قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا" بيير كرينبول، إن "الأزمة التي تواجهها الأونروا حالياً تعد الأزمة الأكبر في تاريخها، مؤكداً أن القرار الأميركي هو قرار سياسي".
وأضاف كرينبول في مقابلة نشرها موقع قناة "العربية"، أنهم استقبلوا قرار الولايات المتحدة بأسف شديد وخيبة أمل، خصوصاً أنهم اعتادوا على سخاء الولايات المتحدة ودعمها للأونروا لعقود كثيرة.
وقال كرينبول "خلال زيارتي لواشنطن في سبتمبر من العام الماضي عقدت عدة اجتماعات أظهرت كلها دعم الولايات المتحدة، وبعدها بشهر جاء قرار القدس، وبعدها تغيرت الأمور، فمن الواضح أن هناك استغلالاً سياسياً للتمويل الإنساني، وهو أمر مرفوض، فتمويل الإنسانية يجب أن يكون بعيداً عن التسييس".
وعن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، قال كرينبول إن "تعريف اللاجئين الفلسطينيين تم بواسطة الجلسة العامة للأمم المتحدة، وبالتالي هو لا يرجع لقرارات دول فردية لتغيره، مضيفاً أنه لا يدري ما الذي تتضمنه صفقة القرن، ولكن الواضح له أن هناك انتقادات من الجانب الإسرائيلي واختلافا في وجهات النظر".
وأكد كرينبول أن لديهم عدداً كبيراً من المدارس التي تمولها "الأونروا" في قطاع غزة والضفة الغربية مهددة بالغلق بسبب عجز التمويل، وهذه القضية قد تهدد الأمن القومي، لذلك نطرق جميع الأبواب للحصول على تمويل يغطي العجز.
وتابع كرينبول أن "الأونروا" تربطها علاقة مميزة بالمملكة العربية السعودية، فالمملكة تٌعد أهم الداعمين "للأونروا" وتأتي في المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فقد مولت المملكة إنشاء الكثير من المدارس والعيادات، بالإضافة لإعادة إعمار بعضها، وهو الأمر الذي يعكس رسالة سامية.
وأضاف كرينبول "نحن بصدد الحصول على تمويل بملغ 50 مليون دولار من المملكة للتعليم والصحة، وهو أمر مشجع للغاية ومستور جديد من التعاون للمرة الأولى".
وقال كرينبول إن "الأونروا لديها من الأموال ما يغطي النفقات حتى آخر شهر سبتمبر فقط، وأنهم يسعون جاهدين لتعويض العجز الذي يبلغ 200 مليون دولار وإلا ستتأثر قطاعات كثيرة، وهذا ما اضطرهم للاستغناء عن 250 موظفاً بعد أن رتبوا أولوياتهم، وهو أمر محزن، مضيفاً "نقوم بمحاولات عدة مع جهات كثيرة للحصول على تمويل، فأصبح لنا الحق من الناحية القانونية أن نحصل على أموال الزكاة، وأيضاً سيخصص لنا جزء من ميزانية الأمم المتحدة".