حشود غفيرة من الجماهير الفلسطينية بمحافظات قطاع غزة تستعد للنزول والمشاركة في "جمعة تأبين الشهداء"، قرب السلك الفاصل على الحدود مع قطاع غزة ، وذلك ضمن فعاليات “مسيرات العودة الكبرى” ، التي انطلقت الجمعة الماضية.
ومن المتوقع أن يتوافد عشرات الألآف من الفلسطينيين إلى المنطقة الحدودية في سياق حالة الاحتجاجات المستمرة للمطالبة بحق العودة ورفع الحصار الاسرائيلي عن غزة، ورفضاً لصفقة القرن الامريكية، وكل محاولات تصفية القضية الفلسطينية .
ومنذ الانتهاء من تشيع جثامين شهداء الجمعة الدامية الاسبوع الماضي بدأت التحضيرات لفعاليات الجمعة الثانية لــ"مسيرة العودة"، حيث انطلقت دعوات رسمية من لجنة المتابعة للقوى الوطنية والاسلامية، والهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة، للمشاركة الواسعة في جمعة تأبين شهداء (يوم الأرض)، والذين استشهدوا بعد ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلية "مجزرة" بحق المتظاهرين العزل في قطاع غزة .
ولليوم الثامن على التوالي، تجري التحضير لجولة جديدة من "مسيرات العودة الكبرى"، حيث يتسابق مئات الشباب الفلسطينيين على جمع ونقل إطارات المركبات المطاطية للحدود، واصطحاب مرايا عاكسة لتشتيت انتباه قوات الاحتلال وحماية المتظاهرين خلال مسيرات غدا الجمعة.
في المقابل توالت تهديدات الاحتلال للمساعي التي يقوم بها المواطنون الفلسطينيون لتنظيم مسيرة أخرى نحو الحدود يوم غدٍ الجمعة، وقد توعد وزير الحرب الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الجماهير الفلسطينين العزل قائلاً: إذا كانت هناك استفزازات، سيكون هناك رد فعل أقسى مما حدث الأسبوع الماضي"، مضيفا "لا نعتزم تغيير قواعد الاشتباك". بحسب زعمه
من ناحيتها أشارت صحيفة "يديعوت" العبرية، إلى أن الاحتلال استنفر جميع وحداته العسكرية، للدفع بها لتعزيز القوات الموجودة على طوال السلك الفاصل مع القطاع .
وفيما تعامل الاحتلال مع المسيرة بقوة مفرطة عقب فشل كل المحاولات لمنعها، اعتبرت قوات الاحتلال أن أي اختراق لـ "سيادة اسرائيل" سيتعامل معها "بقوة" سواء كانت من تحت الأرض أومن فوقها. وفق قوله
وعلى وقع التهديدات الإسرائيلية توالت ردود الفعل العربية والدولية المنددة بالتصعيد الإسرائيلي ضد المظاهرات السلمية، اعتبر المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، إنه من حق المظاهرات الاحتجاج السلمي في غزة والسماح لهم بذلك،
وأضاف ملادينوف في بيان صحفي أمس الخميس، انه "يتابع بقلق الاستعدادات والخطابات المستمرة بشأن 'مسيرة العودة الكبرى' يوم غدٍ الجمعة في غزة، داعياً الاحتلال بعدم تعمد تعريض المدنيين والأطفال للخطر او تعمد استهدافهم .
من جانبها وفي اطار رصد جرائم الاحتلال أكدت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان استخدام الاحتلال "الإسرائيلي" لأسلحة محرّمة دوليًّا ضد المشاركين في مسيرات العودة السلمية.
وقال مدير برنامج الهيئة في غزة جميل سرحان خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر الهيئة في مدينة غزة الخميس "أن مسيرات العودة السلمية هي فعل مدني وليس عسكري، يشارك فيه مدنيون لا محاربون ، مشدداً على ان قوات الاحتلال تعمّد استخدام القوة المفرطة بحق المدنيين؛ دون الالتفات إلى سلمية ومدنية المسيرة والاعتصامات.
وارتفعت وتيرة الإرهاب الاسرائيلي ضد المتظاهرين منذ اليوم الاول لمسيرات العودة ووصل عدد الشهداء الى 22 مواطناً فلسطيني واكثر من 1500 أصيبوا بجراح مختلفة، بينهم اكثر من 800 حالة بالرصاص الحي ، بحسب تقرير وزارة الصحة بغزة.
وكانت المصادر الطبية أعلنت استشهاد مواطنين أمس الخميس، أحدهما جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي بصاروخ هدفاً على الحدود الشرقية لقطاع غزة، فيما أُعلن عن ارتقاء آخر متأثراً بجراح أصيب بها الجمعة الماضية برصاص الاحتلال شرق مدينة رفح جنوب القطاع.
وتعتبر "مسيرة العودة الكبرى" واحدة من أكبر الفعاليات الاحتجاجية السلمية التي شهدها التاريخ الفلسطيني منذ النكبة، والتي ستستمر حتى ذكرى يوم النكبة الفلسطينية في منتصف مايو (أيار) المقبل، وذلك للتأكيد على ضرورة تطبيق قرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة في 11 ديسمبر (كانون الأول) 1948، والذي ينص على حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة لديارهم التي هُجّروا منها.