أصدر مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين، اليوم الاثنين، فتوى بتحريم المشاركة ترشحًا أو انتخابًا في انتخابات بلدية الاحتلال في القدس المحتلة .
وأشار المجلس في بيانٍ لها، إلى "أن سلطات الاحتلال ومنذ احتلال القدس عام 1967 لم تتوقف مساعيها وتكريسها لإخضاع أهل المدينة المقدسة، ودفعهم إلى الركون إليها، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على أرجاء المدينة كافة، من خلال سبل شتى، وطرق مختلفة"، مُضيفًا أن "الاحتلال لجأ إلى إغراء المقدسيين بالمشاركة في انتخابات البلدية تارة، وابتزازهم بتقليص خدماتها، وسياسة الهدم، وعدم منح تراخيص البناء، وفرض الضرائب الباهظة على أهلها تارةً أخرى، كل ذلك لتحقيق حلم الاحتلال بترسيخ السيادة الإسرائيلية عليها".
كما أكّد أن المشاركة في انتخابات البلدية بالانتخاب أو الترشح محرم شرعًا، حيث أن هذه المسألة تخضع لقواعد المصالح والمفاسد، والمرجع في تقديرها العلماء الراسخون العارفون بمآلات الأمور ونتائجها، ولا شك أن المفاسد المترتبة على المشاركة كبيرة وعظيمة، إذا ما قورنت بالمصالح المستجلبة".
وقال أن "من يبرر المشاركة بذريعة الدفاع عن المصالح، وتحقيقها قدر المستطاع، بالقول: التجارب مع الاحتلال أثبتت عكس ذلك، كما أن المسائل الاستراتيجية المتعلقة بالمدينة كالمخططات الهيكلية، والبناء والاستيطان، يتم تشريعها عن طريق ما يسمى بحكومة الاحتلال المركزية، وليست من صلاحيات المجلس البلدي المنتخب، فضلاً عن أن يكون له القدرة على تغييرها، يُضاف إلى ذلك ما أكدت عليه القوانين الدولية، بأن مدينة القدس محتلة، وأنها عربية إسلامية، ما يساعد حال المشاركة في انتخابات بلديتها في شرعنة الاحتلال".
واستند المجلس إلى القرار رقم (465) الصادر عن مجلس الأمن بتاريخ 1/3/1980: "جميع التدابير التي اتخذتها إسرائيل لتغيير المعالم المادية والتركيبة السكانية، والهيكل المؤسسي للأراضي الفلسطينية وغيرها من الأراضي المحتلة لعام 1967 بما فيها القدس أو جزء منها، ليس لها أي مستند قانوني".
جدير بالذكر، أن القوى الوطنية والإسلامية في مدينة القدس المحتلة، أكدت قبل أيام، على رفض ونبذ ما يُسمى بـ"المراكز الجماهيرية" التي أقامتها بلدية الاحتلال الصهيوني في المدينة بدعوى "خدمة الجمهور في الوسط العربي".
وقالت القوى إن هذه "المراكز" المأجورة ما هي إلا شكل ناعم من أشكال الاحتلال وسياساته في مدينة القدس، حيث "لا يعقل أن من يعطي أوامر بالهدم وملاحقة أهلنا وشعبنا في المدينة، أن يكون حريصًا على أبنائنا وبناتنا، فلا فرق بين جرافة تقوم بالهدم، ومركز تؤسسه وتدعمه تلك الجهة"، مُشددّة على ضرورة المقاطعة الشعبية والوطنية لكل من يروج ويعمل في هذه المراكز المأجورة.