في إطار الحرب النفسية التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي بحق ابناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والتلويح بالخطوات التي يعتزم اتخاذها لمنع زحف جماهير فلسطينية من القطاع باتجاه السياج الحدودي ضمن فعاليات مسيرة العودة المقررة يوم الجمعة بالتزامن مع الذكرى الـ42 ليوم الأرض.
وتشير العديد من التقارير لزيادة حدة التوتر والقلق لدى الاحتلال الإسرائيلي، إثر عملية التسلل الأخيرة للشبان الثلاثة أمس حيث يخشى قادة الاحتلال أن تؤدي الإحداث الجارية لانطلاق شرارة لموجة عنيفة من المواجهات لن يكون من السهل السيطرة عليها .
رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، غادي أيزنكوط، جدد التهديدات لإرهاب الجماهير الفلسطينية عبر إعطاء الأوامر لجنود الاحتلال بإطلاق النار الحي بعد غدٍ الجمعة باتجاه الفلسطينيين الذين يحاولون اجتياز السياج الحدودي ضمن "مسيرة العودة الكبرى" .
واشار أيزنكوط، إلى أن أكثر من مائة قناص إسرائيلي من مختلف وحدات جيش الاحتلال سيكونون على أهبة الاستعداد عند الحدود مع غزة وفي حال أي خطر على حياة الجنود فيسمح لهم بإطلاق النار، قائلاً : لن نسمح بحركة تسلل واسعة بهدف اجتياز الحدود، ولن نسمح لهم بالوصول للبلدات الإسرائيلية". وفق زعمه
ودعا أيزنكوط جنود الاحتلال لــ "عدم التردد" في اطلاق النار على الفلسطينيين واستخدام كامل القوة لمنع اجتياز السياج الحدودي بين قطاع غزة والأراضي المحتلة . بحسب "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس" .
وبين أيزنكوط لصحيفة "يديعوت أحرونت": إن " قوة كبيرة من الجيش سيتمركزون على حدود القطاع ، مشدداً على أن الأوامر أعطيت لهم بتطبيق إجراءات اعتقال المشبوهين بحزم .
كما نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي قوله "إن فرص التصعيد والمواجهة العسكرية على الساحة الفلسطينية قد تعاظمت في الآونة الأخيرة، بفعل التطورات في عدة ساحات خاصة الفلسطينية"، مضيفاً أن ما يحدث في الحلبة الفلسطينية يثير لديه أعلى درجات القلق على المدى القريب.
في الأثناء أجرى أيزنكوط أمس مع وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان جولة عند السياج الحدودي مع غزة ،وذلك بعد حادثة تسلل ثلاثة فلسطينيين من قطاع غزة وتمكنهم من اجتياز الحدود مع الاراضي المحتلة والتوغل نحو 25 كلم وصولاً إلى مشارف قاعدة تسئيليم للتدريبات البرية، وفقاً لما وثقته كاميرات المراقبة في الكيبوتس.
ووفقا لاستعدادات جيش الاحتلال لتصدي لمسيرات العودة نشر موقع “المستوطنين 7” جملة من القرارات الصادرة عن قوات الاحتلال توضح تعيين “ايال زامير” قائد للمنطقة الجنوبية ومسؤولاً عن جميع القوات التي تتمركز حول قطاع غزة ، فيماأوضح الموقع ان الجيش ستنشر كتيبة مجهزة بكامل عتادها لجانب وحدة عسكرية من لواء جفعاتي.
وأشار الموقع العبري نقلاً عن جيش الاحتلال انه وخلال الاربعة وعشرين ساعه المقبلة سيتم نشر وحدات القناصة وحدات الكلاب البوليسية، اضافة لنشر وحدة 401 التابعة للواء المشاة .
واشار الموقع لان سلاح الجو التابع للإحتلال سيتولى مهمة تفعيل الطائرات صغير الحجم والتي سيكون دورها التصوير ومتابعة المسيرة ونقل الاحداث لغرفة العمليات.
في المقابل يرى محللون أن قيادة جيش الاحتلال في حالة ذعر، وتعرف أنها لا تملك فعل الكثير في مواجهة الخطر القادم إذا تحققت التوقعات وانطلقت المسيرات بزخم، وأنّ المواجهة التي ستقع ستشكل تزخيماً للمسيرات شعبياً وسياسياً وإعلامياً، لذلك تبذل جهود سياسية ومخابراتية، لتحريك دور عربي وتركي وأوروبي وفلسطيني لإجهاض هذه المسيرات، والتعاون للتخريب على مساعي الناشطين لإطلاقها.
ويشير الكاتب والمحلل السياسي ناصر قنديل ان مسيرة العودة الكبرى فرصة لا تعوّض لقوى المقاومة ولأحرار فلسطين والشرفاء المؤمنين بالقضية الفلسطينية ليضمّوا أصواتهم وجهودهم ضماناً لنجاح المسعى التاريخي وما سيفتحه من مسارات نوعية جديدة.
بدوره جدد خالد البطش منسق الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة الكبرى، والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي التأكيد على أن مسيرة العودة ستكون مسيرة شعبية وطنية ذات طابع سلمي، يلتقي فيها الفلسطينيون بمختلف مكوناتهم من اجل التاكيد على حق عودة اللاجئين.
وشدد البطش "إن مسيرة العودة أسلوب نضالي مستدام ومتراكم، وليست فعاليةً موسميةً أو حدثًاستنتهي بإنتهاء يوم الجمعة ، بل ستستمر حتى تحقيق العودة الفعلية للاجئين الفلسطينيين".
وبين القيادي البطش أن المسيرة الكبرى تعتمد أسلوب الاعتصام المفتوح وتخلو من أي مظاهر للسلاح ، ومن خلال نصب الخيام وإقامة حياة اللجوء بالقرب من السلك الفاصل مع الداخل المحتل 48، واستجلاب وسائل الإعلام الدولية لإيصال رسالتها إلى كل العالم.
وتستمر التحضيرات للمسيرة الكبرى جارية من قبل الجماهير الفلسطينية ، حيث نصبت الهيئة الوطنية لمسيرة العودة وكسر الحصار، مساء أمس الثلاثاء، خيام العودة في نقاط محددة على طول الشريط الفاصل شرقي قطاع غزة، والتي تبعد عن الحدود لمسافة 700 متر، داخل أراضي قطاع غزة.
وتمثلُ مسيرة "العودة الكبرى" والتي ستنطلق في تاريخ 30/آذار رداً شعبياً فلسطينياً على قرار " دونالد ترامب " إعلان مدينة القدس عاصمة لكيان الاحتلال، وتصدي لكل محاولات تصفية القضية الفلسطينية.
ويعتبر يوم الأرض الفلسطينيّ مناسبة يُحييها الفلسطينيون في 30 آذار من كلّ عام ؛ تعبيرا عن تمسّكهم بأرضهم وهويتهم الوطنيّة ، وتَعود أحداثه لآذار 1976 بعد أن قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة آلاف الدّونمات من أراضي المواطنين، وقد عم اضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب، أعقب ذلك اندلعت مواجهات أسفرت عن إرتقاء ستة فلسطينيين .