احتشد المئات من الشبان العاطلين عن العمل والخريجين والمهمشين أمام مقر وزارة العمل في مدينة غزة صباح اليوم الأحد، للمطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بفعل الحصار والانقسام، ورفضاً للمخططات الصهيوأمريكية التصفوية التي تتعرض لها قضيتنا الفلسطينية.
ورفع المشاركون خلال الوقفة التي نظمتها "جبهة العمل النقابي التقدمية"، الإطار العمالي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، شعارات تطالب بإنهاء معاناتهم والعمل على تحسين ظروفهم، مرددين هتافات تدعو لإنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة الوطنية.
وفي كلمة لجبهة العمل قال الرفيق غالب كلاب، ان الاعتصام جاء للتعبيراً عن رفضهم الشديد لما آلت إليه أوضاعهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي دمرت من كافة الجوانب بفعل الحصار الظالم الذي يفرضه الاحتلال الصهيوني وبفعل تداعيات الانقسام البغيض الذي فصل غزة عن الوطن وأدخل الشعب الفلسطيني في دوامة من المناكفات والصراعات التي فاقمت من معاناة المواطن الفلسطيني.
كما أشار كلاب، إلى أن هذه الأوضاع أدت إلى زيادة معدلات الفقر والبطالة وإلى تردي الخدمات الحياتية من انقطاع مستمر للكهرباء وتدهور الصناعة والتجارة والزراعة والصيد ومجمل القطاعات وتردي خدمات الصحة والتعليم، مؤكداً أنها أوصلت شعبنا إلى حالة لم يعد من الممكن الصمت عليها.
وأوضح كلاب بأن الشباب والخريجين والعمال العاطلين عن العمل لم يعد لديهم القدرة على تحمل المزيد من المماطلة والإهمال والتهميش والظلم الذي يتعرضون له منذ سنوات طويلة، وهو ما يستدعي إعلاء صوت الشرائح المسحوقة بالاحتجاج والضغط الشعبي المتواصل.
ونوَه كلاب إلى أن فرض مزيد من العقوبات سيؤدي إلى تفاقم معدلات الفقر والتي من شأنها ضرب الاقتصاد الوطني، وزيادة معدلات الإحباط واليأس وإدمان المخدرات بين صفوف الشباب والتي أدت في الأشهر الأخيرة إلى حدوث حالات من الانتحار والاكتئاب ودفعتهم للبحث عن طرق للهجرة أو الخلاص بأي ثمن، أو الانحراف الذي أدى إلى حدوث بعض المسلكيات الإجرامية الغريبة عن عادات وأخلاقيات شعبنا.
وطالب كلاب من أمام مقر وزارة العمل بضرورة وضع قضايا وهموم ومشاكل العمال على رأس أولويات حكومة الوفاق الوطني، ووضع برنامج للتنمية المستدامة وتحمّل الحكومة مسئولياتها الأخلاقية والوطنية تجاه المتضررين من أبناء شعبنا وفقاً لما تم الاتفاق عليه وطنياً.
وشدد على ضرورة وقف كافة الإجراءات العقابية بحق غزة من تقليصات بالرواتب والتقاعد المبكر وتقليص المساعدات والخدمات المختلفة وغيرها، محذراً من استمرار تدهور الأحوال المعيشية والحياتية للمواطن الفلسطيني في غزة وعدم توفر حلول سريعة ووضع خطط استراتيجية الأمر الذي سيضعنا أمام أوضاع كارثية سيدفع شعبنا ثمنها.
ودعا كلاب وزير العمل "مأمون أبو شهلا" بصفته الوظيفية إلى تحّمل المسئولية والضغط من أجل إنهاء معاناة شعبنا والإسراع في تحقيق المصالحة باعتبارها مطلب شعبي ووطني يوحدنا جميعاً أمام المؤامرات التي خططت وحيكت ضد قضيتنا العادلة.