شارك عشرات الصحفيين الفلسطينيين في وقفة تضامنية أمام برج شوا وحصري وسط مدينة غزة، تنديداً بتصاعد واستمرار انتهاكات الأجهزة الأمنية الفلسطينية بحق الصحفيين والإعلاميين، وللمطالبة بالتحرك لفوري لوقفها.
ورفع الصحفيون، ظهر الاثنين، خلال الوقفة التي نظمها التجمع الإعلامي الفلسطيني، شعارات تضمنت "لا لحجب الحقيقة لا لسياسة تكميم الأفواه"، "أين رئاسة السلطة من الاعتداء على الصحفيين"، "الاعتداء على الصحفيين تساوق مع الاحتلال"، "لا للقمع والاعتقال والاعتداء الجسدي والاحتجاز ضد الصحفيين"، "حرية الإعلام الفلسطيني طريق أساسي للتخلص من الاحتلال".
وأكد الصحفيون رفضهم لسياسة التوقيف والاستدعاء والاستجواب واعتقال الصحفيين، معتبرين الاعتداء عليهم جريمة.
وقال رئيس التجمع الإعلامي توفيق سليم في كلمته إن الواقع المرير الذي يعصف بالصحفي الفلسطيني يؤكد الحقيقة المرة بأنه لا توجد حريات إعلامية على أرض الواقع، حيث رصدنا تصاعدًا في حدة الانتهاكات بحق الصحفيين في الآونة الأخيرة.
وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية حجبت 30 موقعاً إلكترونياً إخبارياً بقرار من النائب العام، ما يشكل تجاوز خطير للمواثيق الدولية التي تكفل حرية العمل الصحفي.
ولفت إلى اعتقال مصور قناة الأقصى الفضائية أحمد الخطيب على خلفية عمله الصحفي، واعتقال مراسل فلسطين اليوم جهاد بركات بدعوى تصويره موكب رئيس الوزراء رامي الحمد الله أثناء توقفه على حاجز عسكري قرب طولكرم، بالإضافة إلى استدعاء مراسل قناة القدس سامر خويرة للمقابلة غدًا الثلاثاء، وتمديد الأجهزة الأمنية بغزة اعتقال الناشط عامر بعلوشة 15 يومًا بتهمة إساءة استخدام التكنولوجيا.
وأضاف أنه منذ مطلع العام الجاري رصدنا تجاوزاً ملحوظاً في الانتهاكات بحق الصحفيين، ناهيك عن استمرار اعتقال 27 صحفياً في سجون الاحتلال الإسرائيلي في ظروف معيشية مخالفة للقانون الدولي، بالإضافة إلى تحويل آخرين للاعتقال الإداري.
وأكد سليم رفضهم لكافة ممارسات وإجراءات الاحتلال والأجهزة الأمنية، معتبراً إياها استمراراً لتقويض الحريات الإعلامية.
وطالب بضرورة الإفراج الفوري عن كل الصحفيين، ووضع حد للتغول الأمني، داعياً لحراك مؤسساتي ونقابي من أجل وضع حد لهذه الممارسات.
ودعا سليم الحكومة الفلسطينية وكافة الجهات للوقوف عند مسؤولياتها في حماية الحريات الإعلامية وإيجاد بيئة إعلامية سليمة.
بدوره، قال نائب مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان المحامي جميل سرحان خلال الوقفة إن الاعتداء على الصحفية وانتهاك حقوقهم لا يشكل اعتداءً فقط على الصحفي نفسه، بل على المجتمع بأكمله، فمن حق الصحفي أن يتحرك بحرية وأمان.
وأضاف أن "هذه الجريمة من قبل السلطة التنفيذية مدانة ومرفوضة، ولقد تابعنا في الآونة الأخيرة مجموعة من لإجراءات التي شكلت استمرارًا لنهج السلطة في انتهاك حرية الرأي والتعبير، ولاحظنا عشرات حالات منع وحجب للمواقع الإخبارية".
وطالب سرحان بعدم استخدام القانون وسلطات النائب العام في كتم حرية الرأي والتعبير وإغلاق المواقع الإعلامية، مؤكدًا رفضه القاطع لاحتجاز الصحفيين على خلفية آرائهم أو كتاباتهم.
ودعا نقابة الصحفيين إلى الوقوف بقوة ضد حالات الاحتجاز والقمع التي تمارس بحق الصحفيين، وأخذ كل المقتضيات القانونية للدفاع عنهم والتضامن معهم، مطالبة السلطة الفلسطينية باحترام حقوق الصحفيين والأفراد.
من جهته، أدان رئيس منتدى الإعلاميين الفلسطينيين عماد الإفرنجي اعتقال الصحفي بركات وكل ما جرى معه، متسائلًا "لما تم اعتقاله ولماذا أفرج عنه؟".
وقال "نحن بكل وضوح نرفض اعتقال أي صحفي أو استدعائه خارج إطار القانون، وأي اعتداء على الحريات من أي طرف كان"، مضيفًا "سنكون أمام مستقبل أسود فيما يتعلق بالانتهاكات بحق الصحفيين، وخاصة بالضفة الغربية".
وأشار إلى أن هناك 27 صحفيًا يقبعون في سجون الاحتلال يعانون الأمرين، مطالبًا بالوقت ذاته الاتحاد الدولي للصحفيين ومراسلون بلا حدود وكافة المؤسسات الصحفية والحقوقية العربية والدولية والمحلية بالتضامن مع الصحفيين، ووقف الاعتداءات بحقهم.
ودعا الإفرنجي إلى تشكيل حالة حراك وآلة ضغط سواء على كافة المستوى الفلسطيني أو النقابي أو العربي أو الدولي من أجل وقف كافة الانتهاكات بحق الصحفيين، وعدم حجب المواقع الإلكترونية الإخبارية.
وطالب الحكومة والأجهزة الأمنية بلعب دور كبير في دعم الصحفيين والوقوف إلى جانبه، ومنحه الأمان الوظيفي، داعيًا الصحفيين للوقوف جنبًا إلى جنب وصفًا وحدًا لمجابهة أي انتهاك على الأرض الفلسطينية.
المصدر- وكالة فلسطين اليوم