أجلت المحكمة المركزية "الإسرائيلية" بالقدس المحتلة، الرد على الاعتراضات التي قدمتها لجنة وادي حلوة، في جلسة عقدت اليوم الإثنين، ضد مشروع "كيدم" الاستيطاني الذي تنوي جمعية "إلعاد" الاستيطانية تنفيذه مقابل المسجد الأقصى المبارك.
في الأثناء تسابق بلدية الاحتلال في القدس الزمن لتنفيذ مزيد من المشاريع الاستيطانية والتهويدية في مسعى منها لفرض وقائع على الأرض وفوقها وتحتها في القدس القديمة والأحياء الفلسطينية بالمدينة المحتلة.
تلفريك وقطار خفيف..
وتناقش مؤسسات الاحتلال مخطط القطار الهوائي "تلفريك" ومخطط القطار الخفيف بالقدس القديمة وربط ساحة حائط البراق في المسجد الأقصى بالقطار السريع بين "تل أبيب" والقدس.
وكانت الحكومة "الإسرائيلية" صدقت على مخطط بناء "تلفريك" فوق البلدة القديمة في القدس المحتلة.
وأوضحت وزارة السياحة في حكومة الاحتلال أنه "تم التصديق على المرحلة الأولى من المشروع التي من المتوقع أن تبلغ كلفتها 200 مليون شيكل (نحو 57 مليون دولار.
ومن المتوقع أن يمر مسار القطار الخفيف من المتوقع بالقرب من مواقع حساسة مثل المسجد الأقصى وساحة البراق، الأمر الذي يثير غضبا فلسطينيا وانتقادات دولية.
ووفقا لتقديرات سلطات الاحتلال، إذا لم يكن هناك حوادث وعراقيل، بحلول العام 2021 سيكون من الممكن السفر عبر القطار الخفيف بالقدس القديمة والوصل حتى ساحة البراق.
وتسوغ سلطات الاحتلال مشروعها الاستيطاني والتهويدي على أنه يهدف إلى تنظيم حركة السير والمواصلات وتخفيف أزمة السير في القدس، وإن الحديث عن مشروع للنقل هدفه الرئيسي هو حل مشاكل المرور حول القدس القديمة.
ووفقا للخطة، ستشمل المرحلة الأولى من المشروع بناء 3 محطات: أولها ستقام بالقرب من مجمع المحطة بالقرب من مسرح خان؛ وتقع المحطة الثانية بالقرب من موقف للسيارات في قرب جبل الخليل. وستبنى المحطة الثالثة على سطح مجمع "كيدم" قرب ساحة البراق.
كما سوف تكون كل عربة قادرة على نقل ما يصل إلى 10 ركاب، وفي أوقات الذروة، 73 عربة ستكون على الخط. ويبلغ طول الخط 1.4 كيلومتر، وسيكون النظام تلقائيا، وكل 15 إلى 20 ثانية القطار سيغادر، حتى لو لم يكن هناك ركاب. سوف تكون سرعة القيادة 21 كم / ساعة وسوف تستمر 4.5 دقيقة.
ومن أجل بناء المشروع، سيكون من الضروري بناء 15 أعمدة كبيرة من الإسمنت المسلح بارتفاع 26 مترا، ولعل أبرز المعطيات تلك التي تشير إلى التلفريك يمكن أن ينقل في ساعات الذروة حوالي 3000 راكب كل ساعة.
"كيدم" ساري المفعول..
في الأثناء، أجلت المحكمة المركزية "الإسرائيلية" بالقدس المحتلة، الرد على الاعتراضات التي قدمتها لجنة وادي حلوة، في جلسة عقدت اليوم الإثنين، ضد مشروع "كيدم" الاستيطاني الذي تنوي جمعية "إلعاد" الاستيطانية تنفيذه مقابل المسجد الأقصى المبارك.
وفي السياق، قال خبير الخرائط والاستيطان في بيت الشرق بالقدس المحتلة خليل التفكجي في بيان "إن المشاريع الإسرائيلية التهويدية خاصة في منطقة سلوان ترتبط بـ3 قضايا أساسية: القضية التاريخية والقضية الدينية والقضية السيادية.
وأوضح التفكجي أن "القضية السيادية تتمثل في أن الجانب الإسرائيلي يريد أن يقيم هذا المبنى وهو المقبرة من أجل أن يقول للعالم ككل، أن تاريخهم حاضر منذ 3 آلاف عام وأن حائط المبكى موجود من قبل، وأنهم مسؤولون عن هذه المنطقة". مشيرا إلى أن جلسة اليوم تشبه سابقاتها"، ولافتا إلى أن ما تقوم به المحاكم اليوم، هو قضية تأجيل فقط، واستخدام الناحية القانونية من أجل الوصول للأهداف الاستراتيجية الإسرائيلية المتعلقة بأن القدس هي عاصمة موحدة للاحتلال.
وبخصوص تقديم لجنة وادي حلوة اعتراضا على مشروع "كيدم"، وقبول "اللجنة القطرية" لهذا الاعتراض في منتصف العام 2015 وقبول هذا الاعتراض في حينها، قال التفكجي "إن قبول الاعتراض لا يعني بالضرورة إلغاء القرار، ولكن ما يحصل هو إجراء بعض التعديلات هنا وهناك، فقط ليقولوا أنهم أخذوا الاعتراضات بعين الاعتبار".
وأضاف أن الجانب الفلسطيني يحاول قدر الاستطاعة أن يؤجل عملية بناء هذا المشروع على الأقل من خلال كسب الوقت، قبل أن يفرض الأمر الواقع على الأرض.
ونوّه إلى أن هذا المخطط هو مرتبط بمخطط تلفريك والقطاع الخفيف، والذي سيؤخذ قرار فيه خلال الفترة القريبة القادمة، حيث سيقوم على أساس ربط غرب القدس بشرقها، ما يعني أن الاحتلال سيسيطر على ما تحت الأرض وفوق الأرض وما في الفضاء.
ويهدد "كيدم" مساحات كبيرة من وادي حلوة صادرتها بلدية الاحتلال قبل أن تسيطر عليها جمعية إلعاد الاستيطانية بطرق ملتوية، وبدأت القيام بأعمال حفر متواصلة وهدم مقبرة إسلامية عمرها 1200 عام وتدمير آثار في المنطقة.