قدمت جمعيات وشركات استيطانية، مخططا استيطانيا لبناء عدد من الأبراج السكنية مكان منازل فلسطينية في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة.
وجاء هذا التطور بعد أن فشلت هذه الجهات الاستيطانية في إخلاء (١١) عائلة فلسطينية في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، بذريعة ملكية المستوطنين للأرض قبل النكبة عام ١٩٤٨.
وتدعي الشركات والجمعيات الاستيطانية ملكيتها لأراضٍ في حي الشيخ جراح مقام عليها مبانٍ سكنية فلسطينية تسكنها العديد من العائلات الفلسطينية منذ ما يزيد عن ٦٠ عاماً، تعد محمية بموجب القانون.
وقال محمد دحلة، محامي العائلات الفلسطينية: إن المخطط يرمي إلى هدم عدد من الشقق الفلسطينية في الشيخ جراح، والحصول على موافقة لبناء مبانٍ استيطانية جديدة ترتفع حتى ستة طوابق غير طوابق المواقف والمخازن.
وذكر دحلة أن المشروع الاستيطاني الضخم أودع لما يسمى "لجان التنظيم الإسرائيلية"؛ للتصديق عليه في ٢٠-٩-٢٠١٨، في محاولة للضغط على المواطنين الفلسطينيين وتخويفهم ودفعهم لإخلاء هذه المنازل.
وبموجب ذلك؛ حددت مهلة أمام المواطنين الفلسطينيين في الحي ٦٠ يوماً لتقديم الاعتراضات.
وأشار دحلة إلى أن هذه الشركات والجمعيات الاستيطانية تزعم أنها اشترت هذه الأراضي من رعايا يهود كانوا يملكونها قبل النكبة عام ١٩٤٨، وأعيدت إليهم بعد احتلال القدس عام ١٩٦٧ بموجب قانون "إسرائيلي" ألزم (الحارس العام الإسرائيلي) بإعادتها إليهم.
وأكد أن العائلات الفلسطينية التي تسكن في الحي محمية بموجب قانون حماية المستأجر، وأن الجمعيات الاستيطانية أقامت في السنوات الأخيرة العديد من القضايا بهدف إخلاء هذه العائلات من منازلها، ولكنها فشلت في مساعيها.
وقال: "نجحنا في إبقاء هذه العائلات الفلسطينية في منازلها؛ لكونها محمية بموجب القانون".
وأوضح أنه يعمل باسم سكان الحي الفلسطينيين المتضررين من المشروع المنوي إيداعه من أجل تقديم اعتراض مفصل لإفشال المشروع الاستيطاني المذكور.
وأكد دحلة أن سكان حي الشيخ جراح يقاومون المشاريع الاستيطانية، ويقارعون الاستيطان المتفشي والمخططات التي ترمي إلى تهويد الحي الذي يعد حلقة الوصل الرئيسة بين البلدة القديمة والأحياء الشمالية الشرقية لمدينة القدس المحتلة.
وأشار دحلة إلى أن هذه الجمعيات والشركات يقف خلفها عضو بلدية الاحتلال أريية كنج، الذي يعمل حثيثا لتوسيع الاستيطان وزرع بؤر استيطانية في قلب الأحياء الفلسطينية في شرقي القدس المحتلة.
ووفق دحلة؛ فإن المستوطنين علقوا إعلانات "التنظيم والبناء" على منازل عدة عائلات مقدسية، ودعوا المواطنين للبحث عن بدائل سكنية مناسبة بهدف تهجيرهم وتخويفهم، مؤكدًا أن المواطنين الفلسطينيين في حي الشيخ جراح يدركون هدف هذه المحاولات البائسة لاقتلاعهم من الحي.
واستولت الجمعيات الاستيطانية على العديد من الأراضي في حي الشيخ جراح، وأقامت ٢٥ وحدة استيطانية على أراضي "كرم المفتي"، وكذلك في محيط مغارة "معو السعدي" التي حولتها تلك الجمعيات إلى مغارة وكنيس "الصديق شمعون"، واستولت على العديد من المنازل في محيطها؛ لعزل البلدة القديمة عن الأحياء الشمالية: الشيخ جراح وشعفاط وبيت حنينا.