قال المختص في الشؤون الإسرائيلية مصعب البريم، في حديث لــ"فضائية فلسطين اليوم"، إن الحراك الشعبي الحاصل الآن من خلال مسيرة العودة الكبرى هو رافعة تصب في خانة الشعب الفلسطيني، وتمثل رعباً كبيراً لدى كيان الاحتلال الذي يخشى أن تتطور الأمور بشكل أكثر خطورة على "أمنه" ومستوطنيه.
وأضاف البريم: الاحتلال يخشى بشكل كبير أن تتطور الأمور وتنتشر رقعة الحراك الشعبي وتنتقل إلى الضفة، وأن ذلك يشكل خطراً وتهديداً للمستوطنات في الضفة نظراً للتعقيد والتداخل الجغرافي هناك، ثم الأخطر من ذلك يخشى أن تتطور الأمور وأن تنتفح عليه كل الجبهات في لبنان وسوريا والأردن؛ وهذا يمثل حواراً وجدلاً داخلياً إسرائيلياً الآن لدى أجهزة الاستخبارات الأمنية والعسكرية وجميع المكونات.
وقال: على المستوى الأمني والسياسي والعسكري الإسرائيلي أجمع الاحتلال على مواجهة المتظاهرين في يوم الأرض برمزيته في وجدان أبناء الشعب الفلسطيني، هم لا يريدون ليوم الأرض أن يرتبط بحق العودة. كانوا يطمحون أن يكون مجرد حراك شعبي لا يرتبط بأيديولوجيا ولا يرتبط بشعارات العودة لأن هذا الارتباط سيتحول إلى حراك فعلي على الأرض تتسع رقته وحدته وهذا ما يتخوف منه الشارع الصهيوني.
وأضاف: بأن المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية حاولت عبر زيارات بعض قادتها ميدانياً أن ترفع من معنويات جنود الاحتلال والشارع الإسرائيلي ولكن من الواضح أن ذلك لم يحدث، وهو ما تم ترجمته عملياً بحجم الارتباك بالتعاطي مع المتظاهرين وإطلاق النار عليهم عشوائياً ما أوقع هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى في صفوف المتظاهرين المشاركين بمسيرة العودة الكبرى.
وأكد: أن هناك قرار إسرائيلي داخلي بعمل صدمة للفلسطيني عبر الاستهداف المباشر وتصعيد وتيرة الاستهداف من الرصاص إلى المدفعية وربما بعد ذلك بالصواريخ حتى يصنعوا حاجزاً من الرعب والخوف يمنع الفلسطيني أن يتجاوز بعض الخطوط الحمراء التي رسمها جيش الاحتلال، لكن المسيرات تعدت كل هذه الخطوط، وعلى المستوى النفسي كان هناك ارتفاع عالٍ في المعنويات لدى أهالي الشهداء والجرحى وكل الشارع الفلسطيني الذي انتفض بكافة أطيافه.
وقال: إن الاحتلال فشل في إحداث الفوضى والتصدي للرواية الفلسطينية صاحبة الحق، وعلى المستوى المعنوي للاحتلال هناك تراجع وهناك خطاب للداخل لمحاولة تثبيت مقولة أن الأمن مسيطر عليه، وهو ما يدل على أن هناك حالة من القلق الإسرائيلي الداخلي من الحراك الشعبي الفلسطيني المتواصل والمتصاعد.
وشدد المختص في الشؤون الإسرائيلية مصعب البريم: أن المقاومة بالشكل الشعبي تعري هذا المحتل الذي لا يستطيع إلا أن يتعامل بلغة الرصاص والقوة والقتل، ومسيرات العودة الكبرى الشعبية السلمية ستحدث حالة إرباك في خياراته، وكل هذا الذي يحصل اليوم يمثل خطراً وجودياً على المحتل من أن تتطور ثقافة المقاومة لدى كل أبناء الشعب الفلسطيني.