قال القيادي في حركة "حماس"، عصام الدعليس، إن الأمم المتحدة، ودول بينها تركيا وقطر ومصر، تعمل على تخفيف أزمات قطاع غزة في سياق جهود تثبيت وقف إطلاق النار مع "إسرائيل".
وفي مقابلة مع وكالة الأناضول، قال الدعليس، إن "تركيا وإيران ومصر وقطر والمغرب تعمل لسد الفراغ الذي خلفته السلطة الفلسطينية بتخليها عن مسؤوليتها تجاه قطاع غزة".
وأضاف أنه "عندما تتخلى السلطة عن مسؤوليتها تجاه غزة المحاصرة يتقدم أحرار العالم وعلى رأسهم قطر ومصر وإيران وتركيا والمغرب لسد هذا الفراغ دون أثمان سياسية وفاءً لدماء شهدائنا وجرحانا في مسيرات العودة".
واعتبر أن الحكومة الفلسطينية (بالضفة الغربية) تخلت عن تقديم العلاج لجرحى مسيرات "العودة"، وأوقفت تحويلات العلاج بالخارج لهم، في المقابل قامت تركيا باستقبال هؤلاء الجرحى وعلاجهم في مستشفياتها وهذا سد للفراغ الذي تركته السلطة.
وتتهم "حماس" الحكومة الفلسطينية بالتقاعس عن تزويد مستشفيات غزة بالأدوية والمستلزمات الطبية، وتعطيل تحويلات العلاج بالخارج، وهو ما تنفيه الحكومة وتؤكد التزامها بواجبها الكامل تجاه القطاع، غير أن السلطة حملت حماس مرارًا المسؤولية عن أزمات القطاع.
ومنذ نهاية مارس/ آذار الماضي، يشارك فلسطينيون في مسيرات سلمية، قرب السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل، للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين ورفع الحصار عن غزة.
وأشار الدعليس إلى أنه بينما تتقاعس السلطة الفلسطينية عن حل أزمة الكهرباء في القطاع، تبرعت قطر بدفع ثمن الوقود اللازم لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة بغزة. والثلاثاء الماضي، دخلت أول دفعة من الوقود القطري إلى غزة عبر معبر "كرم أبو سالم"، جنوبي القطاع.
وقال استيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن الأخير يعرب عن "تقديره العميق لحكومة قطر، لمساهمتها المالية بـ60 مليون دولار (لشراء وقود لمحطة توليد الكهرباء بغزة)".
كما ذكر القيادي في "حماس"، أن مصر أيضا تقوم بدورها بالتخفيف من أزمات غزة عبر فتح معبر رفح البري.
ويربط معبر رفح قطاع غزة بمصر، وتغلقه الأخيرة بشكل شبه كامل، منذ يوليو/تموز 2013، وكانت تفتحه على فترات متباعدة بشكل استثنائي لمرور الحالات الإنسانية، قبل أن تقرر فتحه لفترة غير محددة منذ مايو/أيار الماضي.
وحول الدور المغربي في تخفيف أزمات غزة، قال الدعليس، إن "المملكة المغربية قامت بشحن 2 طن من الأدوية، في حين أن وزارة الصحة برام الله تمتنع عن إرسال الأدوية".
وتقول وزارة الصحة بغزة إن مستشفيات القطاع تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب امتناع الوزارة في رام الله عن إرسال شحنات الأدوية اللازمة. إلا أن وزير الصحة، جواد عواد، نفى ذلك، وقال الثلاثاء، إن القاطرات المحملة بالأدوية والمستلزمات الطبية تسير لأهلنا في القطاع وبشكل دوري.
في السياق، أكد القيادي في "حماس" أن الأدوار التي تقوم بها تركيا وقطر ومصر والمغرب والأمم المتحدة للتخفيف من أزمات غزة، تأتي في سياق الجهود للتهدئة وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه الفصائل الفلسطينية و"إسرائيل" بواسطة مصرية عام 2014.
وقال إن "الجهود واللقاءات السابقة للفصائل الفلسطينية مع مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف وقطر ومصر قد وصلت لتحديد مطالب وشروط الفصائل من العدو (إسرائيل) مقابل التهدئة".
وأضاف أن "تلك الجهود عطلتها السلطة الفلسطينية ولكن المجتمع الدولي استطاع أن يتجاوز عقبات السلطة فيما يتعلق بادخال الوقود القطري لمحطة الكهرباء، وهذا إيجابي ولكنه غير كافٍ ومطلوب استمرار الجهود لمعالجة كافة أزمات غزة". وأفاد بأن حركة "حماس" بانتظار استكمال جهود التهدئة مع "إسرائيل" والتخفيف من أزمات غزة ورفع الحصار.
وتبحث الفصائل الفلسطينية، بما فيها "حماس"، منذ نحو شهرين مع السلطات المصرية، إمكانية التوصل إلى "تهدئة" مع إسرائيل، إلا أنه لم يعلن عن أي نتائج لهذه الجهود حتى الآن. وفيما يتعلق بالنقطة التي وصلت إليها مباحثات المصالحة الفلسطينية، قال الدعليس، إن "المصالحة معطلة بقرار من (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) وحركة فتح التي ترفض الالتزام التام والكامل والدقيق بما تم الاتفاق عليه سابقا".
وأكد على التزام حركته وجاهزيتها للمصالحة على قاعدة الشراكة السياسية وتطبيق الاتفاقيات السابقة وتشكيل حكومة وحدة وطنية ومجلس وطني جديد لمنظمة التحرير الفلسطينية ورفع العقوبات عن غزة والذهاب لانتخابات عامة.
ولم يتسن الحصول على تصريح فوري من حركة "فتح" حول اتهامات القيادي بـ"حماس"، إلا أن الحركة تنفي عادة مثل هذه الاتهامات. وتقول "فتح" إن "حماس" ترفض الالتزام بتطبيق اتفاقيات المصالحة السابقة وتمكين الحكومة الفلسطينية من آداء مهامها في قطاع غزة. والأربعاء قبل الماضي، اختتم وفد من حركة "حماس" زيارة إلى القاهرة أجرى خلالها على مدار أربعة أيام، مباحثات مع مسؤولين مصريين حول المصالحة الفلسطينية وجهود التهدئة مع إسرائيل.
ووصفت الحركة، في بيان لها آنذاك، لقاءات وفدها مع المسؤولين المصريين بـ"العميقة والصريحة والجدية".
وأشارت أنها تضمنت كل القضايا ذات الاهتمام المشترك المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والعلاقات الثنائية، والتطورات السياسية الراهنة والمتوقعة، وساد الحوارَ جوٌ من الثقة والتفاهم حول مختلف القضايا. وفي 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، وقعت "حماس" و"فتح" في القاهرة اتفاقًا للمصالحة يقضي بتمكين الحكومة من إدارة شؤون غزة كما الضفة الغربية، لكن تطبيقه تعثر وسط خلافات بين الحركتين بشأن بعض الملفات.
ويسود الانقسام الفلسطيني بين حركتي "فتح"، و"حماس" عقب فوز الأخيرة بالأغلبية الساحة في الانتخابات البرلمانية عام 2006.