هل تجرأ أحدنا على قراءة شروط استخدام موقع فيسبوك عند الاشتراك فيه؟ وهل قرأ أحدكم سياسة البيانات في الموقع والمعلومات التي يجمعها فيسبوك عنك وكيفية استخدامه لهذه المعلومات؟
بالطبع، يمكن الجزم أن أكثرنا لم يطلع عليها، مع العلم أن صفحة شروط الخدمة لا تتضمن أكثر من 3200 كلمة وتحديدا 3196 كلمة، لكن صفحة استخدام البيانات ستجرك إلى عدد لا متناه من الكلمات بحيث أن أحدا لن يرغب بقراءة كل الصفحات الموجودة فيه باعتبار أن "ليس لديه شيئا يخفيه".
على أي حال، وباختصار، فإن بياناتك الشخصية هي الثمن الذي تدفعه لقاء الاشتراك في الموقع المجاني فيسبوك وخدماته.
ومؤخرا، أعلن مؤسس تطبيق واتساب جان كوم استقالته من خلال منشور له على موقع فيسبوك قائلا: "لقد حان وقت المغادرة، لقد كنت محظوظا بالعمل مع هذا الفريق الصغير لتقديم تطبيق يستخدمه عدد هائل من الأشخاص في جميع أنحاء العالم"، مضيفا أنه يغادر في وقت يستخدم فيه الناس تطبيق واتساب بطرق أكثر بكثير مما كان يتصوره.
وجاء تخلي كوم عن منصبه في مجلس إدارة فيسبوك بسبب عدم موافقته على طريقة استخدام فيسبوك للبيانات الشخصية للمستخدمين، وكذلك محاولات فيسبوك تقليل مستوى تشفير البيانات.
بالمقابل، علق مؤسس ورئيس شركة فيسبوك، المالكة لتطبيق واتساب، مارك زوكربيرغ على استقالة كوم بالقول: ".. أنا ممتن لكل شيء قمت بفعله لمساعدة العالم على التواصل ولكل شيء علمتني إياه وخصوصا التشفير وقدرته على نقل القوة من الأنظمة المركزية ووضعها بين أيدي الناس، وهذه القيم ستظل دائما في قلب واتساب".
وهي تقريبا نفس الكلمات التي صرح بها إثر استقالة الشريك المؤسس لواتساب، بريان أكتون، الذي ذهب إلى أبعد من الاستقالة في سبتمبر 2017، بالطلب من المشاركين والمستهلكين مقاطعة فيسبوك بحملة على تويتر تحمل وسم "إلغاء فيسبوك".
غير أن فيسبوك ترزح تحت ضغط من أجل الحصول على المال من هذ التطبيق، الذي بلغ عدد المستخدمين الشهريين له حوالي 1.5 مليار شخص.