استنكر رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس عطا الله حنا، المعاملة التي يتم التعامل معها المتظاهرين سلميا في مدينة رام الله تضامنا مع غزة"، قائلاً "يجب احترام حرية التعبير في مجتمعنا الفلسطيني ففلسطين ليست حكرا على احد فهي وطننا وقضيتنا وعنوان حريتنا وكرامتنا "
وأوضح حنا، خلال استقباله وفدا من اساتذة جامعة بيرزيت، اليوم السبت، أن ما حدث في رام الله عمل خطير ومسيء لشعبنا ولا يمكن القبول بأن يتم التعامل مع الشباب بهذه الطريقة الغير مقبولة والغير مبررة
وأضاف: "يحق لشبابنا ان يعبروا وبالطرق السلمية عن آرائهم ومواقفهم وتضامنهم مع غزة وكلنا مع غزة وما حدث مؤخرا في رام الله نأمل الا يتكرر ويجب التعاطي بشكل ايجابي مع هذه التظاهرات السلمية، وبدل قمعها والتعدي على المتظاهرين يجب حمايتها وتقديم كل التسهيلات المطلوبة لها شريطة ان تكون هذه المظاهرات سلمية بعيدا عن لغة التحريض والتطاول على الممتلكات الخاصة والعامة".
وتابع قوله: "إنني لست من اولئك الذين يدافعون عن هذه الجهة السياسية أو تلك، ولست من أولئك الذين يخونون أحدا أو يوزعون شهادات حسن سلوك على أحد، فليست هذه مهمتنا وليس هذا هو دورنا فنحن نرفض التحريض والتخوين، ولكننا في نفس الوقت نؤيد ان النقد البناء الذي هدفه المصلحة الوطنية وخدمة شعبنا.
وأردف: "لا يمكن ان نصف كل من ينتقد الحالة الفلسطينية الراهنة بأنه محرض، فالتحريض شيء والنقد البناء الذي هدفه المصلحة العامة شيء اخر".
وقال: "إنني لا أنتمي لأي جهة سياسية ولا أتلقى توجيها من أحد ولست تابعا لأحد ولا أتلقى أي تمويل سياسي من أي جهة سياسية ، فانتمائي هو للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة".
وشدد على ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، مضيفاً: "نحن بحاجة إلى ترتيب أوراقنا الداخلية، مشيراً إلى أن ما حدث مؤخرا من قمع لمظاهرة سلمية في رام الله مؤشر خطير على ضرورة اجراء اصلاحات داخلية جذرية لكي نكون شعبا موحدا وقويا في الدفاع عن القدس وفي الدفاع عن عدالة القضية الفلسطينية.
وأكمل قوله: "أعرف جيداً أن هذا الكلام لا يعجب البعض، لكنني لست من أولئك الذين يطلقون العبارات لإرضاء هذه الجهة أو تلك، وأنا لست من اولئك الذين يخاطبون السياسيين الفلسطينيين بالكلام الذي يرغبون بسماعه، ولكنني أقول لهم الكلام الذي يجب أن يُقال لهم والكلام الذي يجب ان يسمعوه.
ولفت حنا، إلى وصول الأوضاع الفلسطينية الداخلية إلى مرحلة خطيرة، مؤكدا أنها تحتاج إلى كثير من الإصلاح، لاسيما تردي الحالة العربية في حين ازدياد رقعة التضامن مع شعبنا الفلسطيني.
وتابع قوله: "العالم بأسره بدأ يصحو من كبوته، والمثقفون والاعلاميون والحقوقيون في سائر أرجاء العالم بدأوا يدركون جسامة الظلم الواقع على شعبنا،
وطالب حنا، الفلسطينيين بالتضامن مع أنفسهم وانهاء حالة الانقسامات والتصدعات المخجلة والمؤسفة، بقوله: "يجب ترتيب أوضاعنا الداخلية لكي نكون أكثر لحمة ووحدة وقوة في دفاعنا عن حقوقنا وثوابتنا ومبادئنا وانتماءنا لهذه الارض المقدسة.
وأكد ان المستفيد الحقيقي من الحالة الفلسطينية الداخلية والاوضاع العربية المتردية هو الاحتلال وحلفاءه الذين لا يريدون الخير للشعب الفلسطيني والأمة العربية.
وأشار حنا إلى أن الشعب الفلسطيني بحاجة الى انتفاضة فكرية اصلاحية داخلية وتصويب البوصلة نحو القدس ونحو قضيتنا العادلة وثوابتنا الوطنية، مبيناً أنه في الآونة الأخيرة لوحظ ان هنالك من فقدوا بوصلتهم وبصرهم وأصبحت الخيانة بالنسبة اليهم وجهة نظر .
وقدم المطران حنا التهنئة للشعب الفلسطيني بمناسبة عيد الفطر السعيد، متمنياً بأن تكون هذه الاعياد أياما للتأمل والتفكير بعمق من اجل مستقبلنا ومستقبل شبابنا فلذات اكبادنا .