إلى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس وعلى بعد 15 كلم منها تقع قرية يانون، أصغر قرية في فلسطين مساحتها 16450 دونم، تم السيطرة على 85 % من أراضيها من قبل الاحتلال ولا يتعدى عدد سكانها الآن المئة نسمة وهي محاطة من خمس اتجاهات بالمستوطنات. تواجه قرية يانون الآن إهمالاً رسمياً كبيراً يؤثر على حياة سكانها فلا خطوط للهاتف في القرية ولا شوارع معبدة ولا خطوط مواصلات تربطها بقرية نابلس والقرى المجاورة بها. وتفتقر القرية إلى القدرات المالية فهم يعتمدون على الزراعة وتربية الماشية في حياتهم اليومية ولذلك لا تستطيع إقامة مشروع بقدرات ذاتية. ويقول أهالي يانون إن ما زاد قريتهم تعقيداً هو دمجها مع بلدة عقربا القريبة حيث ذهبت المشاريع التي تنفذها الدول المانحة مباشرة إلى بلدية عقربا دون الاستفادة منها في قرية يانون. وفي هذا الإطار قال راشد مرار رئيس المجلس القروي في يانون "تلقينا وعوداً كثيرة من المسؤولين قبل حوالي ست سنوات وتواصلنا مع وزارة الاتصالات لتمديد خطوط هاتف للقرية لكنهم رفضوا بحجة أن عدد المشتركين أقل من مئة علماً أن سكان المنطقة لا يتجاوز المئة شخص". وأضاف مرار "التهميش واضح ولدي أدلة على ذلك نحن معزلون عن العالم بشكل تام وشوارع القرية غير مؤهلة لسير المركبات ولا يوجد رياض أطفال ولا عيادات طبية". بدوره محمد جبارين الوكيل المساعد في وزارة الحكم المحلي أوضح أن "هذه التجمعات السكنية – قرية يانون – تأتي ضمن سياسة وطنية عامة ودمجها مع بلدية عقربا من أجل تغطية احتياجات الناس كمواطنين وبالتالي هذه البرامج مدعومة من الحكومة على حد سواء أو من البرامج الوطنية المدعومة". مضيفاً أن "هذا التجمع السكاني جزء لا يتجزأ من بلدية عقربا". يذكر أن العديد من المسؤولين زاروا القرية من قبل وأغدقوا وعوداً حول العديد من المشاريع لكنها لم تبصر النور حتى الآن.