أثارت مائدة الإفطار التي دعا لها القنصل التركي في مدينة القدس المحتلة، جدلاً كبيراً بعدما شارك فيها البطريرك كيريوس ثيوفيلوس المتهم الرئيسي بتسريب وبيع أملاك وأراضي الوقف الارثوذوكسي للاحتلال "الإسرائيلي" وبعض المسؤولين عن الشركات الاستيطانية، على مائدة موحدة مع شخصيات مقدسية ودينية ووطنية.
وكان على رأس الشخصيات المقدسية والدينية والوطنية المشاركة في مائدة الإفطار الموحدة، رئيس الهيئة الاسلامية العليا وخطيب المسجد الاقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري، ومدير المسجد الاقصى عمر الكسواني والقائم بأعمال قاضي القضاة الشيخ واصف البكري ورئيس لجنة رعاية المقابر الاسلامية مصطفى أبو زهرة، ورئيس الهيئة الادارية لجمعية المقاصد الخيرية عرفات الهدمي ووزير شؤون القدس عدنان الحسيني.
وتعتبر مشاركة رجال الدين والشخصيات الاعتبارية الفلسطينية بمائدة الإفطار الموحدة مع البطريرك ومسؤولين عن شركات استيطانية بالقدس مناقضة لمواقفهم التي تنادي بضرورة محاربة ومقاطعة المتعاونين مع الاحتلال ببيع الأراضي المحتلة.
يذكر أن لجنة المتابعة والمجلس المركزي والحراك الشبابي قد دعوا لمقاطعة البطريرك ثيوفيلوس وعدم مشاركته في الإفطارات الرمضانية التزاما بقرارات المجلس الوطني الفلسطيني، وقرارات المجلس المركزي، وقرارات المؤتمر الوطني الأرثوذكسي المنعقد في بيت لحم في أوائل أكتوبر الماضي، وجاءت دعوتهم عقب مشاركة مقدسية شخصيات الافطار الاول.
يُشار إلى أن الشيخ عكرمة صبري أصدر فتوى عام 1996 تحرم بيع الأراضي والعقارات الفلسطينية والمقدسية تحت أي ضغوط، مؤكداً على خطورة بيعها للاحتلال الإسرائيلي.
وقال في وقت سابق: "إن بيع الاراضي الفلسطينية او تأجيرها جريمة ليس بعدها جريمة ولزاما محاربة تلك الظاهرة ومحاربة مقترفيها وتوعية المجتمع الفلسطيني مرارا وتكرارا من مخاطرها وتهديدها للقضية الفلسطينية عبر كافة المنابر وفي خطب الجمعة والندوات مما يتطلب من الجميع ان يكونوا العين الساهرة لتتبع مقترفيها وملاحقة كل من تساور له نفسه بالتماهي معهم".
وفي ذات السياق استهجن حراك " الحقيقة"، إقامة موائد رمضانية في القدس المحتلة واستضافة المدعو ثيوفيلوس المتورّط في تفريغ القدس من مكانتها وهويتها وشريك أساسي مع الاحتلال في تهويد القدس.
وأكد الحراك في بيانه، أن مجالسة الخائن ثيوفيلوس هي شرعنة لخيانته وبالتالي شرعنه لتسريب الأوقاف الأورثوذوكسية والتي تشكل جزءاً اصيلاً من الأوقاف الفلسطينية.
وجاء في البيان: "نستنكر ونستهجن حراك "الحقيقة" ما قام به القنصل التركي في القدس المحتلة في إقامة مائدة رمضانية واستضافة الخائن ثيوفيلوس إلى جانب شخصيات مقدسية اعتبارية، خصوصاً أن الموقف التركي الرسمي يثني ويؤكد عن أهمية حماية القدس هويتها ومكانتها ولكن كيف يمكن تفسير ذلك مع استضافة هذا الخائن وشرعنة ما يقوم به من تلاعب فاضح مع الاحتلال في القدس المحتلة.
وأضاف البيان: "تأتي مشاركة شخصيات مقدسية اعتبارية بعد أن أصبح هناك أجماع وطني الى جانب الحراك الشعبي الرافض لثيوفيلوس والمطالبة بمقاطعته تماماً، وقد حضر الافطار رموز وطنية ودينية المتوقع منها أن تكون سداً مانعاً أمام ما يمثّل ثيوفيلوس من خيانة وعمالة للاحتلال ومن تسريبات قام بها في باب حُطّة وباب الخليل ومناطق عديدة في فلسطين التاريخية".
وشدد الحراك على أهمية التعامل مع القضية الاورثوذوكسية كقضية وطنيّة من الدرجة الأولى لا تقل أهمية عن قضايا وطنية اخرى.
ودعا الحراك في بيانه، أبناء وبنات شعبنا الالتزام في الاجماع الوطني حول مقاطعة ثيوفيلوس وملاحقته والحفاظ على الاوقاف الفلسطينية وعدم التلاعب بها والاستمرار في النضال الشعبي حتى استعادة السيادة الفلسطينية على الكنيسة المقدسية المشرقية.