المشروبات التي يستبدل فيها السكر بالمحليات ليست بتلك الفائدة الصحية الكبيرة كما تروج لذلك بعض الجهات، بل إن ضرها أكثر من نفعها حسب بعض الدراسات.
صحيفة لوفيغارو الفرنسية التي أوردت تقريرا في الموضوع تقول إنها اطلعت على الموقع الإلكتروني لمشروب غازي أميركي مشهور ذي لون داكن، تتبجح الشركة المصنعة له بأنه مختلف عن باقي المشروبات الغازية المحلاة، قبل أن تناقض نفسها في الجملة التالية بالقول إن كلا المشروبين غنيين بالمحليات المكثفة.
مما يعني أنه لا فرق بين الاثنين، على حد تعبير لوفيغارو التي تدعم ما ذهبت إليه باستطراد ما ورد في دراسة نشرتها مجلة "بلوس مدسين" العام الماضي خلص فيها عدد من الباحثين إلى أنه "بعيدا عن المساعدة في حل أزمة السمنة العالمية، يمكن للمشروبات المحلاة اصطناعيا أن تساهم في المشكلة ولا ينبغي الترويج لها بوصفها جزءا من نظام غذائي صحي".
ونقلت الصحيفة في هذا الإطار قول البروفسور كريستوفر ميلت وفريقه من "أمبريال كولدج أوف لندن" قوله بعد أن راجع عددا من الدراسات المتعلقة بالمحليات الاصطناعية إن المشروبات التي توصف بأنها "خالية من السكر" لا يمكنها أن تثبت أي فائدة لها في مكافحة السمنة والأمراض الناتجة عنها.
وما تثبته العديد من الدراسات التي أعدت في الفترة الأخيرة هو أن احتمال الإصابة بالسكري من الدرجة الثانية أقوى بين من يستهلكون المشروبات الغازية الخالية من السكر (لايت) منه بين من يستهلكون الفئة الكلاسيكية من تلك المشروبات.
وانطلاقا من هذه الدراسة نقلت لوفيغارو عن بعض الباحثين قولهم إن المحليات مشكلة حقيقية وقد حان الوقت للتفكير في "كيفية بث الرسائل الصحيحة حول فوائدها ومخاطرها".
ومن أجل فهم السبب في كونها خطيرة، هناك العديد من الفرضيات بما في ذلك زيادة الإحساس بالجوع عن طريق تحفيز مستقبلات الذوق الحلو والخلل الهرموني الذي يؤثر في استقلاب الجلوكوز أو التغيرات في النباتات المعوية التي يمكن أن تؤدي إلى مقاومة الإنسولين، على حد تعبير الصحيفة.