قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن المسجد المقدس يعاني من غربة في ظل أنظمة عربية وإسلامية منها من يسارع الخطى نحو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
ونوهت الحركة إلى أن أنظمة عربية وإسلامية أخرى ما تزال في غفلة من أمرها تجاه المخاطر التي تحيط بالمسجد الأقصى السليب، وهو أمر لن يجر على العرب والمسلمين إلا كل مصيبة ووبال إن لم يصحوا من غفلتهم ويتوقفوا عن التساوق مع مشاريع التطبيع الخطيرة والهرولة لكسب رضا الصهاينة.
وحذرت الحركة في بيان صحفي بذكرى إحراق المسجد الأقصى الـ48، من هذا الموقف اللامبالي، ودعت الدول العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتها الدينية والأخلاقية والقومية تجاه واحد من أهم مقدسات هذه الأمة ورمز عزتها وعنوان كرامتها.
وأشارت إلى إن هذه الذكرى حية في ضمير الأمة وحاضرة أمام الأجيال المتعاقبة، وهي جزء من آلام الشعب الفلسطيني الذي لا ينسى ولا يفتر.
وأكدت حماس أن "جرائم العدو الصهيوني وانتهاكاته المستمرة بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا لن تزيدنا إلا إصراراً على عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني وعدم التفريط بحبة تراب من فلسطين وعلى مواصلة طريق الجهاد والمقاومة حتى كنس الاحتلال".
ووجهت الحركة تحية إجلال وإكبار لأهل القدس القابضين على جمر الثبات، الواقفين على أبواب القدس، الرافعين أسوارها صموداً في وجه كل مشاريع التهويد والتزوير للقدس وتاريخها.
نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صحفي
صادر عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس "
في الذكرى ال٤٨ لحريق المسجد الأقصى
شعبنا الفلسطيني المرابط، أمتنا العربية والإسلامية، تمر الأحداث، وتبقى الذاكرة مشتعلة، ويبقى التاريخ شاهداً، وذاكرة الشعوب لا تنطفئ، ففي مثل هذا اليوم من عام ١٩٦٩ أقدم المجرم الصهيوني الحاقد "مايكل روهين" على إحراق المسجد الأقصى، فالتهم الحريق جانباً من المسجد القبلي، وأتت النيران على منبر القائد صلاح الدين رمز الانتصارات والتحرير.
إن هذه الذكرى في هذا العام تؤكد جملة من الحقائق:
أولا: تحية إجلال وإكبار لأهلنا في القدس القابضين على جمر الثبات، الواقفين على أبواب القدس، الرافعين أسوارها صموداً في وجه كل مشاريع التهويد والتزوير للقدس وتاريخها.
ثانياً: ما يزال المسجد الأقصى يعاني تحت وطأة الاحتلال الصهيوني الذي لا يراعي حرمة للمقدسات ويهدم الأضرحة ويحفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى الأسير، ويهجر البشر ويحرق الشجر والحجر في ممارسات لا تنم إلا عن عقلية احتلالية صهيونية حاقدة، وسياسة رعناء سيجني العدو الصهيوني عاقبتها.
ثالثاً: إن صمود المرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس وإصرارهم يشكل سوراً عالياً في وجه مخططات حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، وإن ملحمة معركة البوابات البطولية التي حققها المرابطون المقدسيون بإسناد من أبناء الشعب الفلسطيني في أراضي ال٤٨ والضفة وغزة وفي الشتات معززين بموقف الشعوب العربية والإسلامية المساندة وأحرار العالم المتضامنة تشكل رسالة واضحة أن الوحدة الوطنية على أساس حماية الحقوق والثوابت تجمع الإرادة وتكثّف الجهود وتحمل المواقف المساندة للشعب الفلسطيني وقضاياه.
رابعاً: إن المسجد الأقصى يعاني من غربته في ظل أنظمة عربية وإسلامية منها من يسارع الخطى نحو التطبيع مع العدو، وأخرى ما تزال في غفلة من أمرها تجاه المخاطر التي تحيط بالمسجد الأقصى السليب، وهو أمر لن يجر على العرب والمسلمين إلا كل مصيبة ووبال إن لم يصحوا من غفلتهم ويتوقفوا عن التساوق مع مشاريع التطبيع الخطيرة والهرولة لكسب رضا الصهاينة المجرمين، وإن لم ينتهِ هذا الموقف اللامبالي وتتحمل الدول العربية والإسلامية مسؤولياتها الدينية والأخلاقية والقومية تجاه واحد من أهم مقدسات هذه الأمة ورمز عزتها وعنوان كرامتها.
خامساً: إن هذه الذكرى حية في ضمير الأمة وحاضرة أمام الأجيال المتعاقبة، وهي جزء من آلام الشعب الفلسطيني الذي لا ينسى ولا يفتر، وإذا كان اليوم يوم الإعداد فإن الغد هو يوم الملحمة والتحرير بإذن الله عز وجل.
سادسا: إن جرائم العدو الصهيوني وانتهاكاته المستمرة بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا لن تزيدنا إلا إصراراً على عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني وعدم التفريط بحبة تراب من فلسطين وعلى مواصلة طريق الجهاد والمقاومة حتى كنس الاحتلال من أرضنا ومقدساتنا وعودة اللاجئين إلى بيوتهم وديارهم التي هُجروا منها وتحرير الأسرى كافة وإقامة دولتنا الحرة على كامل ترابنا وعاصمتها القدس، طال الزمان أم قصر.
سابعا: التاريخ يسجل أن المسجد الأقصى قائم في كنف أهله الذين يحرسونه بالدم مرابطين، وأن الأبناء بررة صامدون والمنبر يعلوه الأئمة، وإن "مايكل روهين" صار رماداً في سنة كونية ثابتة، فالحق ينتصر آخراً والاحتلال إلى زوال.
حركة المقاومة الإسلامية "حماس"
الإثنين ٢٩/ ذو القعدة/ ١٤٨٣ هـ
٢١/ أغسطس/ ٢٠١٧ م