في ذكرى اغتيال رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، في لندن قبل 30 عاماً، أطلقت الشرطة البريطانية نداءاً جديداً للحصول على معلومات بشأن مقتل العلي، أملاً أن يتحدث أحد بحرية بعد 3 عقود.
من جهته، وصف ابنه أسامة للشرطة أن موت والده المفاجئ كان "صادم"، وقال "ارتُكبت جريمة مروعة بوضوح، وتحقيق العدالة أمر حاسم للأسرة، وأرى تماماً من الناحية السياسية أن من المهم أيضاً أن يعرف الناس ما حدث وأن هناك حزماً".
ودعت شرطة لندن لمن لديه معلومات بشأن القتل، خاصة في ما يتعلق بالمشتبه بهما الرئيسيين اللذين لم تتمكن من تحديد هويتهما، إلى أن يقدم لها هذه المعلومات.
واغتيل ناجي سالم حسين العلي بإطلاق نار، غرب لندن يوم 29 يوليو/تموز1987، بعد تلقيه عدداً من التهديدات بالقتل بسبب رسومه الكاريكاتيرية التي سخر فيها من السياسات بالشرق الأوسط، وتوفي عن عمر ناهز 51 عاماً.
وتلقى العلي رصاصة في رقبته من الخلف في وضح النهار بينما كان يترجل من سيارته إلى مكتب الصحيفة في نايتسبريدغ حيث كان يعمل في ذلك الوقت.
وأفاد شهود عيان أن المسلح لاذ بالفرار من الموقع على قدميه، واصفين بأن عمره يبلغ نحو 25 عاماً وأن ملامحه شرق أوسطية حيث كان له شعر أسود كثيف يصل طوله إلى الكتفين.
واضاف الشهود أن رجل آخر في الخمسينات من العمر وأصوله شرق أوسطية أيضاً كان يركض قريباً بعد قليل من الحادثة ويده داخل جيبه كما لو كان يخفي شيئاً، ثم دلف إلى سيارته المرسيدس وقادها مبتعداً.
وقال رئيس قيادة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة البريطانية دين هايدون والذي يشرف على القضية إن الشرطة "اتبعت عددا من خيوط التحقيق التي لم تقدنا إلى التعرف على هوية الرجلين".
وأضاف "أن الكثير يمكن أن يتغير في ثلاثين عاما.. فالولاءات تتغير والأناس الذين لم يكونوا راغبين في الحديث في ذلك الوقت ربما يكونون مستعدين الآن للتقدم بمعلومات حاسمة".
الجدير بالذمر أن الفنان ناجي العلي يعتبر من أبرز رسامي الكاريكاتير الساخر في عصره، و من أبرز ابتكاراته "حنظلة" التي كانت مثل ابن له، والتي باتت رمزاً لمعاناة الشعب الفلسطيني وصموده على حد سواء.