تواصل قوات الاحتلال " الإسرائيلي" لليوم الثاني على التوالي، عمليات التخريب والهدم في مقبرة باب الرحمة الإسلامية بالقرب من السور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة .
وافادت مصادر مقدسية "أن الاحتلال شرع الاحتلال منذ امس بنبش وحفر قبور موتى، لوضع أسلاك شائكة على جزء مهم من المقبرة، لإقامة ما يسمى بـ"الحديقة الوطنية" على رفات الموتى.
وناشد أهالي سلوان أهالي سلوان العائلات المقدسية بالتوجه فوراً إلى مقبرة باب الرحمة والتصدي لاعتداءات قوات الاحتلال ومستوطنيه .
بدوره أفاد مسؤول الإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، فراس الدبس، بأن طواقم ما تسمى بــ"سلطة الطبيعة" "الإسرائيلية" ترافقها قوات الاحتلال، اقتحمت المقبرة وباشرت بخلع الأشجار المحيطة بمقابرها وتنفيذ حفريات فيها، تمهيدا لإقامة جدار يطوّق أجزاء منها.
من ناحيتها طالبت هيئة دعاة وعلماء القدس "المحافظة على مقبرة باب الرحمة المحاذية للمسجد الأقصى المبارك من الجهة الشرقية، والتي يزيد عمرها عن خمسة عشر قرناً، والتي تضم رفات الصحابة الكرام –رضوان الله عنهم- أمثال عبادة بن الصامت، وشداد بن أوس، بالإضافة إلى قبور التابعين والعلماء والصالحين".
واستنكرت الهيئة، في بيان لها اليوم الاثنين، الاعتداءات المتكررة من قبل سلطات الاحتلال على هذه المقبرة، وأكدت على تحريم نبش القبور وتجريفها، وقالت: "إن ديننا الإسلامي العظيم يؤكد على إكرام الإنسان ويدعو إلى الحفاظ عليه حياً كان أو ميتاً".
وتابعت الهيئة: "ولقد درجت الأمة الإسلامية عبر تاريخها المجيد على احترام حقوق الإنسان في حياته وبعد مماته، سواء أكان مسلماً أو غير مسلم، وأن للناس، على اختلاف أديانهم وجنسياتهم وأعراقهم، حرمات يجب أن تحترم وتصان".
وتعتبر الجماعات اليهودية المتطرفة المقبرة موقعا إستراتيجيا لإحكام السيطرة على الأقصى من خلال بناء نفق يمتد من باب الأسباط، وتدشين قطار هوائي يصل لساحة البراق لتطويق المسجد الأقصى للمضي قدما لبناء "الهيكل" المزعوم.
وكانت سلطات الاحتلال بدأت منذ مدة بمحاولات عرقلة ومضايقة للمقدسيين أثناء عملية دفن موتاهم، حيث أقامت سلطات الاحتلال دورة صحية لجنوده داخل المقبرة،وجعل منها طريقاً يستخدمه المستوطنون اليهود بهدف إزالتها.
وتقع مقبرة باب الرحمة الإسلامية على بعد عدة أمتار من مدخل البلدة القديمة في القدس من جهة باب الأسباط ممتدة بمحاذاة سور المسجد الأقصى الشرقي للوصول الى مشارف بلدة سلوان جنوبا.
ويذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يقتحم فيها الاحتلال مقابر المسلمين وينبش القبور، في سياسية استفزازية لمشاعر المسلمين.