ذكرت مصادر لصحيفة "الأخبار اللبنانية" أن وفداً من حركة حماس يستعد للتوجه إلى العاصمة المصرية القاهرة، برئاسة رئيس الحركة في قطاع غزة، يحيى السنوار، وذلك في غضون الأسبوعين المقبلين.
وقالت المصادر أن الزيارة تاتي في سياق التباحث في مستجدات الأوضاع في القطاع، إكمالاً للتفاهمات بين الحركة و"الاستخبارات العامة" المصرية جراء "مسيرات العودة".
وكشفت الصحيفة نقلاً عن مصادر مطلعة عن "اجتماعات مكثفة" عُقدت خلال الأسبوع الماضي و"أثارت فزع رئيس السلطة محمود عباس» الذي بدأ بالتحرك لإجهاض نتائج المحادثات.
وشرحت المصادر ذاتها "للأخبار" أن السنوار "يتجه لبحث رزمة تقديمات لكنها لم ترتق بعد إلى مستوى العرض المتكامل؛ هي أفكار جادة تحمل في طياتها تحسينات مهمة على الجانبين الإنساني والاقتصادي مع الاتجاه إلى إجبار رئيس السلطة محمود عباس على تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى المهام المناط بها وفي مقدمها حل أزمة الموظفين، على أن يسبق ذلك إعلان السلطة رفع إجراءاتها العقابية عن غزة".
وأضافت المصادر أنه خلال الأسبوع الماضي، كانت محاولات التهدئة تسير عبر أربع جهات، مصرية وقطرية وأممية، إضافة الى اتصالات مباشرة مع القاهرة يرعاها المبعوث الأميركي لعملية التسوية في المنطقة جيسون غرينبلات.
وفق لتلك المصادر، فهذه المرة الأولى التي تتقدم فيها مصر بخطوات عملية لتحسين ملفات عدة متعلقة بغزة منها معبر رفح، كما وعدت بتقديم مفاجأة أخرى فضلاً عن "تحسينات على صعيد عبور التجارة والأفراد من خلال رفح".
وأضافت أن القاهرة ستسمح لشركات مصرية بالتحرك في اتجاه التبادل التجاري، إذْ أعطت الضوء الأخضر لغرف التجارة لوضع خطة لتعزيز التعاون مع غزة.
وفي الإطار ذاته كشفت مصادر ديبلوماسية غربية لصحيفة "الحياة اللندنية" أن الإدارة الأميركية تجري اتصالات مع إحدى الدول العربية في شأن قطاع غزة، ما يثير قلق السلطة الفلسطينية وغضبها.
يأتي ذلك في وقت اكتسبت التحركات لتوفير حماية دولية للفلسطينيين والتحقيق في أحداث غزة، زخماً كبيراً بعدما تبنى أمس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قراراً يدعو إلى «إرسال لجنة دولية مستقلة في شكل عاجل» إلى غزة للتحقيق في الاستهداف "الإسرائيلي" للمدنيين العزل، في حين يجتمع مجلس الأمن بعد غد لمناقشة مشروع قرار عرضته الكويت، ويدعو إلى نشر "بعثة حماية دولية" في الأراضي المحتلة.
وأوضحت المصادر الديبلوماسية، أن مبعوثين من البيت الأبيض زاروا دولة عربية في الأسابيع القليلة الماضية وأجروا اتصالات معها بحثوا خلالها الأوضاع الإنسانية والأمنية والسياسية في قطاع غزة، كما ناقشوا أموراً سياسية حساسة، مثل فرص إقناعها حركة "حماس" باتخاذ خطوات سياسية وأمنية في غزة، من قبيل عدم معارضة المساعي الأميركية لحل سياسي شامل في المنطقة (صفقة القرن)، وتشكيل إدارة خاصة لقطاع غزة من شخصيات مستقلة تتلقى دعماً مالياً أميركياً وغربياً لحل المشاكل الإنسانية في غزة. وقالت "إن الأطراف المختلفة ما زالت في مرحلة درس الأفكار".