في ذكرى مرور 100 عام على وعد بلفور المشؤوم، نظمت ندوة حوارية في الجامعة الأمريكية بالعاصمة اللبنانية بيروت، وذلك تحت عنوان "وعد بلفور خلال 100 عام، الحيثيات، المسار والمواجهة".
ونظم الندوة النادي الثقافي الفلسطيني في الجامعة الأمريكية بمقر الجامعة، إحياءً لمئوية وعد بلفور، وبحضور عدد من الناشطين والإعلاميين الفلسطينيين، بالإضافة إلى حشد كبير من الطلاب.
وتحدث خلال الندوة د.ماهر الشريف، عن حيثيات صدور وعد بلفور، مشيراً إلى أنه ورغم أن الحركة الفلسطينية اليوم تعاني من أزمة، إلا أن مظاهر التعبير عن الهوية الفلسطينية لم يسبق لها مثيل في الداخل الفلسطيني المحتل والشتات.
بدوره، قدّم أ.جابر سليمان، باحث في مجال دراسات اللجوء واللاجئين، موضوعاً حول بلفور واتفاقية أوسلو، مشيراً إلى أنه ورغم أن الحدثين مختلفين إلا أنه حاول تبيان كيفية التعلم من دروس التاريخ، وأن فرصاً تاريخية شهدها التاريخ الفلسطيني ولم يتم استثمارها على النحو الأفضل مثل الثورة العربية الكبرى عام 1936.
كما تحدث أ.نافذ أبو حسنة، كاتب وإعلامي فلسطيني، عن المقاومة الفلسطينية لوعد بلفور، حيث قال: "ثمة انطباع تجري محاولة التركيز عليه وتكريسه، من قبيل الإشارة المتكررة إلى إفشال الفلسطينيين في المواجهة، هذا إذا جرى الاعتراف أصلاً بوجود مواجهة. ويتم صرف النظر عادة نحو التشكيك والحديث عن المشكلات والعثرات، وصولاً إلى تلك الأقاويل عن الخيانات وبيع الأراضي، وما إلى هنالك من أساطير محيطة بتلك السرديات المعتادة عما جرى في فلسطين ولها".
وتابع أبو حسنة: "تغيب عن هذه السرديات حقيقة أساسية متعلقة بموازين القوى، ليس المشكلة في براعة هذا القائد أو ذاك، ولا في أن الطبقة المسيطرة كانت لها مواصفات معينة على أهمية ذلك، ولكن المشكلة الأساسية كانت تتعلق بموازين القوى وهذا مدار بحث واسع، لا نريد الخوض فيه الآن، على أن تبيّن بعض الوقائع له أهمية كبيرة، ويمثل رداً في الآن عينه على ما أشير له".
وأشار أبو حسنة أنه "يجب وعي المخاطر التي كانت تتعرض لها فلسطين، فالمواجهة المباشرة بدأت قبل دخول القرن العشرين، وعلى سبيل المثال، فإن نائب القدس في مجلس المبعوثان العثماني روحي الخالدي، قد نبّه في عام 1908، إلى مخاطر الصهيونية والهجرة اليهودية الصهيونية إلى فلسطين، وفي النقاشات التي شهدها المجلس عام 1911، وكانت مخصصة لمناقشة الصهيونية ومخاطرها، قام روحي الخالدي وحافظ السعيد بالتنبيه إلى خطورة ما يحدث في فلسطين وانتقدا سياسة الحكومة العثمانية".
وختم أبو حسنة كلامه مشيراً إلى أن "بريطانيا احتاجت إلى مئة ألف جندي لإخماد الثورة التي خفت صوتها وفاعليتها مع بدء الحرب العالمية الثانية، ومع نهايتها شرعت الحركة الوطنية الفلسطينية في لملمة نفسها، ومحاولة ترتيب أوضاعها من جديد. مرة أخرى لعبت موازين القوى وشكل الإدارات السياسية دورها في حدوث النكبة التي نعاني آثارها حتى اللحظة.. وحتى اللحظة فإن هذا الوعد مرفوض، ولهذا نحن هنا".
(بوابة اللاجئين الفلسطينيين + موقع فضائية فلسطين اليوم)