"الصحة الرقمية" أو "إزالة السموم الرقمية" مصطلحات لاتجاه بدأ يتشكل خلال الفترة الماضية حول قضاء بعض الوقت بعيدا عن التكنولوجيا وأدواتها -خاصة أثناء العطل- ويعتبر بمثابة تخليص العقل من السموم الرقمية.
وقد اتجهت شركات تقنية مثل يوتيوب وفيسبوك وآبل لتبني هذا الاتجاه وابتكار منتجات تساعد المستخدمين في اقتطاع وقت لإراحة عقولهم من الضغط التقني لهذه المنصات.
هذه الفكرة المثيرة التي يمكن أن تكون مفيدة، يبدو أنها لحد الآن غير مقبولة في منطقة الشرق الأوسط بحسب الأبحاث التي أجرتها شركة "لينك سيس" المصنعة للرواترز.
ووفعليا أجرت البحث "فانسون بورن" بالنيابة عن لينك سيس، وتمت مقابلة المشاركين في مايو/أيار ويونيو/حزيران 2018، وتم اختيارهم بناء على المعطيات التالية:
تم اختيار أعداد من المشاركين من هذه الدول: المملكة المتحدة (2000)، وهولندا (2000)، وألمانيا (2000)، وفرنسا (1000)، والإمارات العربية المتحدة (500)، والمملكة العربية السعودية (500).
ويجب أن يكون عمر المشاركين بين 18 و64 عاما، وأن يكونوا من مستخدمي الأجهزة التكنولوجية في منازلهم.
ووجد البحث أن المستهلكين في الشرق الأوسط يرغبون في الاتصال المستمر بالإنترنت أكثر من نظرائهم في أوروبا. بل طالبوا بالاتصال المستمر عبر الإنترنت حتى أثناء رحلاتهم إلى الخارج، معتبرين أنها ضرورة مطلقة.
فقد أظهر المسافرون العرب الذين شملهم الاستطلاع عدم رغبتهم في حجز الفنادق التي لا تتوفر على شبكة واي فاي، وهو ما ردده أكثر من 96% من المقيمين في الإمارات و94.4% من المقيمين في السعودية الذين جعلوا من الوصول إلى الإنترنت على رأس أولوياتهم.
وقال قرابة نصف المشاركين في الشرق الأوسط إنهم سيختارون بالتأكيد البقاء في مكان آخر إذا لم يحصلوا على غرف متصلة بالإنترنت، وقال ثلث المشاركين إنهم سيفكرون بقوة في اختيار مكان آخر. وفقط 1.5% من المشاركين في الشرق الأوسط لم يعتبروا الوصول إلى الإنترنت العامل الحاسم في اختيار مكان الإقامة، و3.3% يصفونها بأنها "ليست مهمة جدا".
نتيجة أخرى مثيرة للاهتمام من هذه الدراسة وهي أن الأسر التي لديها أطفال يبدو أنها بحاجة أكبر إلى الاتصال بالإنترنت من أولئك الذين يسافرون مع أولاد أكبر سنا. ويبدو أن رغبات الأطفال دون سن 18 عامًا يكون له تأثير أكبر على خيارات والديهم في اختيار الفنادق مقارنة بالأولاد الأكبر سنا.
طبعا لم تتطرق الدراسة لأسباب تفضيل سكان الشرق الأوسط الاتصال المستمر بالإنترنت، وهل هذا التفضيل نابع عن أهمية حقيقية أم هو شكل من أشكال الإدمان؟.