دعا المنسق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة جيمي ماكغولدريك إلى توفير أكبر قدر من الحماية للمدنيين والعاملين في المجالين الإنساني والصحي في مناطق النزاع، داعيًا "إسرائيل" إلى الوفاء بالتزاماتها بصفتها القوة القائمة بالاحتلال.
وأثنى ماكغولدريك في بيان له، بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يصادف غدًا الأحد، على العاملين في المجال الإنساني في الأرض الفلسطينية المحتلة، ولا سيما الذين دأبوا على مواجهة المخاطر التي تطال شخوصهم والاعتداءات التي تمسّ كرامتهم، وهم يواجهون الظروف نفسها التقييدية التي تسبّب الأزمة الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأشاد بشكل خاص بالعاملين في المجال الصحي في قطاع غزة، الذين قال إنهم "لا يزالون يبذلون جهودًا بطولية، منذ يوم 30 آذار/مارس الماضي، في سبيل معالجة المصابين خلال المظاهرات على امتداد السياج الحدودي مع إسرائيل".
وأبدى حزنه على استشهاد ثلاثة منهم خلال تقديمهم الإسعافات للجرحى، كما أعلن استياءه جراء تعرض أكثر من 370 آخرين للإصابة، وقال" إن هؤلاء العاملين في القطاع الصحي خاطروا بحياتهم وهم يحاولون إنقاذ حياة غيرهم من الفلسطينيين".
وطالب المنسق الإنساني الأممي بضمان قدرة العاملين في المجال الإنساني على مزاولة عملهم بما يتواءم مع المبادئ الإنسانية وبعيدًا عن القيود والمضايقات.
وأكد أنه جرى تحديد مليوني فلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة، على أنهم في حاجة إلى تدابير فعالة لحمايتهم خلال عام 2018، وذلك بسبب تعرضهم "للنزاع والعنف"، وتهجيرهم أو تقييد وصولهم إلى سبل عيشهم والخدمات الأساسية.
وقال "على مدى الأسابيع القليلة الماضية، بدا غياب الحماية جليًّا خلال الأعمال التي هدّدت المدنيين في قطاع غزة وجنوب إسرائيل مرة أخرى"، مضيفًا "نتيجةً لذلك، فقد شهدنا منذ يوم 1 تموز استشهاد أربعة مدنيين فلسطينيين، من بينهم أم حامل وطفلتها وهما نائمتان في سريرهما في غزة".
وانتقد الموقف الدولي الصامت على هذه المأساة، قائلًا "العالم الخارجي تحجَر شعوره أمام هذه المأساة التي تتكشف فصولها"، لافتًا إلى أن المدنيين في قطاع غزة لا يزالون يحاولون النهوض من آثار حالات التصعيد السابقة والتعافي منها.
وتابع "على الرغم من الأدلة الموثوقة التي تشير إلى الانتهاكات الخطيرة التي وقعت على القانون الدولي خلال حالات التصعيد المذكورة، لا تزال المساءلة لصالح الضحايا أمرًا بعيد المنال".
وأكد ماكغولدريك حاجة الفلسطينيين في الضفة الغربية كذلك للحماية، لافتًا إلى أن العديد منهم في المنطقة (ج)، والقدس والمنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل، يعانون من السياسات والممارسات المرتبطة بالاحتلال.
وقال إن هذه السياسات تحرمهم من حقوقهم وتولد الضغط عليهم لكي يرحلوا من تجمعاتهم، مؤكدًا أن الحماية المتاحة للفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة تتضاءل عامًا بعد آخر، مما يؤدي إلى بروز نمط يشهد تزايدًا بالاعتماد على المساعدات الإنسانية على نحو يصعب عكس اتجاهه.
وجدد ماكغولدريك طلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى الدول لإجراء تحقيقات بمصداقية وفعالية في الادعاءات المتعلقة بارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني وإخضاع مرتكبيها للمساءلة.