولار»، مضيفاً أنها بحاجة إلى نحو 300 الى 400 مليون دولار في العام المقبل لتتمكن من تقديم خدماتها. ولفت الى أنه على رغم الأزمة المالية ووجود عجز مالي، نتيجة وقف الولايات المتحدة مساهمتها المالية، إلا أن «أونروا» لا تزال تقدم خدماتها إلى اللاجئين الفلسطينيين، خصوصاً مليون و 300 ألف في القطاع.
وفي ما يتعلق بالتمويل في العام المقبل، قال شمالي إن عددا من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تعهد دعم الوكالة من بينها السويد، واليابان، وروسيا والاتحاد الأوروبي، التي قدمت دعماً العام الجاري ساهم في تقليص العجز.
واعتبر أن «التحدي الذي يواجهنا هو أنه إذا لم نحصل على الدعم والأموال التي تكفي لتقديم خدماتنا إلى اللاجئين، فإن العام المقبل لن يكون سهلاً، بل مليئاً بالتحديات، فالوكالة لن تحصل على أي تمويل من الحكومة الأميركية العام المقبل».
وأعرب شمالي عن أمله بأن» تؤدي التسهيلات والإجراءات الجديدة في غزة، مثل زيادة ساعات الكهرباء، ليس فقط إلى منع اندلاع حرب جديدة، بل إعطاء مساحة كبيرة للاجئين في قطاع غزة».