Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

إلى متى سيواصل الاحتلال إراقة الدم الفلسطيني؟!

حديث القدس

مرة أخرى ارتكبت القوات الإسرائيلية مجزرة أمس راح ضحيتها خمسة شهداء، أربعة على حدود قطاع غزة وواحد في الضفة الغربية وأكثر من مائتي جريح، ذنبهم الوحيد أنهم شاركوا في مسيرات ومظاهرات سلمية مناهضة للاحتلال ولم يشكلوا خطرا يتهدد قناصة الاحتلال المنتشرين عن بعد على حدود القطاع أو قوات الاحتلال التي تعمل على قمع المظاهرات والمسيرات السلمية في مختلف أنحاء الضفة. هذا بينما المجتمع الدولي يقف متفرجا في أحسن الأحوال فيما تدعم الإدارة الأميركية بكل ثقلها ما يرتكبه هذا الاحتلال من عدوان شامل ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه.

هذا الواقع المأساوي الذي بات يتكرر مع تزايد أعداد الشهداء والجرحى عدا عن أعداد المعتقلين في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية يدفع إلى التساؤل: إلى متى سيواصل هذا الاحتلال إراقة الدم الفلسطيني على هذا النحو؟! والى متى سيواصل شعبنا وقواه وفصائله ضبط النفس إزاء هذا التصعيد الإسرائيلي المنهجي الخطير الذي لا يقتصر فقط على أعمال القتل والجرح والتدمير، وإنما يشمل استمرار مصادرات الأراضي وتوسيع الاستيطان وتهويد القدس والحصار الظالم على قطاع غزة وحملات الدهم والاعتقال في الضفة الغربية وغيرها من ممارسات الاحتلال؟!

إن ما يجب أن يقال هنا إن على هذا الاحتلال أن يدرك أن تصعيده الخطير هذا لا يمكن أن يقود إلى الأمن والاستقرار والسلام ولا إلى تركيع الشعب الفلسطيني أو كسر إرادته، بل إن هذا التصعيد يقود إلى انفجار الوضع في المنطقة والعودة إلى المربع الأول. ويبدو أن هذا الاحتلال يتجاهل دروس وعبر العقود الطويلة الماضية وخاصة أن جبروته وقوته وكافة الأساليب القمعية التي استخدمها ضد أبناء شعبنا، ودعمه من قبل حليفته الأولى بالمال والسلاح، لم ينجح كل ذلك في كسر إرادة الشعب الفلسطيني وتطلعه للحرية والاستقلال والعيش بكرامة في دولته المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس.

ومن الجهة الأخرى فإن ما يجب أن يقال لكل الانقساميين إنه لا يعقل أن يتواصل هذا الانقسام المأساوي، خاصة وان الجميع مستهدف من هذا الاحتلال وان شعبنا موحد بطبيعته وبنضاله وهدفه وتضحياته، وقد حان الوقت للاستجابة لإرادة هذا الشعب وإنهاء الانقسام والتفرّغ لمواجهة التحديات الجسام التي يفرضها الاحتلال وحليفته الكبرى أميركا.

ومن غير المقبول تحت أي مبرر أن يتواصل هذا الانقسام الذي لا يخدم أحدا سوى الاحتلال، في الوقت الذي يرفع فيه الجميع شعارات الحرص على الوطن والوطنية.