انطلقت فعاليات إحياء الذكرى الـ13 لاستشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات، ظهر اليوم الخميس، في محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة، على أن تنظم الفعالية المركزية في المحافظات الجنوبية في "أرض السرايا" السبت المقبل.
فقد أحيا عشرات الآلاف من المواطنين بعد ظهر اليوم، في رام الله والخليل وطوباس وقلقيلية وطولكرم، بمسيرات حاشدة الذكرى الـ13 لاستشهاد الرئيس عرفات، حيث انطلقت المسيرات تتقدمها فرق كشفية وجابت شوارع المدن وصولاً إلى ضريح الشهيد، حيث جرى وضع أكاليل من الزهور، وقراءة الفاتحة على روحه، مؤكدين السير على نهج الشهيد حتى نيل الحرية والاستقلال.
وفي كلمته، ممثلاً عن رئيس السلطة محمود عباس، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، "إن ياسر عرفات هو القائد الملهم ليس للثورة فقط، بل لكل حركات التحرر في العالم سيرته هي نفسها جزء أساسي من مسيرة الثورة التي فجّرها ياسر عرفات وقادها".
واستعرض العالول مسيرة الشهيد النضالية، وبداياته التي كانت بتفجير نفق عيلبون، ومنها انطلق إلى أحراش قباطية في مدينة جنين، والبلدة القديمة في نابلس، وكهوف بلدة بيت فوريك المجاورة، وصولاً إلى بلدة القدس القديمة.
واستذكر المعارك والعمليات التي خاضها الشهيد عرفات، وأبرزها معركة الكرامة التي كان لها الأثر الكبير في نفوس الشعوب العربية وأعاد لها الروح، التي كانت أثقلتها هزيمة عام 1967.
وفي الخليل، حاصرت قوات الاحتلال المنطقة الجنوبية من المدينة، ومجمع المدارس، منعاً لإقامة احتفالات إحياءً لذكرى استشهاد الراحل أبو عمار.
وقالت مصادر محلية، إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال، انتشرت في محيط مدارس طارق بن زياد والهاجرية والخليل الأساسية، في المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل، ومنعت الفرق الكشفية من الخروج منها، وقيدت حركة تنقل المواطنين والمركبات بالمكان، وأطلقت عشرات قنابل الغاز نحو الطلاب ومنازل المواطنين وأصابت بعضهم بحالات اختناق.
وفي قطاع غزة، أحيا عشرات الآلاف ذكرى الرئيس عرفات والذكرى الـ10 لضحايا الانقسام، بمهرجان نظمته لجنة التكافل الوطنية والتيار الفتحاوي، التابعة للقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، في ساحة الكتيبة بمدينة غزة.
وشارك في المهرجان نواب من حركة حماس، أبرزهم خليل الحية وصلاح البردويل، وشخصيات من الفصائل الأخرى.
وفي كلمة له قال النائب ماجد أبو شمالة إن تفاهمات القاهرة في يوليو 2017 أسست لمصالحة وطنية حقيقية طوت صفحة سوداء من تاريخ شعبنا من خلال المباشرة في إنهاء ملف المصالحة المجتمعية الأشد خطورة والأكثر حساسية.
واعتبر أن المصالحة ليست استلام للمعابر والوزارات من السلطة التنفيذية فقط بل هي تفعيل لدور السلطات الثلاث ترتكز على الشراكة وعدم الإقصاء.
من جهته، دعا القيادي في حركة حماس خليل الحية خلال كلمته بالمهرجان إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء الانتخابات للخروج من الوضع الفلسطيني الراهن.
وقال الحية خلال المهرجان في ساحة الكتيبة بمدينة غزة: "نريد حكومة وحدة وطنية تقوم بمسؤولياتها بكل وطنية ونريد أن نذهب للانتخابات ونريد للمصالحة أن يشعر بها الجميع الفلسطيني في الشتات والضفة وغزة".
ونوه الحية إلى أن حركة حماس ذاهبة لبقية ملفات المصالحة وتريد قيادة واحدة أمينة على شعبنا وحكومة واحدة وفية لشبابه وموظفيه، قائلاً: "لا للفصل الوظيفي والتقاعد المبكر".
ونبّه الحية إلى ضرورة أن تتم المصالحة الوطنية على قاعدة الشراكة والعمل المشترك لا التفرد ودون إقصاء لأي فصيل.
وأشار إلى أن شعبنا في مرحلة تحرر وطني والمقاومة درعه وسيفه التي لا يجوز أن يُغمد حتى رحيل الاحتلال عن أرض فلسطين.
من جهته، استنكر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي وعضو لجنة المصالحة المجتمعية العليا خضر حبيب، الأصوات التي وصفها بـ"النشاز" التي تطالب بسحب سلاح المقاومة، متسائلاً: "هل تحررت فلسطين ورحل المحتل عن أرضنا حتى نفعل ذلك".
وأضاف خلال كلمته في المهرجان: "سلاح المقاومة هو فخرنا وشرفنت، فما دام هناك احتلال فينبغي أن تكون هناك مقاومة".
وعبّر عضو لجنة المصالحة عن تطلعه لبدء الحوار الوطني بالقاهرة بإنجاز ما يتطلع إليه شعبنا، وقال: "نريد ترتيب البيت الفلسطيني وتفعيل مؤسساته التي أصابها العطل وعلى رأسها منظمة التحرير على قاعدة الشراكة الوطنية وعدم الإقصاء وإجراء الانتخابات الشاملة للمجلس الوطني والتشريعي والرئاسة".
وأكد حبيب، أن لجنة المصالحة المجتمعية أخذت على عاتقها جبر الضرر والذي أحدث الكثير من الآلام والأوجاع في بيوت الفلسطينيين بغزة، مبيناً أنها جعلت من اتفاق القاهرة 2011 مرجعية لها وفتحت الباب على مصراعيه ولازال لمشاركة كل الفصائل التي وقعت على اتفاق المصالحة في القاهرة.