افتتح مجمع ناصر الطبي مساء الجمعة 20-07-2018 في قاعة المؤتمرات بفندق "المشتل" المؤتمر العلمي الثامن لأمراض الباطنة "إجتهد لتعلم، تَعَلَّم لتزدهر"، والذي يستمر على مدار ثلاثة أيام 20،21،22 من تموز الجاري، ويهدف إلى تبادل الخبرات الطبية بين الطواقم الطبية المختلفة في داخل فلسطين والخارج والالتقاء بين المشاركين للتباحث حول الجديد في مجال طب الباطنة.
وانعقدت أعمال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر في قاعة المؤتمرات الكبرى بحضور وكيل الوزارة، والمدارء العامون لوزارة الصحة، وعدد من المهتمين والمعنيين، وجمع من الأطباء والشخصيات الوطنية والطبية الاعتبارية، وبمشاركة من شخصيات طبية من الضفة الغربية والقدس وفريق أطباء حقوق الانسان من الداخل الفلسطيني 48.
وتحدث الدكتور عمرو الاسطل المنسق العام للمؤتمر، عن أهمية عقد المؤتمر الذي يأتي كاستجابة لتوصيات مؤتمر الباطنة السابع الذي انعقد العام الماضي، مشيراً إلى ان إقامة مؤتمر بهذا الحجم وفي ظل الظروف التي نعيشها في غزة ليست بالسهل، مقدماً شكره لزملائه في رئاسة المؤتمر وكافة رؤساء وأعضاء اللجان التي شاركت للوصول الى هذا المحفل الطبي الهام والذي وضع بصمته قوية وأصبح ظاهرة طبية مشهود لها، ووجه كلمة شكر واعتزاز بكافة الشركات الطبية الداعمة للمؤتمر، وللمؤسسات الإعلامية على رعايتها للمؤتمر.
وأكد الدكتور علاء الدين المصري رئيس اللجنة العلمية في كلمته أن عقد هذا المؤتمر تم بالرغم من كل التحديات والمعاناة والظروف القاهرة، واستطعنا أن نتميز في هذا المؤتمر بإضافة محورين مختلفين عن المؤتمرات السابقة، واصدار المجلة العلمية التي تحوي كل أوراق العمل بالمؤتمر، وأضاف أن المؤتمر يشارك فيه أكثر من خمسمائة طبيب من كافة المستشفيات الفلسطينية ومحاضرين من كليات الطب وعمداء الكليات من الجامعات الفلسطينية، وشخصيات طبية من الضفة الغربية والقدس، وأهلنا في الداخل الفلسطيني 48، ومشاركة من الولايات المتحدة الأمريكية وأضاف أن المؤتمر يهدف إلى التواصل بين الأطباء الفلسطينيين، وتعزيز تمسكهم بهويتهم الأم، وتحملهم مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية جرَّاء أوضاع شعبنا الفلسطيني، في فلسطين عامة وفي قطاع غزة خاصة.
وأوضح "المصري" انه سيُعرض في المؤتمر الذي يستمر لمدة 3 أيام على التوالي، 35 مادة من أوراق المؤتمر، وثمانية دراسات بحثية من واقع العمل في مستشفيات قطاع غزة، وعرض عشر حالات مرضية، وأوراق تعرض آخر التحدثات الطبية والدلائل الارشادية العالمية في علم طب الباطنة، كما ستعرض العديد من رسائل التدقيق السريري، وسيتخلل المؤتمر حلقتي نقاش مفتوح بين استشاريين في أمراض الباطنة والتخصصات الأخرى، وسيكون المؤتمر مناسبة لدعم مجالات البحث العلمي وتطوير الخبرات الطبية عامة وفي مجال أمراض الباطنة خاصة.
وفي كلمته قال الدكتور محمد خليل زقوت رئيس المؤتمر، مدير عام مجمع ناصر الطبي، :" ان المؤتمر لهذا العام ينعقد ليخرج بهذه الصورة المشرقة، بالرغم من كل التعقيدات والتحديات التي تواجهنا على كافة الأصعدة، سواء التي تتعلق بوزارة الصحة أو الكوادر العاملين فيها، وفي ظل أزمة تزداد يوما بعد يوم، وتتمثل في النقص الشديد في الأدوية والمستهلكات الطبية، والوضع المعيشي الاقتصادي والنفسي للكوادر كافة، وتواجهنا مشكلة هجرة العقول خارج البلاد، ونعيش تداعيات مسيرة العودة الكبرى، حيث أقسام الجراحة والعمليات والعناية المركزة والطواريء تمتليء بالجرحى والمراجعين.
وتابع رئيس المؤتمر قائلاً:" لقد نفذنا الوعد بعد أن قطعنا شوطا طويلا وشاقا في أن يصبح مجمع ناصر الطبي مستشفى تعليمي وبدأ العمل في التخصصات الرئيسية الأربعة، وطامحين بأن نلتحق بالبرامج المتبقية كالعظام، والعناية المركزة، والتخدير، آملين في تحقيق وعدنا الثاني بأن يتم اعتمادها ضمن البرنامج التعليمي بالمجمع".
وأضاف "زقوت" أننا نسابق الزمن لتجهيز مبنى الجراحات الذي يحوى غرف عمليات كبرى وعناية مركزة ذات مواصفات عالية ودولية، ولقد بدأ المختبر الطبي الأكبر في قطاع غزة بالعمل بدعم وجهود الخيرين من أبناء شعبنا، وكما تم افتتاح العيادات الخارجية بالصورة التي نفخر بها بين مستشفيات فلسطين.
كما أثنى الدكتور زقوت على الجهود الكبيرة التي قام بها الدكتور عمرو الأسطل في استمرار عقد هذه المؤتمرات ودعمها ماديا ومعنويا، وكما قدم الشكر لرؤساء وأعضاء اللجان بالمؤتمر، والشركات الطبية الداعمة للمؤتمر، وجميع المحاضرين المشاركين والذين قدموا أوراق العمل لانجاح المؤتمر.
وكما تحدث الدكتور أحمد الروبي عن ظروف الاعداد للمؤتمر، وتوفير الدعم اللوجستي للوصول الى لحظة النجاح اليوم، وطالب الحضور والمشاركين بتزويدنا بكل الاقتراحات والملاحظات حول المؤتمر والمؤتمرات القادمة.
ألقي الدكتور جمال حجازي استشاري جراحة الأوعية الدموية في مستشفي شعارين تسيدق بالقدس المحتلة نيابة عن الدكتور صلاح الحاج يحيي من وفد أطباء حقوق الإنسان القادم من الداخل الفلسطيني، موجها كلماته بالشكر للأطباء في قطاع غزة الذين يقدمون أفضل الخدمات الطبية بالرغم من الأزمة التي يمر بها قطاع غزة، حيث الحصار الخانق وضيق في الاحتياجات الطبية اللازمة، وكما وجه شكره لوزارة الصحة الفلسطينية لتقديمها التسهيلات للمشاركة في المؤتمرات العلمية في قطاع غزة وأبدي استعداد الوفد للحضور للقطاع بشكل دائم.
وبدوره أشاد الدكتور مازن صافي رئيس اللجنة الاعلامية للمؤتمر على الجهود والرعاية الاعلامية المشهودة للعديد من المؤسسات الاعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية وعبر مواقع والتواصل الاجتماعي واليوتيوب، مؤكدا أن هذا الجهد المقدر والمثمن عاليا هو جزء لا يتجزأ من تقديم كل الدعم الطبي لأهلنا الصامدين في قطاع غزة الحبيب ورسالة اعلامية واضحة أن غزة حيَّة وباقية وهي جزء لا يتجزأ من الكل الفلسطيني، فهذا المؤتمر قد جمع الأطباء والمهتمين من داخل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس والداخل الفلسطيني والشتات، ليرسم لوحة فلسطينية كاملة المعالم وتزهو بألوان العلم الفلسطيني ليتحقق الهدف "إجتهد لتعلم، تَعَلَّم لتزدهر" .
وفي الكلمة التي ألقاها وكيل وزير الصحة د. يوسف أبو الريش، هذا المؤتمر يشكل لوحة جامعة بحضور لفيف من الأطباء وبمشاركة أطباء من الشتات ومن الداخل الفلسطيني فريق أطباء حقوق الانسان ومن الضفة الغربية والقدس، وها هي غزة تجمع الكل الفلسطيني في هذا المؤتمر الطبي السنوي الهام.
وتابع د. أبو الريش قوله “لا يمكن أن يأتي المؤتمر عبثا، فهناك جهود عظيمة استطاعت الوصول الى هذا اليوم وبتميزه بكل ما فيه من جديد، ووجود المجلة العلمية للمؤتمر.
كما تحدث د. أبو الريش ، انه في مثل هذا اليوم بتاريخ 20/7/2014،وزع الاحتلال الهمجي الموت في كل مكان واستشهد العشرات في الشجاعية ومنهم الأطفال الأبرياء، و الشهيد المسعف فؤاد جابر، وها هم جنود الوطن في هذا الوطن يرسمون لوحة طبية ابداعية تؤكد أنه فوق هذه الأرض ما يستحق الحياة، و أن أسمى معاني الجمال هو الحرية، وصناعة الانسان القادر على تحمل كل الأعباء ومواجهة التحديات وخاصة في القطاع الصحي، ولازالوا الشهداء يرتقون، وفي هذه الساعة يوجد شهداء وجرحى في مسيرة العودة الكبرى، مما يؤكد أننا لازلنا في معركة البقاء والعمل من أجل استمرار الخدمة الطبية لشعبنا البطل.
وأكد أبو الريش أن القطاع الصحي يعاني من الواقع السياسي الذي يعاني منه الجميع، وتعاني كافة القطاعات الصحية منه، وهناك مشكلة الكهرباء والمياه، والاشكالات المتداخلة مع كافة القطاعات الخدماتية والتي تتحمل وزارة الصحة العبء الكبير من أجل تذليل العقبات لاستمرار الخدمة الطبية.
وشهد اليوم الأول انعقاد جلستين علميتين وترأس الجلسة العلمية الأولى الدكتور سهيل القيشاوي، والدكتور وليد داوود وأقيمت تحت عنوان:"التحديثات السريرية والدلائل الارشادية وفق آخر الاصدارات الدولية" وعرض فيها الدكتور أحمد جمعة الروبي الحاصل على الزمالة المصرية والبورد الفلسطيني لأمراض الباطنة ، ويعمل استشاري أمراض الباطنة في مجمع ناصر الطبي، ويتحدث في محاضرته عن علاجات مرض السكري المختلفة بناءً على أخر التحديثات الطبية العالمية لعام 2018، والدكتور علاء الدين المصري الحاصل على الزمالة المصرية والبورد الفلسطيني لأمراض الباطنة، ويعمل مدير طبي و رئيسا لأقسام الباطنة في مجمع ناصر الطبي، ويتحدث في محاضرته عن آخر التحديثات البروتوكولية لكثير من العلاجات والأمراض، كما يلي : تشخيص وعلاج العدوى بانتانات بكتيرية من نوع كلوستريديوم ديفيسيل، والبروتوكول لعام 2018، وعن علاج تعويض الحديد لمرضى يعانون من أنيميا نقص الحديد . والبروتوكول لعام 2017، وعن علاج توسع القصيبات الرئوية لدى البالغين، والبروتوكول لعام 2017، وعن استخدام دواء ريتوكسيماب كعلاج نقص الصفيحات التخثرية المكتسبة، والبروتوكول لعام 2017.، و تصنيف، وعن علاج مرض الضغط الشرياني، والبروتوكول لعام 2018، والدكتور غازي اليازجي الحاصل على الزمالة المصرية والبورد الفلسطيني لأمراض الكلى ، ويعمل استشاري أمراض الكلى في مجمع الشفاء الطبي ، و يتحدث عن إصابات الكلى الحادة الناتجة عن امراض الكبد، واختتم الجلسة الأولى الدكتور قصي عبده، الاستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة النجاح الوطنية ويعمل استشاري امراض الكبد والجهاز الهضمي / مستشفى النجاح الوطنية ، و يتحدث عن اخر التحديثات الطبية العالمية لعام 2018 في علاج مرض الكرونز في البالغين.
وفيما يتعلق بالجلسة العلمية الثانية ترأسها الدكتور حسن خلف ، والدكتور رامي عيد العبادلة، تحت عنوان:" تقارير حالات مرضية من واقع العمل في المستشفيات الفلسطينية وعرض فيها الدكتور خالد مطر الحاصل على البورد العربي لأمراض الباطنة، ويعمل استشاري أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى غزة الأوروبي، حالة مرضية، ودراسة اجريت محليا عن استخدام منظار الكبسولة في التطبيق الطبي في تشخيص امراض الجهاز الهضمي وكطريقة جديدة لاستخدامها في بعض الحالات كبديل عن منظار المعدة، كما عرض الدكتور صلاح الشامي الحاصل على البورد الأردني لأمراض الباطنة ، ويعمل استشاري أمراض الباطنة ورئيس أقسام الباطنة في مستشفى غزة الأوروبي ، حالة مرضية توضح السكتات الدماغية في المرضى صغار السن، واختتم الجلسة الثانية الدكتور أحمد عاشور، الحاصل على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة تشرين بسوريا ، و يعمل طبيب مقيم في قسم الباطنة بالمستشفى الأندونيسي ، وقام باستعرض آلية تشخيص ومعالجة حالة مرضية نادرة لمريضة عمرها ٣٣ عام كانت تعاني من اعراض متكررة من ضيق في النفس ووجود ارتشاح في السائل البلوري للرئة (سوائل على الرئة) وآلام متكررة في البطن وتم تشخيصها بمرض داء بطانة الرحم الهاجرة.