توالت المواقف الفلسطينية المنددة بالإعلان المشؤوم والمطالبة بالاعتذار عنه وإرجاع الحق لأصحابه.
وقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إن وعد بلفور ليس مناسبة للاحتفال، داعياً الحكومة البريطانية إلى تصحيح خطئها التاريخي واتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء الاحتلال على أساس القانون والقرارات الدولية.
فيما دانت الخارجية الفلسطينية الوعد المشؤوم معلنة أنها بصدد تحريك دعاوى قانونية أمام المحاكم الأوروبية والدولية ضد بريطانيا.
أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فدانت في بيانها إصرار بريطانيا على عدم الاعتراف بجريمة وعد بلفور، مطالبة بموقف فلسطيني موحد وعمل دائم ضد السياسة البريطانية المنحازة للاحتلال.
في السياق، دعا المجلس التنسيقي للنقابات والاتحادات المهنية والقطاعية، إلى محاكمة لندن على جريمة وعد بلفور أمام القضاء الدولي.
بدوره، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا، أكد أن نكبة الشعب الفلسطيني جرت بسبب وعد بلفور وبشكل لا يمكن تبريره.
وفي سياق التحركات الشعبية في الوطن العربي، طالب محتجون أردنيون الحكومة البريطانية بالإعلان عن عدم شرعية وعد بلفور والمطالبة بالاعتذار على تبعاته ونتائجه، والإقرار بالمسؤولية التاريخية والقانونية والإنسانية والأخلاقية عن الأضرار التي لحقت بالشعب الفلسطيني.
جاءت هذه المطالب خلال وقفة احتجاجية لعشرات الأردنيين أمام السفارة البريطانية في عمان، بمناسبة مرور مئة عام على وعد بلفور، وقد حضر الوقفة شخصيات قومية ويسارية وممثلو هذه التيارات في البرلمان الأردني وناشطون، رفعوا شعارات أكدت رفض هذا الوعد ونددت به، مطالبين حكومة بلادهم بإلغاء معاهدة وادي عربا.
والتقى وفد من المحتجين في نهاية الوقفة مع نائب السفير البريطاني في عمّان، وسلموه مذكرة ومطالب المحتجين.
وفي لبنان، دعا الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة في اختتام أعمال المؤتمر الذي عقد في العاصمة بيروت على مدار يومين، فصائل العمل الوطني والإسلامي إلى التمسك بالمقاومة كخيار استراتيجي لاستعادة الحقوق وتحرير فلسطين.
وأكد البيان الختامي لمؤتمر علماء المقاومة، بأن: "المقاومة وحدها الكفيلة بشطب وإلغاء وعد بلفور واستعادة الأرض".
وجاء في البيان الختامي: "الإعراب عن القلق الشديد من محاولات تهويد المسجد الأقصى ومحاولات تدميره"، مضيفاً: "التأكيد على أن القدس مدينة فلسطينية عربية إسلامية وأن المسجد الأقصى خاص للمسلمين وحدهم".
كما أبرق المجتمعون "برسالة وفاء لمساحة السيد علي الخامنئي قائدة الثورة الإسلامية والإشادة بمواقفه ومساندته لفلسطين"، وبالمقاومة الإسلامية في لبنان وأمينها العام السيد حسن نصر الله.
وفي تركيا، شهدت مدينتا أنقرة وسكاريا اليوم الخميس، مظاهرات احتجاجية تنديداً بـ"وعد بلفور" الذي مهّد لاحتلال الأراضي الفلسطينية وقيام كيان الاحتلال.
وتجمّع مواطنون أتراك في منطقة قريبة من السفارة البريطانية بأنقرة، في إطار المظاهرة التي نظمتها جمعية "شباب الأناضول"، ورفع المتظاهرون العلم الفلسطيني، ولافتات مناهضة لبريطانيا.
وقادت منظمة الإغاثة الإنسانية التركية "IHH" احتجاجاً في جامعة "سكاريا" شمال غربي تركيا، شارك فيه عدد من الطلاب المتظاهرين.
وقال زيد ماهر، وهو طالب فلسطيني، أثناء مشاركته في الاحتجاج، إن "وعد بلفور لعب دورًا في تعزيز الانقسامات الطائفية بين المسلمين"، مضيفاً أن "هذه الانقسامات تفيد فقط أولئك الذين يلعبون ألعابًا قذرة ضد المسلمين".
