من البديهي التأكيد أن سينما القضية الفلسطينية هي سينما مضادّة للسينما الصهيونية بطبيعة الحال، لأنها تدحض في بعض جوانبها الأطروحات والمزاعم الصهيونية، كما أنها في جوانب أخرى تؤكد على الحقوق الفلسطينية المشروعة بغض النظر عن مدى اقترابها من حقيقة جوهر "الصراع العربي الإسرائيلي"
، أو الاكتفاء بملامسة الجوانب الإنسانية من معاناة الشعب الفلسطيني، سواء في وقوعه تحت الاحتلال، أو في تناثره المفجع في بلاد الشتات واللجوء والاغتراب بسبب ما حلّ به جرّاء النكبة عام 1948، ومن ثم النكسة عام 1967 إضافة إلى الاعتداءات الوحشية التي انصبّت حمماً من نار وموت ودمار على الفلسطينيين العزّل في المخيمات وأماكن اللجوء.
وكانت انطلاقة السينما الفلسطينية منذ أول قسم سينمائي لها نتيجة لحوار طويل ومثمر دار بين كوادر الثورة الفلسطينية.. وكان هذا الحوار مرتكزاً حول مسألة محورية وهي الإجابة على سؤال عما إذا كانت السينما النضالية مجدية بما فيه الكفاية لصرف جزء غير قليل من الوقت والمال خصوصاً في ظرف حرج تعيشه الثورة وفي ظرف يشتد فيه حجم الهجمة الإميريالية الصهيونية.. وكان سؤالاً صعباً لأنه في الواقع يطرح موضوعين مختلفين للسينما أحدهما واقع عملياً.. والآخر يبدو خيالاً ومجرد مغامرة.. فالسينما هي الفن الوحيد الذي يستطيع أن يصل إلى عدة ثقافات من خلال شاشة واحدة.
وفي هذا السياق وضمن برنامج حدث النهار قال رئيس الملتقى السينمائي الثقافي فائق جرادة أن "الصورة الفلسطينية تصنع وطناً ونحن بحاجة إلى مؤسسة تحتضن الشباب المبدعين والموهوبين بالسينما". وأكد أن "بداية الولادة السينمائية كانت في ولادة الفلم الوثائقي والعمل السينمائي الوثائقي لازال حتى اليوم يشارك في جميع المهرجانات".
فالسينما وسيلة اتصال جماهيرية هامة، وأكثر فعلاً وتأثيراً في مجال نقل واقع الشعب الفلسطيني وقضيته على المستوى المحلي والإقليمي الدولي، فقد فرضت ضرورة أن تكون السينما على رأس سلم الأولويات الإعلامية والثقافية العربية والفلسطينية، رغم أنها لم تأخذ بعد الأهمية التي تستحقها.
وكانت السينما فيما سبق عبارة عن مبادرات فردية لبعض الأشخاص الذين اقتنوا معدات سينمائية وقاموا بتصوير أفلام قصيرة.
وفي هذا السياق أوضح جرادة أن "القيادة الفلسطينية أبدت اهتماماً بالغاً بالسينما ما بعد عام النكبة، وكان عام 2013 عام السينما الفلسطينية بإمتياز حيث شاركت ثلاثة أفلام فلسطينية في مسابقة الأوسكار العالمية".
وقال جرادة أن "على المؤسسات الرسمية أن تنظر أولاً إلى الإنتاج البصري السينمائي حتى يصبح هناك استنهاض للحالة البصرية السينمائية".
بالرغم من الشتات الفلسطيني إلا أن الفلسطينيين نجحوا في إنتاج أفلام هامة وخاصة في فترة ما بعد الستينات، ارتبطت بمجملها بالثورة الفلسطينية، وجهدت على تصوير فن فلسطيني جديد ودفع القضية إلى وعي العالم.
من الأفلام الفلسطينية:
وطن الأسلاك الشائكة - أبداً في الذاكرة - الذاكرة الخصبة - أطفال الحجارة - من القلب إلى القلب - القدس تحت الحصار - شروق - زمن الأخبار وكوشان موسى - ضوء في آخر النفق – رباب – توتر- خلف الأسوار - كل يوم عيد - أمريكا - شجرة الليمون - القدس في يوم آخر - نادية وسارة - العروس السورية - نشيد الحجر - عرس فى الجليل - فى الشهر التاسع - باب الشمس - المر والرمان – أحلام تحققت - أولاد آرنا - الجنة الآن - ثلاث عمليات في فلسطين - قبلة في الصحراء - سجل اختفاء - عاصفة في بيت - حلم ليلة .
ومن المخرجين الفلسطينيين:
محمد محمود قبلاوي – محمد مواسى – مصطفى أبو علي – مي المصري – أحمد عدنان الرمحي – إيليا سليمان – ميشيل خلفي – نورس أبو صالح – عماد اليتيم – شيرين دعيبس – جاكي سلوم – هاني أبو أسعد.
إعداد : سارة الماضي - فضائية فلسطين اليوم