حذرت فصائل فلسطينية في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، من أن تشديد الحصار "الإسرائيلي" على القطاع من شأنه تفجير الأوضاع الميدانية، مطالبة في نفس الوقت السلطة الفلسطينية بإنهاء العقوبات على القطاع.
دعت الجبهة في بيان لها، لاجتماع قيادي فلسطيني عاجل يضم الأمناء العامين للفصائل من أجل بحث التطورات الراهنة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، والبدء الفوري بتنفيذ اتفاقيات المصالحة الموقعة في القاهرة وبيروت، وذلك لمواجهة التحديات الراهنة وعلى رأسها صفقة القرن والعدوان الشامل على شعبنا.
وجددت الجبهة دعوتها لقيادة السلطة الفلسطينية بضرورة التراجع الفوري عن إجراءاتها العقابية على غزة، واتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز صمود القطاع، ومواجهة تداعيات الحصار الإسرائيلي.
وأكدت الجبهة، على ضرورة مواصلة مسيرات العودة "كحلقة نضالية متقدمة في مواجهة جرائم الاحتلال وكل المؤامرات التي تستهدف قضيتنا وحقوقنا الوطنية"، مطالبة بتطويرها وتوسيعها لتشمل الضفة وأراضينا المحتلة عام 1948 وكافة تجمعات شعبنا في الوطن والشتات.
من جهتها قالت لجان المقاومة في بيان، إن تشديد الحصار "لن يكسر عزيمة شعبنا"، مشددة على أن "العدو يدفع لتفجير الأوضاع، وعليه تحمل تبعات قراراته العدوانية".
وأضافت أن "العدو الصهيوني بهذا القرار العدواني يدفع إلى تفجير الأوضاع الميدانية وعليه تحمل كافة تبعات ذلك".
وذكرت أن "العدو فشل في مواجهة مسيرات العودة وكسر الحصار، وألجمته المقاومة من خلال معادلة القصف بالقصف؛ لذا اتجه نحو تشديد الحصار على قطاع غزة".
وأكدت اللجان أن "المقاومة لن تسمح باستمرار خنق غزة، ولديها من الوسائل والأدوات التي تجعل ثمن حصار غزة مكلفًا للعدو ومستوطنيه".
ودعت السلطة الفلسطينية والحكومة إلى رفع العقوبات عن القطاع، بحيث لا تكون شريكة للعدو الصهيوني في جريمة حصار أهلنا الصامدين في قطاع غزة".
أما حركة المجاهدين، فقالت إن "ما لم يستطع العدو الصهيوني فرضه بالحرب العسكرية مع غزة، لن يفلح في كسبه بالحصار والتجويع"، مشيرةً أن تشديد الاحتلال حصاره على غزة "إعلان الحرب على شعبنا".
وقال رئيس المكتب السياسي للحركة نائل أبو عودة: إن "استمرار الإجراءات العقابية من الاحتلال وأعوانه يجعلهم يقفون على صفيح ساخن قابل لاشتعال في أي لحظة".
وذكر أبو عودة أن "زيادة وتيرة الحصار على غزة لن يفلح في تعبيد الطريق لتنفيذ صفقة الشيطان"، على حد قوله.
وأضاف "لن نقبل بالإجراءات الصهيونية المتمثلة في حصار غزة، وتهويد القدس، وتدمير الخان الأحمر، والتغول الاستيطاني في الضفة، وإلغاء حق اللاجئين في العودة، وكلها تهدف إلى تركيع ونزع إرادة شعبنا ومقاومتنا"، قائلاً: "هذه الاجراءات تقرب ساعة الانفجار في وجه هذا العدو المجرم".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر أمس إغلاق معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة، والذي يعد المعبر الوحيد للقطاع، مدعيًا أن ذلك جاء بسبب استمرار إطلاق الطائرات والبالونات الحارقة تجاه مستوطنات غلاف القطاع.
ونقلت القناة "العاشرة" العبرية عن نتنياهو قوله خلال انعقاد جلسة لكتلة حزب (الليكود) إنه "تشاور مع وزير الجيش أفيغدور ليبرمان وقررا تشديد الحصار المفروض على غزة بشكل آني عبر إغلاق المعبر".
وقال نتنياهو: "لن أنشر مسبقًا جميع التفاصيل التي تتعلق بالخطوات التي نتخذها حيال قطاع غزة أو نخطط لاتخاذها ولكن بعد مشاورات أجريتها مع وزير الجيش قررنا أننا سنشدد فوراً الإجراءات التي نتخذها حيال حكم حماس في قطاع غزة، سنغلق اليوم معبر كرم أبو سالم وستكون هناك خطوات أخرى ولن أفصح عنها".