نفذت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" عملية توغل برية على السياج الفاصل شمال قطاع غزة، وأغلقت معبر بيت حانون «إيرز»، المخصص لمرور الأفراد بشكل مفاجئ. جاء ذلك بعد فعاليات ليلية استمرت حتى فجر أمس، نفذها شبان مشاركون في «وحدات الإرباك الليلي»، أسفرت عن وقوع عدة إصابات في صفوفهم إحداها خطيرة، جراء استهدافهم من قبل جنود القناصة.
وأغلقت سلطات الاحتلال معبر إيرز الواقع شمال القطاع الذي كان مغلقا خلال اليوميين الماضيين بسبب الأعياد اليهودية، أمام تنقل الأفراد، حتى إشعار آخر. وقالت هيئة الشؤون المدنية في القطاع، إن سلطات الاحتلال أبلغتهم بقرار الإغلاق أمام تنقل المواطنين والتجار، عدا المرضى والأجانب.
وزعمت سلطات الاحتلال ان إغلاق هذا المعبر يعود لاستمرار «مسيرات العودة» الشعبية السلمية على طول السياج الفاصل شرق القطاع.
إلى ذلك توغلت عدة آليات للاحتلال بشكل محدود شرق بلدة جباليا شمال قطاع غزة، وشرعت بأعمال تسوية وتجريف في الأراضي المحاذية. وتمت عملية التوغل البرية التي حالت دون وصول المزارعين لحقولهم القريبة، بغطاء من طائرات الاستطلاع الاسرائيلية، التي حامت فوق المكان بشكل مكثف.
وجاءت العملية بعد مواجهات اندلعت ليل أول من أمس، الثلاثاء واستمرت حتى ساعات الفجر الأولى، قام بها شبان ناشطون في «وحدات الإرباك الليلي»، التي تعمل على استفزاز جنود الاحتلال المنتشرين على طول االسياج الفاصل. وأسفرت المواجهات حسبما ذكرت مصادر طبية عن إصابة ستة شبان بأعيرة نارية، ووصفت إحداها بالخطيرة.
وكان مئات الشبان قد انتشروا في أكثر من منطقة على السياج الفاصل، حيث أشعلوا النيران في إطارات السيارات، وأطلقوا عبر مكبرات الصوت صفارات الإنذار، إضافة إلى توجيه أشعة وأضواء الليزر صوب الجانب الآخر من الحدود.
وتهدف الفعاليات هذه التي تشكل إضافة إلى فعاليات «مسيرة العودة» إلى إرباك جنود الاحتلال، وإبقائهم في حالة استنفار دائم واستفزازهم. وترافق ذلك مع عودة وحدة «البالونات الحارقة» للعمل من جديد، بعد توقف خلال فترة مباحثات التهدئة التي توقفت قبل شهر. وأعلنت "إسرائيل" أن عدة حرائق وقعت في المناطق الحدودية، خلال الساعات الـ 48 الماضية، جراء هذه «البالونات الحارقة».
يشار إلى أن القائمين على فعاليات «مسيرة العودة» قرروا منذ أسبوعين، العودة إلى تصعيد الفعاليات، بسبب التباطؤ في تنفيذ اتفاق التهدئة، حيث لم تعقد جولة المباحثات الثانية بالرعاية المصرية قبل شهر، التي كانت ستشهد الإعلان عن بدء سريان الاتفاق الجديد، الذي يمر بعدة مراحل.
وأكد رئيس الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، ان الهيئة اتخذت قراراً واضحاً بـ «مواصلة وتصعيد مسيرات العودة وكسر الحصار خلال الأيام القادمة»، مؤكدا استمرارها حتى تحقيق كامل أهدافها.
وأضاف «كل المحاولات التي تسعى لوقف مسيرات العودة وكسر الحصار أو الالتفاف عليها لن تنجح ولن يثنينا أحد عن الاستمرار بالمسيرات الشعبية حتى تحقيق كامل أهدافها».
يشار إلى أن فعاليات «مسيرة العودة» انطلقت في 30 مارس/ آذار الماضي، بإقامة خمسة مخيمات عودة على الحدود الشرقية للقطاع. وأسفرت الفعاليات عن استشهاد 195 بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى إصابة أكثر من 20 ألفا أخرين بجراح متفاوتة، جراء استخدام قوات الاحتلال «القوة المفرطة» ضد المتظاهرين.