اتفق محللون سياسيون فلسطينيون، أنً محاولة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالتوجه إلى توفير رعاية أوروبية لعملية "التسوية" تكون بديلة عن الرعاية الأمريكية لن تأتي بالثمار المطلوبة؛ باعتبار أن الموقف الأوروبي لا يدين الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وأيضا ليس هناك أي تصدٍ للموقف الأمريكي الداعم للموقف "الإسرائيلي".
وأكد المحللون، أنه لن يكون هناك تحولٌ واضح في الموقف الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية؛ لأنه غير متجانس ولم يصل الى مرحلة النضج ليكون بديلاً ضاغطاً وقوياً في الاتجاه الدولي لجعل المواقف الأمريكية السلبية تجاه القضية الفلسطينية أن تتراجع.
وقال الخبير في الشؤون الاستراتيجية د. محمود العجرمي، خلال حديثهِ لـ"فضائية فلسطين اليوم"، ضمن برنامج حدث وأبعاد، بث مساء اليوم الأربعاء، إن "أوروبا لا يمكن أن تكون راعية لعملية التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين كون أن هناك العديد من المصالح المتبادلة بينها وبين دولة الاحتلال، بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تشن حرباً على روسيا وإيران وتركيا وحتى على أوروبا فيكف لها ان تواجهها في أن تبادر في تفردها بإدارة الأوراق".
وأشار العجرمي، أنَ "على الرئيس يجب أن يتخذ عدة خطوات وإجراءات قبل الذهاب والبحث عن وسيط للسلام مع الاحتلال منها: أن يعلن الغاء اتفاق "أوسلو"، وسحب الاعتراف بدولة العدو الذي لا يعترف بوجود الشعب الفلسطيني، ومن ثم وقف التخابر الأمني مع الاحتلال، ورفع كافة العقوبات عن قطاع غزة، ودعوة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية لتوحيد الشعب الفلسطيني داخلياً وخارجياً، فبهذه الخطوات نستطيع أن نواجه كافة الضغوطات الأمريكية".
وبين الخبير في الشؤون الاستراتيجية د. محمود العجرمي، أن القيادة في رام الله هي من ضيعت القرارات الدولية فمثلاَ الاعتراف بدولة للعدو على حدود 67 أفرز قرار (181) هو قرار التقسيم غير شرعي وقانوني.
ومن جانبه أوضح الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي في حديثه لـ "فضائية فلسطين اليوم"، أن انعقاد مؤتمر دولي للسلام من أجل حل القضية الفلسطينية تحت الشرعية الدولية وبحسب قرارات الأمم المتحدة وبدعم وتأييد وضمانات شاملة لهذه الاتفاقات هو مطلب فلسطيني؛ ولا كن سرعان ما يقوم الاحتلال الإسرائيلي بخرق هذه الاتفاقات وأن الدول الضامنة لهذه الاتفاقات لن تجزم الاحتلال وهذا ما حصل في اتفاق "أوسلو" عندما تحولت إلى مفاوضات مباشرة.
وقبل الذهاب إلى مطالبة عقد مؤتمر دولي شامل، قال عنبتاوي، " نحتاج الى تجسيد وحدة وطنية فلسطينية ضمن برنامج ثوري وإعادة بناء منظمة التحرير وانهاء الانقسام وبناء التحالفات على المستوى الإقليمي والدولي من اجل وضع نوع من الجبهة التي تفرض الإطار الدولي للحل".
وحول ما إذا كان هناك تقدم في الموقف الأوروبي والقبول بإدارة ملف التسوية، رأى المحلل السياسي سامر عنبتاوي، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تقف مكتوفة الأيدي فإنها ستبدأ بإجراء ضغوطات على كافة المستويات من أجل إعادة الموقف الأوربي إلى تبعيته.
وحول زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى فرنسا يوم غد الخميس، من أجل بحث آخر التطورات السياسية والاعتراف بالدولة الفلسطينية، قال الباحث السياسي حسام شاكر في حديثهِ لـ "فضائية فلسطين اليوم"، إن "اسبانيا يمكن أن تعترف بالدولة الفلسطينية ولكن كيف يمكن أن نستفيد من هذا الاعتراف في ظل أن هناك بعض الدول الأوروبية تعترف بالدولة الفلسطينية ولاكن لم تستفد يوماً ما القضية الفلسطينية منها".
وأشار المحلل السياسي إلى أن اسبانيا معنية ان توصل رسائل طمأنة للساحة الفلسطينية وهي رسائل لفظية دون أن ترقى لأن تكون تحركاً جاداً في مواجهة الموقف الأمريكي والكيان "الإسرائيلي" المشترك.
وبين المحلل السياسي حسام شاكر، أن خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في المحافل الدولية سيكون ضعيفاً كون أن لموقف الرسمي الفلسطيني والقيادة الفلسطينية في أضعف حالاتها من الناحية التاريخية بمعنى لا يوجد هناك اصطفاف مع قيادة السلطة ومع الرئيس محمود عباس وحتى من داخل حركة فتح.