بعد انقضاء الشهر الفضيل، كما عيد الفطر، تشعر الغالبيَّة بفقد السيطرة على الـرجيم الغذائي، وتشكو من صعوبة في خسارة الوزنالمكتسب.
ولهذه الفئة، تُقدِّم اختصاصيَّة التغذية والصحَّة العامَّة لانا الزيلع، نصائح هادفة إلى استعادة الرشاقة بعد إجازة العيد:
1. لن يخلِّص الـ"ديتوكس" من سموم الجسم
يتَّبع البعض رجيم الـ"ديتوكس" لتنقية الجسم من السموم، إلَّا أنَّه يغيب النظام الغذائي الضالع حقًّا بتخليص الجسم من سمومه! علمًا بأنَّ أجهزة الجسم تتولَّى هذه الوظيفة بنفسها، إذ يقول خبراء الصحَّة والتغذية إنَّ "أنسجة الجسم وأجهزته تقوم دائمًا بعمليَّة إزالة السموم الضارَّة، ولذا ليس هناك من حاجة لاتباع نظام غذائي خاص بتنقية الجسم".
وبالتالي، كلُّ ما عليك القيام به، هو اتباع نظام غذائي صحِّي.
عمومًا، هناك رجيم الـ"ديتوكس" أو "نظام العصائر" للتخلُّص من السموم، وهما خياران شائعان، خصوصًا في صفوف الإناث. قد يبدو "نظام العصائر" جذَّابًا، بيد أنَّه غير واقعيٍّ في نتائجه، نظرًا إلى أن متتبعيه يخسرون الماء من أوزانهم وليس الدهون. ولكن، من بين الإيجابيَّات المتعلِّقة في نظام العصائر المخسِّس أن متتبعيه يشعرون بأنَّ بطونهم أقل انتفاخًا، وهم أكثر نشاطًا، نظرًا إلى أنَّ أجسامهم تنهمك في إحراق الطاقة المخزَّنة والدهون في عمليَّة تعرف باسم "الكيتوزية".
كما هم يشعرون بالانتعاش بسبب الفيتامينات والمعادن في الفواكه والخضراوات، ما يقلِّل من علامات التعب على الوجوه والأجسام. لكنَّ مفعول هذه العصائر مؤقَّت، وهي لا تخلو من سلبيَّات، أبرزها: التهيُّج والغثيان والإرهاق والإمساك وارتفاع السكَّر في الدم والصداع الذي يمكن أن يتطوَّر إلى صداع نصفي والدوار، بالإضافة إلى استعادة الوزن المفقود بعد الفراغ من اتباع هذا الرجيم ومعاودة الأكل الفعلي!
2. اعتماد طرق الطبخ الصحيَّة
بدلًا من القلي، يمكن تجربة الطهي على البخار أو الشيّ، عند إعداد الأسماك والدجاج والخضراوات. تجدر الإشارة إلى أنَّ اتِّباع نظام غذائي صحِّي لا يعني بالضرورة تناول أطعمة "ناشفة"، بل يمكن اختبار مذاقات جديدة، مع تجنُّب القدر الأكبر الممكن من الدهون.
3. الإكثار من تناول الألياف بغية استعادة التحكُّم بعمليَّة الهضم مرَّة أخرى
يحتاج الجسم إلى الألياف القابلة للذوبان وتلك غير القابلة للذوبان، ويمكن الحصول على كلِّ منهما من الأطعمة النباتية، وخصوصًاالخضراوات والفواكه.
ومن المعلوم أنَّ الألياف القابلة للذوبان تمتصُّ السوائل، وهي مشبعة.
ويشمل بعض المصادر المفيدة منها:الشوفان وبذور الكتَّان والشيا والبقول والتوت.
أمَّا الألياف غير القابلة للذوبان فتُساعد في تحريك محتوى الأمعاء، ويمكن العثور عليها في الأرز البنِّي والقمح والخضراوات.
4. إعادة الترطيب
يجب شرب ما يكفي من الماء، مع إبقاء زجاجة منه في حقيبة يدك، وأخرى على مكتبك. وللتشجيع الذاتي على شرب الماء، يمكن إضافة شريحة من الليمون الحامض وبعض أوراق النعناع إليه، أو الخيار وأوراق الريحان، أو الزنجبيل... ومن المُلاحظ أنَّ عند زيادة استهلاك الماء، ستلاحظين زيادةً طفيفةً في مستويات الطاقة وتوهُّجًا في بشرتك أيضًا.
5. أخذ استراحة من الطعام
لا تقلّ هذه الاستراحة عن 12 ساعة يوميًّا، وقد تمتدُّ من السابعة مساءً حتى السابعة صباحًا، مثلًا، خلال الأسبوع التالي لـ عيد الفطر. إذا شعرتِ بالجوع خلالها، احتسي شاي الأعشاب أو شوربة المرق أو تناولي زبادي الماعز بالأعشاب.
من جهةٍ ثانيةٍ، من الضروري تجنُّب إضافة الملح إلى الطعام والتتبيلات الدسمة المرفقة بـ السلطات والطعام الحرَّاق (صلصة الشواء وصلصة البندورة)، وكلُّها تمدُّ الجسم بالسكريات والصوديوم. وبالمقابل، يُستحسن نثر الأعشاب الطازجة على الطعام، لإذكاء نكهته.
6. تسديد "دين" النوم
خلال رمضان، كان موعد الوجبات المتأخِّر يحول دون الحصول على النوم العميق، الذي تحتاج أجسامنا إليه. أمَّا اليوم، يُستحسن إضافة ساعة إلى ساعات النوم لتسديد "دين" النوم المترتِّب عن شهر رمضان.
امنحي نفسك بضعة أيَّام لتنفيذ الإستراتيجَّة المذكورة أعلاه، وستشعرين أنَّك في حال أفضل.