في حوار خاص لــ"موقع فضائية فلسطين اليوم"
حلمي البلبيسي عضو الأمانة العامة لمؤتمر فلسطينيي الخارج
- تهاون السلطة شجع الأنظمة العربية على التطبيع.
- الإجراءات الانتقامية التي تفرضها السلطة على غزة تخدم الاحتلال.
- حراك فلسطيني الخارج هو الدعوة لإعادة بناء منظمة التحرير.
- مسيرة العودة أنقذت القضية الفلسطينية من المقامرين والعابثين
أكد حلمي البلبيسي عضو الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج ورئيس لجنة دعم صمود الداخل، أن مسيرات العودة الكبرى بغزة، استطاعت إعادة البوصلة نحو قضية فلسطين، بعد أن عبثت أيادي المقامرين والعابثين فيها منذ اتفاق "أوسلو" المشؤوم وحتى اليوم.
وقال البلبيسي في حديث خاص لــ موقع "فضائية فلسطين اليوم" "أن المسيرات الشعبية فرضت معادلة جديدة في الصراع مع الاحتلال وأرست قواعد الاشتباك الدائم، وحظيت بالدعم والتأييد في الشارع العربي والمجتمع الدولي؛ وأدت لتحركات مساندة في عدة عواصم عالمية؛ فضلاً عن تنامي المقاطعة للكيان الصهيوني بفعل صمود شعبنا الفلسطيني وتضحياته".
وأوضح "أن الجماهير الفلسطينية التي انتفضت نحو السلك الزائل شرق غزة جاءت لتؤكد على أن فلسطين قضية أرض مغتصبة شُرد أهلها قسراً بفعل الاٍرهاب الإسرائيلي؛ وليس كما يحاول البعض ربطها بقضايا انسانية من أجل تحقيق مكاسب سياسية وتمرير صفقات مشبوهة". وأكد البلبيسي، "أن مسيرات العودة في غزة ستشكل بديمومتها وتراكم انجازاتها، هزيمة للمشروع الصهيوني، من خلال التأكيد على حق العودة للاجئين الفلسطينيين وتمسك شعبنا بحقه مهما غلت الاثمان وعظمت التضحيات".
وأشار البلبيسي إلى أن اللجان القانونية التابعة لمؤتمر فلسطينيي الخارج توثق وتفضح عمليات القتل وجرائم الحرب التي تمارسها قوات الاحتلال "الإسرائيلي" ضد المتظاهرين السلميين الأبرياء في قطاع غزة، لافتاً إلى أنه لم يكن يحصل ذلك لولا وجود غطاء ودعم من الولايات المتحدة الأمريكية وبصمت مشبوه لبعض الأنظمة العربية.
سياسة التماهي
واستنكر البلبيسي موقف السلطة الفلسطينية الجائر تجاه قطاع غزة، قائلاً:" ما تقوم به سلطة "أوسلو" من إجراءات عقابية ضد أهلنا وشعبنا في القطاع الصامد تؤكد سياسية التماهي الواضح مع رغبة العدو في كسر شوكة المقاومة وهزيمتها بعد أن مرغت أنفه بالتراب في ثلاثة حروب؛ مؤكداً أن شعبنا أثبت ومن خلفه المقاومة الباسلة أنه متمسك بخياراته وثوابته ولن يتراجع عن المطالبة بحقه في العودة إلى فلسطين وكنس الاحتلال عنها.
واعتبر رئيس لجنة دعم الداخل الإجراءات الانتقامية التي تفرضها سلطة عباس على غزة هي خدمة وهدية مجانية للاحتلال، مستغرباً، في الوقت ذاته من إعلان سلطة "أوسلو" دون خجل فرض عقوبات والتصريح بها على الملء تحت ذريعة تمكين الحكومة في غزة. وشدد على أن السلطة في رام الله تسعى عبر سياستها الخبيثة الضغط على المقاومة وتجريدها من عناصر قوتها وسحب سلاحها؛ وتسليم مقدراتها لعملاء التنسيق الأمني نزولا عند رغبة الاحتلال وأعوانه في المنطقة.
وطالب البلبيسي السلطة لإطلاق يد الشباب والكف عن الملاحقة الأمنية لعناصر المقاومة كي يتمكنوا من تفجير انتفاضة شعبية عارمة في وجه العدو، داعياً لرفع الحصار عن قطاع غزة بشكل فوري، ومجدداً المطالبة بوقف التنسيق الأمني بشكل جاد والتبرؤ من اتفاقيات الذل التي وقعتها السلطة مع الاحتلال وعلى رأسها "أوسلو".
تهاون السلطة
وبشأن تطبيع الأنظمة العربية مع الكيان "الإسرائيلي"، أوضح البلبيسي أن تهاون السلطة في رام الله وقيادة م ت ف، في الحفاظ على ثوابتها وتنازلاتها المتواترة عن حقوق شعبنا الفلسطيني الأساسية لصالح الاحتلال، فضلاً عن مشاركتها في تجريم المقاومة وملاحقة شباب الانتفاضة، وفرضها إجراءات عقابية على قطاع غزة، كان عاملا مساعداً لدفع بعض الأنظمة العربية المترنحة للدخول في موجة تطبيع لم نشهد لها مثيلا منذ اتفاقات "كامب ديفيد" المشؤومة. موضحا أن مقاومة شعبنا الباسلة إلى جانب أبناء الأمة الشرفاء وإصرارهم على التمسك بحقهم التاريخي في فلسطين حرة عربية كاملة السيادة، كل ذلك كفيل بردع كل المؤامرات ومن ضمنها التصدي لمؤامرة التطبيع التي تهدف تصفية القضية الفلسطينية وتتساوق مع ما تسمى بــ "صفقة القرن".
وفي تعقيبه على ما يحدث في الخان الأحمر أكد البلبيسي، أن كل المحاولات الرامية لإلغاء الهوية الفلسطينية فشلت، والدليل على ذلك زيادة أعداد الفلسطينيين في الداخل، فضلاً عن إصرارهم وصمودهم وتمسكهم بأرضهم والدفاع عنها. وأشار إلى أن حكومة الاحتلال بدأت من تصعيد نهجها التوسعي الاستيطاني الرامي لتفريغ الأرض من أصحابها الشرعيين، عبر استخدام القوة والترهيب، عقب قرارات "ترامب" التي أعطت الضوء الأخضر لذلك.
وأبدى رئيس لجنة دعم صمود الداخل المحتل أسفه جراء ضعف دور السلطة الفلسطينية في حماية شعبها والتصدي لسياسية حكومة "نتنياهو" ومنع نكبة جديدة لأهلنا في الخان الأحمر، مستغرباً أيضاً من خلو موقفها الرسمي لأي عنصر قوة في التعاطي مع مخططات الاحتلال الهادفة لسرقة الأرض وتهجير السكان الفلسطينيين من بلداتهم.
وفي سياق أخر تطرق البلبيسي خلال حديثه لمخرجات اجتماع الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج والذي عقد مؤخرا في اسطنبول قائلاً: "شدد المجتمعون على الرفض المطلق لقرارات الرئيس الأمريكي بإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني، من خلال التأكيد على حق شعبنا بممارسة كل أشكال النضال لاستعادة حقوقه المشروعة". مضيفا "أن الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي تؤكد دعمها الكامل لمسيرات العودة الكبرى في الوقت الذي تستنكر فيه إقدام سلطة أوسلو على المشاركة في الحصار الظالم على غزة خضوعا لإرادة العدو".
تفعيل المنظمة
وأشار البلبيسي إلى أن أحد أهداف حراك فلسطيني الخارج هو الدعوة لإعادة بناء م . ت. ف، وتفعيل دورها في قيادة مسيرة النضال الوطني للتأكيد على حقوق شعبنا، داعيا قيادة السلطة للتخلي عن نهج التسوية ووقف حالة التفرد بالقرارات والاستخفاف والاستهتار بقضايا ومصير شعبنا الفلسطيني. ونفى عضو الأمانة العامة لمؤتمر فلسطيني الخارج أن يكون تشكيل المؤتمر الشعبي كـ بديلا عن منظمة التحرير، مشددا على أنها إنجازاً فلسطينيا تحقق بدماء الشهداء ونضال القادة الشرفاء، قبل اختطافها من مافيات المال والسلطة، بحسب حديثه البلبيسي.
ورفض، "البلبيسي" خلال حديثه لموقع "فضائية فلسطين اليوم" بشكل قاطع سياسة التقليصات المقدمة للاجئين الفلسطينيين والتي تنتهجها إدارة وكالة الغوث، مؤكداً" أنها جزء من المؤامرة على قضيتنا ومخطط التوطين الذي يجري الترويج له هذه الأيام من خلال شطب قضية اللاجئين والغاء حق العودة خدمة للمشروع الصهيوامريكي".
واختتم البلبيسي حديثه مؤكدا " أن المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج يسعى لفضح خفايا هذه المؤامرة وتحشيد الدعم العربي والدولي الرسمي والشعبي، للضغط على الدول المانحة لعدم الرضوخ لإرادة العدو الصهيوني وداعميه من اليمين المسيحي في الغرب، والوفاء بالتزاماتها نحو اللاجئين الفلسطينيين إلى أن ينتفي مبرر وجود الأونروا، وذلك بالتحرير وعودة اللاجئين إلى بيوتهم وأراضيهم معززين مكرمين".