أصدرت حركة حماس بياناً لها، اليوم الجمعة، وذلك في الذكرى الثلاثين للانتفاضة المجيدة، أكدت فيه "عدم الاعتراف بشرعية الاحتلال على أرض فلسطين، وفلسطين كلها للفلسطينيين، والقدس موحدة لا شرقية ولا غربية، هي ملك للفلسطينيين وحدهم".
وقال البيان: "ثلاثون عاماً على انطلاق أول حجر في انتفاضة شعبنا العظيم، هذا الحجر الذي غيّر الجغرافيا والمعادلات السياسية المرتهنة للإرادة الصهيونية وجعلها بيد طفل صغير يرفع العلم الفلسطيني ويطوف به الدنيا، وأزعج استقرار الاحتلال وحوّل أمنه وطمأنينته لقلق واستنزاف لم يتوقف ولن يتوقف إلا بالتحرير، ونقل الثورة من خارج فلسطين لعمقها ومن هوامشها لمضمونها، وحوّل القضية والتعاطي معها ليفرضها بمنطق عبقري عبّر عنه شباب المقاومة في فلسطين، فاشتعلت الأرض كأنها كتلة نار واحدة في وجه المحتل الغاصب".
وأضاف البيان: "جاءت انتفاضة 87 بعدما استنفذ الجميع أغراضه ودوره من غير نتيجة ترجى، وتكشفت الألاعيب الدولية، ودخلت القضية في تيه الشرق والغرب، وتشتتت بين مرجعيات وقرارات وتوهان في أقبية الفشل والعوز، فكان لشعبنا أن يقول كلمته وليُسمع قضيته ممن حاولوا الالتفاف عليها والاستهانة بها وتجاوزها".
وأشار البيان إلى أن: "حركة حماس تؤكد أن قرار نقل سفارة الولايات المتحدة لمدينة القدس والاعتراف المزعوم بها عاصمة لما يسمى الكيان هو قرار أخرق ظالم وخطير جداً يستدعي منا الجهوزية التامة لمواجهته على كل المستويات ومهما كلف الثمن".
وتابع البيان: "تؤكد الحركة أن انتفاضة الحجارة حلقة في سلسلة من الثورات والانتفاضات التي سبقتها ولحقتها، ولا زال الشعب ماضيا في هذا الطريق، وأنه مستعد لتحمل التكلفة في سبيل الوصول لتحرير أرضه واستعادة حقوقه المغتصبة، ولن تثنيه المؤامرات ولا الخيبات، ومن يراهن على صمته فهو واهم".
وأضاف: "إن حركة حماس تقدر خيار احترام إرادة الشعوب وتوجهاتها، فانتفاضة الحجارة خيار الشعب وقراره، فالمقاومة قرار شعبي عظيم تم اتخاذه ولا تراجع عنه، والطريق طويل يشقها الشباب بكل الوسائل الممكنة، فطالما هناك احتلال فالمقاومة وانتفاضة القدس مستمرة".
وقال البيان: "إن وحدة شعبنا اليوم وبناء مشروعه الوطني على سلّم أولويات الحركة، ومواجهة الاحتلال والتصدي لمشروعه الإحلالي التدميري لن يكون إلا بشراكة كاملة من جميع فصائلنا وقوانا الشعبية".
وقال: " إن انتفاضة الحجارة كانت براءة تامة من أشكال التعاون والارتباط بالاحتلال سياسيا وأمنيا واقتصاديا، ولهذا أي توجه لتعزيز التعاون والتنسيق والتفاهم مع الاحتلال والقبول به وبسطوته يعتبر تجاوزاً لتوجهات شعبنا وأصالته في مواجهة الإرهاب الصهيوني".
وقالت حماس في بيانها: "إن محاولات التطبيع والهرولة نحو الاحتلال لن يكتب لها النجاح، وسيقف شعبنا في وجه المطبعين مهما كلف ذلك من تضحيات، فالكيان الصهيوني هو سرطان المنطقة زرع فيها لإفسادها، والتعامل معه كجزء طبيعي يعتبر خطيئة لا يمكن أن يتهاون شعبنا وشعوب المنطقة معها".