قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشيخ طارق قعدان عن انطلاقه الحركة في ذكراها الـ30 وأهمية هذه الانطلاقة في ذلك الوقت، أنه كان حدثاً مفصلياً ونقطة تحول في مسيرة الحركة الإسلامية في فلسطين،
من حيث بلورت الأطر التنظيمية لحركة الجهاد الإسلامي كنتيجة وتطور وتتويج لرحلة البحث المتواصل في دوائر المعرفة الإسلامية.
وتابع: "أبناء الحركة وعلى رأسهم المعلم فتحي الشقاقي نقلوا القضية الفلسطينية نقلة نوعية للتأصيل الشرعي للجهاد في فلسطين، وفتح أفق العمل الإسلامي المنظم من خلال أطر هذه الحركة، انتصاراً للفكر الذي وضع معالمه الدكتور فتحي الشقاقي والأخوة المؤسسين منذ أن كانوا في الجامعات المصرية، فكان التحول للفعل المقاوم والعمل لبلورة مشروع الجهاد الإسلامي المتفاني وكانت بداية الانطلاق والانعتاق والانتشار، الذي جاء في باكورته عملية "الشجاعية" التي أرّخت لهذه الانطلاقة".
كما جاءت انطلاقة الحركة لملئ الفراغ فعلى الساحة الفلسطينية كان هناك إسلاميون بلا وطن ووطنيون بلا إسلام، متزامناً مع اقتراب منظمة التحرير من مشاريع التسوية.
وأكد قعدان، على أن شعار الحركة "الإيمان والوعي والثورة" لم يكن عبثياً وإنما ترجمة لفعل هذه الحركة وأن الصراع لن ينتهي إلا باسترداد الحقوق وتجاوز أزمة التحدي والاستكبار الغربي المعاصر.
وقال، إن صوابية الدكتور الشقاقي وإخوانه في تأسيس الحركة في تلك المرحلة ساهم في انطلاق حركات إسلامية أخرى كان لها دورها في الساحة الفلسطينية، مؤكداً على أنه "لولا تأسيس حركة الجهاد الإسلامي لتأخر الإسلاميون كثيراً في التصدي للسؤال الفلسطيني وممارسه الجهاد عملياً على الأرض كواقع معاش".
وبعد هذه السنوات فإن الجهاد الإسلامي يوماً بعد يوم ثبتت انحيازها الكامل للهدف الذي قامت له، ولمقولات الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي وأطروحاته التي أثبتت بالدليل القاطع والموضوعي إن هذا الصراع لا حل له إلا بالإسلام عقيده ومنبثق فكري والجهاد ممارسة والإبقاء على القضية قضية مركزية للأمة والشعب الفلسطيني.
وأضاف قعدان: "واليوم الجهاد الإسلامي لا يزال أميناً لهذا الإرث ووفياً ومنحازاً للمستضعفين ووفياً للأسرى والمسرى ووثيق الصلح بمنهج الله والقضية الفلسطينية والأكثر وفاءً وجاهزية، انسجاماً مع المبادئ والأطروحات التي طرحها الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي بمعيارية ثابته وخطى واثقة بأن النصر حليف المستضعفين، وإن النهايات الحتمية التي سيفضي إليها هذا المشروع هو تحرير الأقصى والتمكين للمشروع الإسلامي النهضوي والتنويري الصادق الذي صاغ بيعته أبناء الحركة مع الله بالدم والشهداء".
وحول تقييمه لوضع حركة الجهاد اليوم يقول قعدان: "حركة الجهاد الإسلامي لا زالت التنظيم الأكثر حضوراً جهادياً وتضحيةً وجهوزيةً للتضحية والأكثر إقداماً وانحيازاً للقضية الفلسطينية، وبشهاده الجميع العدو قبل الصديق، فهي الحركة التي لم تلتفت يوماً لأي مكاسب سياسية ومطامع حزبية أو تحقيق أهداف حزبية ضيقة".
وعن التحديات التي تواجه الحركة قال قعدان: "الجهاد الإسلامي لا يزال رأس الحربة ويقابل الكثير من التحديات ثمناً لمواقفه، من الاحتلال ومن السلطة ولكنه فصيل يقدس الدم الفلسطيني والعلاقة البينية مع كل الفصائل بمزيد من الاحترام والاستيعاب للأخر ومنفتح على كل الاتجاهات، ورغم كل التحديات ليس في تفكير الجهاد الإسلامي الصدام مع أي أحد فلسطيني، وسيبقى صدامه الوحيد مع الاحتلال وهو الصدام المادي المسلح، لكنه بالمقابل لن يسمح لأحد أن يفرض عليه سياسته وبرامجه وسيبقى مجاهداً في سبيل الله والقصية المقدسة مقدماً الواجب على النفس والروح".