قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس صباح اليوم الجمعة، "كنيستنا الأرثوذكسية في الأرض المقدسة تمر بنكبة وانتكاسة غير مسبوقة في ظل حالة ترهل وخلل وضعف،
إن كنيستنا الأرثوذكسية في خطر شديد وهنالك تحديات وجودية تتعرض لها، والمتآمرون كثيرون والمتخاذلون والمتواطئون موجودون وهنالك من يضعون رؤوسهم في الرمال كالنعامة.."، وأضاف "وكل هذا سينعكس سلباً على حضور ورسالة كنيستنا في هذه الأرض المقدسة وعلى الحضور المسيحي بشكل عام".
وقال: "ليس كافياً أن يتفرج البعض على هذه المهزلة التي نمر بها وهم مكتوفي الأيدي صامتين لا يحركون ساكناً، إن الصمت أمام هذه التجاوزات والأخطاء التي ترقى إلى مستوى الخيانة إنما هو اشتراك في الجريمة المرتكبة بحق كنيستنا"
وتابع المطران حنا: "لقد تعرضنا خلال الأيام الماضية لعدة تهديدات ومن عدة أطراف حيث قيل لنا بأننا يجب أن نتوقف عن الحديث عن مسألة العقارات المسربة ولا يجوز انتقاد هذه الحالة التي وصلنا إليها ويجب أن نكون في حالة صمت ونحن نرى ما يرتكب بحق كنيستنا من جرائم، ما أود أن أقوله ولأنني أسقف أرثوذكسي خادم لكنيسة المسيح بأن ضميري الكنسي والوطني والإنساني لا يسمح لي بأن أكون صامتاً ومتفرجاً ونحن نرى أن بطريركيتنا العريقة تنهار أمامنا وكل شيء فيها في حالة شلل وخلل غير مسبوق".
وأوضح المطران حنا أن "هناك حاجة ملحة لتحرك سريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فنحن على شفا الهاوية وكنيستنا في حالة ضياع وتمر بحالة ترهل وخلل لم يسبق لها أن مرت بها في أي وقت من الأوقات، أشعر بالألم والحزن والحسرى على ما وصلنا إليه في كنيستنا".
وقال: "نتمنى من أبناء شعبنا الفلسطيني ألا يكونوا متفرجين على ما يرتكب بحق كنيستنا من جرائم من قبل حفنة من العملاء والمرتزقة والسماسرة أصحاب الأجندات الشخصية، أوقفوا مهزلة تسريب أوقافنا الأرثوذكسية وارفعوا الصوت عالياً منادين بالحفاظ على الحضور المسيحي العريق في هذه الأرض المقدسة... لا تتركوننا لوحدنا نقارع جلادينا فكونوا عوناً لنا ونحن نعمل من أجل إفشال هذه المؤامرة التي تستهدفنا وتسعى لتصفية ما تبقى من أوقاف أرثوذكسية في هذه الأرض المقدسة. إن أولئك الذين يفرطون بعقاراتنا وأوقافنا لا يمثلوننا لا من قريب ولا من بعيد..".
وجاءت كلمات المطران عطا الله حنا لدى لقائه صباح اليوم وفداً من أبناء محافظة بيت لحم الذين يزورون مدينة القدس.
يذكر، بأن قناة فلسطين اليوم كانت حصلت على وثائق تكشف صفقات تسريب أراض جديدة في مدينة القدس المحتلة، قامت بها البطريركية اليونانية لشركات استيطانية.
وأخطر هذه الصفقات تكشفها وثيقة تثبت بشكل قاطع قيام البطريرك ثيوفيلوس الثالث ببيع 71 دونماً على طريق القدس بيت لحم.
في السياق كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن 3 صفقات أبرمتها الكنيسة اليونانية لبيع أملاك عائدة لها في القدس المحتلة وبأسعار متدنية.
ووفقاً للصحيفة، فإن شركة مجهولة اشترت عقارات عائدة للكنيسة، وهي عبارة عن مبنى يتألف من 3 طوابق في القدس مقابل 850 ألف دولار، علماً أن سعر المتر في هذا المبنى يصل إلى 60 ألف دولار.
وشملت الصفقة أيضاً بيع قطعة أرض تصل مساحتها إلى ما يقرب من دونمين ونصف في حي البقعة مقابل 350 ألف دولار، إضافة إلى مبنى من 6 طوابق يضم محال وشققاً سكنية فخمة مقابل مليونين ونصف مليون دولار.