يزور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس العاصمة التركية أنقرة، يوم الإثنين المقبل، للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية التركية.
وكان وفد قيادي من حركة فتح برئاسة أمين سر اللجنة المركزية للحركة، جبريل الرجوب قد وصل العاصمة التركية أنقرة الأربعاء والتقى بمسؤولين من الجانب التركي، وأوضح في تصريح صحفي فور وصوله، أن الجانبين (عباس، أردوغان) سيبحثان ملف المصالحة الوطنية، مشيراً إلى أن كبار مستشاري أردوغان طلبوا عقد هذه القمة؛ حرصاً من القيادة التركية على تحقيق المصالحة.
وكانت صحيفة الحياة اللندنية أشارت في تقرير لها إلى أن الجانب التركي بصدد إطلاق مبادرة جديدة للمصالحة بين حركة حماس والرئيس عباس، وأن لقاء عباس المرتقب مع أردوغان يأتي للتباحث في هذه المبادرة.
بدوره أشار عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صالح رأفت، إلى أن "قمة الرئيس عباس مع أردوغان ستناقش دور تركيا مع حركة حماس من أجل إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية"، موضحاً أن "مطالب القيادة الفلسطينية تتلخص في أن تقوم حركة حماس بحل اللجنة الإدارية التي شكلتها في آذار/ مارس الماضي".
من جانبه، رحب المستشار السياسي السابق لرئيس المكتب السياسي لحماس، أحمد يوسف، بالجهود التي يبذلها الجانب التركي في "دعمه لجهود المصالحة الوطنية"، مؤكداً أن "حماس مستعدة للجلوس والتباحث مع أي وسيط عربي أو دولي يكون قادراً على إنهاء حالة الانقسام الموجودة، شريطةً ألا يستثنى أي فصيل أو حزب سياسي فلسطيني من هذه التفاهمات".
وتابع يوسف، أن "حماس تضع كامل ثقتها بقدرة القيادة التركية في إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني"، متمنياً "أن يضفي اجتماع الرئيس عباس مع أردوغان لنتائج مبشرة، يتم الانطلاق منها لطي صفحة الانقسام".
في السياق، أشار الباحث الفلسطيني في الشؤون التركية، عماد أبو الروس، إلى أن "زيارة الرئيس عباس لأنقرة تأتي في إطار الجهود التي تبذلها القيادة التركية لتأدية دور أكبر في الشرق الأوسط من بوابة القضية الفلسطينية".
وأضاف أبو الروس أن "تركيا في ظل التطورات المتلاحقة في المنطقة خصوصا بعد الأزمة القطرية، باتت ترى أن ملف المصالحة الفلسطينية ملف تم استهلاكه، لذلك فهي ترى بأن هنالك ملفات فلسطينية ذات ثقل وأهمية أكبر من ملف المصالحة الوطنية، وتحديدا ملف غزة والقدس ومسار المفاوضات مع الإسرائيليين وهذا ما سيتم التركيز عليه في قمة أردوغان مع الرئيس عباس".
ونوه أبو الروس إلى أنه "إن جرى التأكيد عن وجود مبادرة تركية لإنهاء الانقسام فلن تكون بالمستوى المطلوب، الذي يحقق الوحدة الوطنية بين الرئيس عباس وحركة حماس"، وفق تقديره.