كشف رئيس مستشفى شهداء الأقصى كمال خطاب، تفاصيل خطيرة حول استشهاد عدد من المقاومين وإصابة عدد كبير من رجال الإنقاذ خلال عملهم داخل نفق سرايا القدس الذي قصفه جيش الاحتلال الاثنين الماضي.
وأكد خطاب في تصريحات صحفية، أن قوات الاحتلال استخدمت غازات غير معروفة وأكبر من قدراتنا، لكن المؤشرات الأولية تفيد بأنه نوع خطير من الغازات السامة، لا سيما وأن المصابين كانوا مهيئين كفريق إنقاذ من خلال لبس بدلات الغوص وأجهزة التنفس الصناعية.
وقال خطاب: "وفق شهادات المنقذين من الدفاع المدني، بعد مئات الأمتار من دخولهم النفق يشعرون بدوار وعدم وضوح في الرؤية وعدم قدرة على الكلام والمشي ويُغمى عليهم".
ولفت خطاب إلى مؤشر خطير حصل مع الشهداء السبعة، حيث "أنه بعد استشهادهم بساعات نزفوا دم من الأنف والأذن، وهذا يؤكد وجود مواد سامة تؤدي إلى تهتك في الأنسجة".
وأضاف: "لم يكن نزيف هذه الدماء نتيجة خدوش أو جروح، حيث أن بعضهم كان مصاباً برضوض، لكن النزيف من الأنف والأذن حصل بعد ساعات من استشهادهم وحضورهم للمشفى".
وأوضح خطاب أن هذه الدلالات تحتاج إلى بحث معمق في الصواريخ والغازات المستخدمة من قبل الاحتلال، مؤكداً على أنه لم يمرّ عليهم في المشفى من قبل مثل هذه الحالات، وأضاف "وفي الحروب الأخيرة استخدم الاحتلال غازات لكن ليس بهذه الطريقة ولا هذه الأعراض".
ولفت الى أن أحد المنقذين المصابين خلال عملية البحث عن مفقودي النفق المستهدف، فقد نظره بعد ساعات من تعرضه للغازات السامة داخل النفق، واللافت هنا أن الفحص الظاهري يظهر عدم وجود أي مشكلة بالعين، لكن المصاب يقول "إنه لا يرى".
وكشف خطاب أن بعض المصابين من المنقذين، غادروا المشفى بعد استقرار حالتهم الصحية، ثم عادوا إليها بعد ساعات بسبب تدهور حالتهم الصحية بشكل مفاجئ، الأمر الذي يشير إلى أن الغازات المستخدمة في الهجوم على النفق تُحدث مضاعفات بشكل تدريجي.
ونقل خطاب عن بعض المنقذين قولهم، "ندخل مكان فلا يكون فيه أي غاز، لكن بعد 100 متر نتعرض للتعب وعندما نخرج من المكان نجد الغاز بكميات كبيرة في المنطقة التي لم يكن فيها شيء"، مُحذراً من خطورة هذا الأمر.
ولم يُخفِ مدير المشفى، وجود توجس من أن الاحتلال يضخ كميات غاز جديدة داخل النفق حتى اللحظة، لعرقلة البحث عن المفقودين، وقتل المنقذين، وما يشير الى ذلك تزايد الغاز بشكل مستمر.
وطالب مدير مشفى شهداء الأقصى بتدخل الجهات الدولية المسؤولة لمعرفة طبيعة الغازات المستخدمة، وفضح جرائم الاحتلال، والتدخل لتمكين طواقم الإنقاذ من استكمال عملها.