اتفق محللون سياسيون، أن خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة هو نوع من البحث عن الوهم والسراب والاستمرار وراء خط الفشل والعجز السياسي وانعدام الخيار، فهو لن يحمل أي جديد يكون في مصلحة القضية الفلسطينية باستثناء عرض الرواية الفلسطينية.
وقال الباحث والمحلل السياسي، د. وليد القططي في حديتهِ لـ "فضائية فلسطين اليوم"، ضمن برنامج حدث وأبعاد بُثَ مساء اليوم الأربعاء، إنَّ "رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يفتقد للغطاء الوطني والشعبي والفصائلي الكافي لكي يكون ممثلاً عن الشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة".
وحول اجتماع المجلس التشريعي الذي عقد اليوم في غزة، رأى القططي، أنه يجسد مدى عمق وأزمة النظام السياسي الفلسطيني، فإن كانت ولاية الرئيس محمود عباس قد انتهت فإنه أيضاً ولاية المجلس التشريعي قد انتهت، وبالتالي عمق المأزق السياسي الفلسطيني ليس متمثلاً في الرئاسة وانما في المجلس التشريعي بغزة.
وقال المحلل السياسي، د. وليد القططي، إن "كان رئيس السلطة محمود عباس ينوي إعلان دولة تحت الاحتلال، فعليه التوجه إلى مجلس الأمن ومطالبة إسرائيل من الانسحاب من أراضِ الدولة الفلسطينية وفق البند السابع لميثاق الأمم المتحدة الذي يجبر الدولة المحتلة على تنقيذ أوامر المجلس؛ ولاكن هذا سيصطدم بالفيتو الأمريكي وفي النهاية لن يتم تمريره".
وبدوره، قال المحلل السياسي إبراهيم مصطفي، إن "خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لن يحمل في طياته أي قرارات جدية وحاسمة تعبر عن عدالة القضية الفلسطينية كما تروج له وسائل الاعلام المقربة منه، فإن كان يريد أن أن يتخذ قرارات جريئة فعليه اتخاذها قبل التوجه للأمم المتحدة كإلغاء اتفاق "أوسلو".
وطالب مصطفي خلال حديثهِ لـ "فضائية فلسطين اليوم"، رئيس السلطة محمود عباس والقيادة الفلسطينية العمل على توحيد الصف الفلسطيني في مواجه المؤامرات التي تحاكِ ضد القضية الفلسطينية، وليس التفريق كما حدث في المجلس الوطني الغير متفق عليه وطنياً وتشكيل مجلس مركزي وتعيين أعضاء اللجنة التنفيذية بهذا الشكل.
وأشار مصطفى "إن كان هناك توجه من قبل الرئيس بإعلان دولة تحت الاحتلال فستكون قفزة في الهواء من دون أن يكون هناك مقومات حقيقية مُستنداً اليها ورؤية سياسية واضحة وخطة وطنية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال المحلل السياسي إبراهيم مصطفى، إن "خطوة اعلان الدولة تحتاج الى قطع وإلغاء اتفاق أوسلو وإيقاف التنسيق الأمني مع الاحتلال، كما يتطلب إلى لملمة البيت الفلسطيني وإعادة وترميم المؤسسات الشرعية وهي منظمة التحرير والمجلس الوطني والمجلس المركزي واللجنة التنفيذية على أسس وشراكة وطنية".
ومن المقرر أن يلقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، خطاباً هاماً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم غدٍ الخميس، كما سيلتقي خلال إقامته في نيويورك عدداً من زعماء العالم، ورؤساء الوفود المشاركة في أعمال الجمعية العامة.
انطلقت أعمال الدورة الـ 73 للجمعة العامة للأمم المتحدة في نيويورك، يوم الثلاثاء الماضي، بمشاركة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وزعماء ورؤساء دول العالم.